تركي العازمي / غابت كاميرات التربية وانتهكت «سندس»!
أطفالنا، بناتنا من المعلمات ضحايا الإخفاقات في وزارة التربية والتعليم، والضغط النيابي له ما يبرره أحياناً، ولا نجد له تفسيراً في مواقع أخرى غير «التسييس»!
لقد بدأت الانتهاكات ومرت عبر استجواب النائب السابق الدكتور سعد الشريع لوزيرة التربية نورية الصبيح، إذ انتهى بتعهدات ووعود في تركيب كاميرات، وإعادة الوجبات المدرسية، وإضفاء حال الأمن والأمان على فلذات أكبادنا.
للنواب حق في الغضب، فبعد أن غابت كاميرات التربية انتهكت «سندس» تلك الروضة الواقعة في جابر العلي بعد أن دخل مجهول ونزع ملابسه كاملة أمام المعلمات والأطفال، ثم قفز السور... «تعال دور عليه»!
مشروع كاميرات الرقابة، التي زعمت وزارة التربية تركيبها على أسوار المدارس، تم إلغاء تركيب النموذج الأول لها لأسباب فنية بحتة، ونحن حسب ما نعلمه عن أنظمة الأمن الخاصة بكاميرات المراقبة نعلم أن هناك نوعيات خاصة، وعلى درجة عالية من الناحية التكنولوجية، يمكن تركيبها وربطها بغرف تحكم، وتستطيع كذلك الاستشعار عن بعد لأي خرق لأسوار المدارس، وهي مكلفة، أما الأنواع الرديئة فلن تحل المشكلة!
الحاصل أن وزارة التربية أخفقت - ومازالت - فالكاميرات في علم الغيب، وكذلك بالنسبة إلى الوجبات المدرسية ومستوى التعليم الهابط الذي فقد الصلة الوثقى الموازنة بين جانبي التعليم والتربية.
إذا كانت الأحداث قد تم تسييسها، فنحن لن نجد الجديد، ولن تثمر التصريحات عن حلول ملموسة على أرض الواقع، وهذا الأمر يسري على باقي منشآت الدولة!
هذه الإخفاقات دليل على عدم توافر الإخلاص في العمل، فقد ورد في القول المأثور: «قل لمن لا يخلص لا تتعب»، والإخلاص في العمل واجب، والإخلاص كصفة تتطلب توفر الصفة القيادية في المسؤول، وللقيادة شروط ومتطلبات شخصية من أهمها ارتفاع معدل الذكاء، الكفاءة، الأمانة والصدق، المعرفة الواسعة، الرشد، وتحقيق النتائج. وهذه الصفات تظهر من خلال بيئة عمل تتميز بالفكر الاستراتيجي الذي تحدد فيه الأهداف مقرونة بجدول زمني للتنفيذ.
وبالنظر إلى مشاكلنا نجد أن غياب الفكر الاستراتيجي والصفة القيادية هما السببان الرئيسيان في الوضع المتدهور الذي تعيشه منشآت الدولة. ومن يتابع أحداث جلسات مجلس الأمة وما ينشر في شأن تدني مستوى الخدمات والإضرابات وغيرها يتفق مع ما نرمي إليه. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
لقد بدأت الانتهاكات ومرت عبر استجواب النائب السابق الدكتور سعد الشريع لوزيرة التربية نورية الصبيح، إذ انتهى بتعهدات ووعود في تركيب كاميرات، وإعادة الوجبات المدرسية، وإضفاء حال الأمن والأمان على فلذات أكبادنا.
للنواب حق في الغضب، فبعد أن غابت كاميرات التربية انتهكت «سندس» تلك الروضة الواقعة في جابر العلي بعد أن دخل مجهول ونزع ملابسه كاملة أمام المعلمات والأطفال، ثم قفز السور... «تعال دور عليه»!
مشروع كاميرات الرقابة، التي زعمت وزارة التربية تركيبها على أسوار المدارس، تم إلغاء تركيب النموذج الأول لها لأسباب فنية بحتة، ونحن حسب ما نعلمه عن أنظمة الأمن الخاصة بكاميرات المراقبة نعلم أن هناك نوعيات خاصة، وعلى درجة عالية من الناحية التكنولوجية، يمكن تركيبها وربطها بغرف تحكم، وتستطيع كذلك الاستشعار عن بعد لأي خرق لأسوار المدارس، وهي مكلفة، أما الأنواع الرديئة فلن تحل المشكلة!
الحاصل أن وزارة التربية أخفقت - ومازالت - فالكاميرات في علم الغيب، وكذلك بالنسبة إلى الوجبات المدرسية ومستوى التعليم الهابط الذي فقد الصلة الوثقى الموازنة بين جانبي التعليم والتربية.
إذا كانت الأحداث قد تم تسييسها، فنحن لن نجد الجديد، ولن تثمر التصريحات عن حلول ملموسة على أرض الواقع، وهذا الأمر يسري على باقي منشآت الدولة!
هذه الإخفاقات دليل على عدم توافر الإخلاص في العمل، فقد ورد في القول المأثور: «قل لمن لا يخلص لا تتعب»، والإخلاص في العمل واجب، والإخلاص كصفة تتطلب توفر الصفة القيادية في المسؤول، وللقيادة شروط ومتطلبات شخصية من أهمها ارتفاع معدل الذكاء، الكفاءة، الأمانة والصدق، المعرفة الواسعة، الرشد، وتحقيق النتائج. وهذه الصفات تظهر من خلال بيئة عمل تتميز بالفكر الاستراتيجي الذي تحدد فيه الأهداف مقرونة بجدول زمني للتنفيذ.
وبالنظر إلى مشاكلنا نجد أن غياب الفكر الاستراتيجي والصفة القيادية هما السببان الرئيسيان في الوضع المتدهور الذي تعيشه منشآت الدولة. ومن يتابع أحداث جلسات مجلس الأمة وما ينشر في شأن تدني مستوى الخدمات والإضرابات وغيرها يتفق مع ما نرمي إليه. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
