| بيروت - من وسام أبو حرفوش |
... «أنا نايلة بنت جبران، أنا بنت جدي غسان وبنت جبران بيو لجدي. أنا بنت تويني، بنت النهار، أنا بنت الحرية (...) يا هالمجتمعين تحت سقف الله وسما لبنان... اللي ما عرف لازم يعرف، أنا بنت القتيل اللي ما بيموت لانو ابن الحرية. بحمل الراية المجرّحة بالدم والنار والحق، بحمل القلم اللي ارتوى بدم سمير قصير وبدم جبران وبدم كل العرب النهضويين الأحرار (...)».
هذه الكلمات التي لا تحتمل اي تفسير او إضافات، قالتها نايلة تويني امام نعش والدها جبران، الصحافي اللامع والنائب بعد طول كفاح، كان يلفه العلم اللبناني الأحبّ على قلبه وتغمره العيون وترقص به القبضات المرفوعة، بعدما استشهد بتفجير «محكم» استهدف سيارته في 12 ديسمبر من العام 2005 .
انها لعبة الاقدار التي جعلت الصبية في مقتبل العمر تحمل «الشعلة» باكراً ... قلم «النهار» الذي لم ينكسر، ونشيد جبران الذي ما زال يتردد صداه في أرجاء الوطن المسكون بالحرية.
نايلة بنت الـ26 عاماً قبلت التحدي بعدما جعلتها «الفاجعة» على خط المسؤولية الكبرى، صارت المدير العام المساعد لـ «النهار» التي احتفلت بعيدها الـ 75، وهي أعلنت ترشحها لخوض الانتخابات النيابية المقررة في السابع من يونيو المقبل كـ «مستقلة» في اطار تحالف «14 مارس».
عشية بدء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وسائر الجرائم المتصلة بها في لاهاي غداً الاحد، التقت «الراي» نايلة ابنة الشهيد جبران تويني، الصحافية والمرشحة للانتخابات وكان معها الحوار الاتي:
• فُتحت ابواب المحكمة الدولية التي ناضل الشهيد جبران تويني من اجلها وربما «اغتالته» ... ما انطباعاتك الشخصية والسياسية في ملاقاة هذا الحدَث «التاريخي» بالمعايير اللبنانية والدولية؟
- لا شك في انه حدث تاريخي وبامتياز، فمن حقنا ان نعرف مَن اغتال قادتنا ونخبنا السياسية والثقافية والاعلامية والعسكرية. ومن شأن تحقيق العدالة إنصاف هؤلاء الشهداء ووضع حدّ للجرائم السياسية التي أنهكت لبنان، وهي الامور التي لم يكن في الامكان تحقيقها من دون قيام محكمة دولية.
ان كشف الحقيقة وإحقاق العدالة شرط لـ «ربيع لبنان»، ومعرفة القاتل يعيد لذوي الشهداء البعض من حقهم، وللشعب اللبناني الاطمئنان بعدم استمرار المسلسل الاجرامي. لذا فان الوضع سيكون دقيقاً مع بدء عمل المحكمة الدولية، وبوعي اللبنانيين يمكن الوصول الى بر الامان.
• هل تعتقدين ان من شأن المحكمة الدولية ان تشكل رادعاً يحمي لبنان ام من المبكر الحديث عن ذلك في ظل حركة «التطبيع» الجديدة في المنطقة بالتزامن مع قيام المحكمة؟
- من المبكر التوغل في التوقعات، المحكمة تنطلق في ظل أوضاع دقيقة، ومن غير المستبعد ان نواجه أوضاعاً صعبة مع إصدار القرار الظني وما قد يتضمنه، ومع استدعاء الشهود والمشتبه بهم وبدء المحاكمات وتوقيف البعض، فكل العالم ســــيكون مشدوداً الى هذه المحكمة التي من المتوقع ان تتمتع بالشفافية والعلنية.
وأستبعد تسييس المحكمة او حصول تسويات على حسابها، فمسارها صار مستقلاً ونحن حريصيون على ان تتوافر لها كل الظروف من اجل إحقاق العدالة.
• المحكمة الدولية تنطلق في عملها غداً الأحد ... ماذا تقولين لوالدك الشهيد جبران تويني ولسائر شهداء «انتفاضة الاستقلال»؟
- أقول لهم إننا لم نستسلم للترهيب ولن نستسلم، والمحكمة صارت حقيقة. وبالنسبة إليّ فان هذا الانجاز هو تجسيد لايماننا بوطننا وقيم الحرية والعدالة فيه، وبأن العدالة تمهل ولا تهمل اذ سيأتي اليوم الذي نعرف مَن اغتال أحبّتنا وخيرة رجالاتنا. فأجمل ما يمكن ان نقدمه لشهدائنا حيث هم هو معرفة الحقيقة، حقيقة مَن ارتكب كل تلك الجرائم الارهابية.
• ثمة انطباع لدى البعض بأن «لعنة آل كندي» في الولايات المتحدة تطارد «آل تويني» في بيروت ... موت مبكر واغتيال و ... هل تخيفك هذه المقاربة؟
- أنا مؤمنة بالله وبقدَره، وجبران علّمني ان على المرء الا ييأس او يخاف او يحبط. ما حدث لعائلتنا هو مشيئة الله، وجبران كان يحلم حتى ان يكون شهيداً من اجل لبنان الذي أَحبّه وضحى من اجله ودافع عنه وقدّم حياته في سبيله.
• نايلة الصبية في مقتبل العمر امام مسؤوليات إدارة الصحيفة (النهار) الأعرق في لبنان والعالم العربي، وربما تكون على مقاعد البرلمان ... هل وضعك القدَر وباكراً على خط الأحلام الكبيرة ام المتاعب الكبيرة؟
- وضعني على خط مسؤوليات كبيرة، ليست متاعب ولا احلاماً. كنت احلم ان اكون صحافية الى جانب جبران، أساعده على تحقيق أحلامه ويساعدني على تحقيق احلامي، لكنهم قتلوه.
المسؤوليات كبيرة للغاية ومتعبة، فمن يريد الوصول لا بد من ان يشقى ويكافح، مسؤولية «النهار» هي مسؤولية عن ارث عمره 75 عاماً وتُشكل لي تحدياً كبيراً، وخصوصاً ان علينا وبمهنية عالية ان نحافظ على صدقيتنا وموضوعيتنا في ظل أوضاع سياسية وطائفية معقدة في لبنان. وكذلك الامر بالنسبة الى الشأن العام، فمسؤولية تمثيل شريحة كبيرة من اللبنانيين مسألة فيها الكثير من التحدي. عليّ إكمال مسيرة جبران وتحقيق طموحات من أتطلّع الى تمثيلهم. ومع إدراكي ان احداً لا يمكنه ان يكون جبران، الا انه يمكن استلهام حلم جبران وجرأته وحبه للبنان، وهذا امر مسؤولية كبيرة في ذاته.
• الا تخشين عشية استعدادك الدخول في المعترك السياسي على «ديك» النهار في ظل صراع «الكواسر» السياسية، وخصوصاً ان الادوار تكاد ان تنقلب لتصبح الصحافة في موقع الاتهام والمساءلة؟
- لا يمكن لاحد إسكات «ديك» النهار الذي سيبقى يصدح مع كل صباح، وهو باقٍ فوق كل الالقاب والكراسي لان عائلة «النهار» وصحافييها اصحاب التجارب والريادة والخبرة يحملون بأقلامهم المرفوعة دائماً «ديك النهار» الذي لن ينكّس صوته مهما بلغت الصعاب.
حاولوا قتل «ديك» النهار باغتيال جبران، لكننا أثبتنا للجميع انه خرج أقوى. سأدخل المعترك السياسي بعدما تأكدت انني أستطيع التوفيق بين دوري في «النهار» وقدرتي على الانخراط في العمل السياسي.
• تجمعين في شخصيتك إرثاً من التجارب السياسية المتعددة الاتجاه، فهل انت أقرب الى براغماتية «الجد» غسان تويني، ام الى وسَطية «الجد» ميشال المر، ام اقرب الى راديكالية «الخال» مروان حماده؟
- أنا اقرب الى ثورة جبران تويني وحلمه وانتفاضته.
• هل سيكون برنامجك الانتخابي هو عينة برنامج جبران الذي ترشح على اساسه لانتخابات العام 2005 ؟
- سيتضمن برنامجي الانتخابي قضايا نطمح الى تحقيقها من برنامج جبران، الى جانب مسائل تعنى بالبيئة، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية وغيرها، اضافة الى أمور تخص أهالي الأشرفية والرميل والصيفي. وهدفي من الترشح لدخول الندوة البرلمانية تمثيل الجيل الجديد وطموحاته وإشراكه من موقع المسؤولية في صنع مستقبله.
• قررتِ خوض الانتخابات كمستقلة لكن في اطار تحالف «14 مارس»، ماذا يعني هذا التمايز؟
- يعني انني لست حزبية، ولا أنتمي الى اي حزب.
• ... لكن كجزء من حركة «14 مارس»؟
- أنا أمثّل خط جبران وهو كان من أركان «ثورة الأرز» وأحد الذين عملوا من أجلها، ومن المؤكد انني سأكون جزءاً من «14 مارس» وتحالفاتها، ومشارِكة في هذا الائتلاف الواسع الذي تجمعه قضية الدفاع عن لبنان وحريته وديموقراطيته وسيادته.
• ثمة من يلاحظ ان مشاركتك في البرلمان الى جانب آخرين محتملين من الشباب (نديم بشير الجميل وسامي امين الجميل) تميّزها علامة فارقة تتمثل بـ «الوراثة السياسية» من جهة وبـ «الاغتيالات» من جهة اخرى ... هل هي وراثة ام شعلة؟
- أنا لا أؤمن بالوراثة السياسية، وأؤمن بالعزم على مواصلة مسيرة الشهداء الذين افتدوا الوطن بأغلى ما يملكون ... غير ان فرصة وجود الشباب في البرلمان ينبغي ان تكون مفتوحة امام الجيل الجديد لانه يشكل دماً جديداً يضخ حيوية تحتاجها الحياة السياسية. فمن حق اي شاب، أنا او سواي، الترشح وخوض التجربة من اجل التغيير.
• هل يمكن ان نرى «لوبي شبابياً» في برلمان 2009 ؟
- لم لا؟ ينبغي على الشباب ان يكونوا يداً واحدة من اجل إحداث نقلة جديدة في الحياة السياسية من اجل وطن يليق بأحلامنا، وان يأخذوا على عاتقهم العمل خدمة للقضايا الشبابية والتربوية والاقتصاديّة.
• مجيء الشباب الى البرلمان من بيوتات سياسية، هل يجعلهم مجرد صدى للاباء ام يمكن ان يتركوا بصمات خاصة في الحياة السياسية؟
- علينا ان نوائم بين امرين: التعلم من الاجيال التي سبقتنا لان من شأن ذلك ان يوفر الخبرة والنضوج والمعرفة والحكمة، والحفاظ على روح التجديد كجيل له تطلعاته ويطمح بشغف الى نقل المجتمع والدولة الى الحداثة. فالجمع بين المسألتين يتيح للشباب لعب دور حيوي والتمتع بواقعية في مقاربة قضايانا كجيل ووطن.
• هل تخشين على مصير الانتخابات النيابية في ظل الاحتقان السياسي الحالي وتزايُد الأحداث ذات الطابع الأمني؟
- في لبنان نعيش «كل ساعة بساعة»، فهذا بلد المــــفاجآت. لكن لبنان وفي الوقت عينه وطن لا تهزّه العواصف مهما كانت عاتية، فالتجارب الصعبة التي قرأنا عنها وعشناها تؤكد انه بلد عصي على ما يحاك ضده.
وأملي ان تجرى الانتخابات في موعدها لتمكين اللبنانيين من التعبير عن آرائهم وخياراتهم بعيداً من اي مشكلات وعرقلة يمكن ان تعوق هذا الاستحقاق. فمن حق اللبنانيين ممارسة ديموقراطيتهم والعيش بسلام والتطلع الى المستقبل.
... «أنا نايلة بنت جبران، أنا بنت جدي غسان وبنت جبران بيو لجدي. أنا بنت تويني، بنت النهار، أنا بنت الحرية (...) يا هالمجتمعين تحت سقف الله وسما لبنان... اللي ما عرف لازم يعرف، أنا بنت القتيل اللي ما بيموت لانو ابن الحرية. بحمل الراية المجرّحة بالدم والنار والحق، بحمل القلم اللي ارتوى بدم سمير قصير وبدم جبران وبدم كل العرب النهضويين الأحرار (...)».
هذه الكلمات التي لا تحتمل اي تفسير او إضافات، قالتها نايلة تويني امام نعش والدها جبران، الصحافي اللامع والنائب بعد طول كفاح، كان يلفه العلم اللبناني الأحبّ على قلبه وتغمره العيون وترقص به القبضات المرفوعة، بعدما استشهد بتفجير «محكم» استهدف سيارته في 12 ديسمبر من العام 2005 .
انها لعبة الاقدار التي جعلت الصبية في مقتبل العمر تحمل «الشعلة» باكراً ... قلم «النهار» الذي لم ينكسر، ونشيد جبران الذي ما زال يتردد صداه في أرجاء الوطن المسكون بالحرية.
نايلة بنت الـ26 عاماً قبلت التحدي بعدما جعلتها «الفاجعة» على خط المسؤولية الكبرى، صارت المدير العام المساعد لـ «النهار» التي احتفلت بعيدها الـ 75، وهي أعلنت ترشحها لخوض الانتخابات النيابية المقررة في السابع من يونيو المقبل كـ «مستقلة» في اطار تحالف «14 مارس».
عشية بدء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وسائر الجرائم المتصلة بها في لاهاي غداً الاحد، التقت «الراي» نايلة ابنة الشهيد جبران تويني، الصحافية والمرشحة للانتخابات وكان معها الحوار الاتي:
• فُتحت ابواب المحكمة الدولية التي ناضل الشهيد جبران تويني من اجلها وربما «اغتالته» ... ما انطباعاتك الشخصية والسياسية في ملاقاة هذا الحدَث «التاريخي» بالمعايير اللبنانية والدولية؟
- لا شك في انه حدث تاريخي وبامتياز، فمن حقنا ان نعرف مَن اغتال قادتنا ونخبنا السياسية والثقافية والاعلامية والعسكرية. ومن شأن تحقيق العدالة إنصاف هؤلاء الشهداء ووضع حدّ للجرائم السياسية التي أنهكت لبنان، وهي الامور التي لم يكن في الامكان تحقيقها من دون قيام محكمة دولية.
ان كشف الحقيقة وإحقاق العدالة شرط لـ «ربيع لبنان»، ومعرفة القاتل يعيد لذوي الشهداء البعض من حقهم، وللشعب اللبناني الاطمئنان بعدم استمرار المسلسل الاجرامي. لذا فان الوضع سيكون دقيقاً مع بدء عمل المحكمة الدولية، وبوعي اللبنانيين يمكن الوصول الى بر الامان.
• هل تعتقدين ان من شأن المحكمة الدولية ان تشكل رادعاً يحمي لبنان ام من المبكر الحديث عن ذلك في ظل حركة «التطبيع» الجديدة في المنطقة بالتزامن مع قيام المحكمة؟
- من المبكر التوغل في التوقعات، المحكمة تنطلق في ظل أوضاع دقيقة، ومن غير المستبعد ان نواجه أوضاعاً صعبة مع إصدار القرار الظني وما قد يتضمنه، ومع استدعاء الشهود والمشتبه بهم وبدء المحاكمات وتوقيف البعض، فكل العالم ســــيكون مشدوداً الى هذه المحكمة التي من المتوقع ان تتمتع بالشفافية والعلنية.
وأستبعد تسييس المحكمة او حصول تسويات على حسابها، فمسارها صار مستقلاً ونحن حريصيون على ان تتوافر لها كل الظروف من اجل إحقاق العدالة.
• المحكمة الدولية تنطلق في عملها غداً الأحد ... ماذا تقولين لوالدك الشهيد جبران تويني ولسائر شهداء «انتفاضة الاستقلال»؟
- أقول لهم إننا لم نستسلم للترهيب ولن نستسلم، والمحكمة صارت حقيقة. وبالنسبة إليّ فان هذا الانجاز هو تجسيد لايماننا بوطننا وقيم الحرية والعدالة فيه، وبأن العدالة تمهل ولا تهمل اذ سيأتي اليوم الذي نعرف مَن اغتال أحبّتنا وخيرة رجالاتنا. فأجمل ما يمكن ان نقدمه لشهدائنا حيث هم هو معرفة الحقيقة، حقيقة مَن ارتكب كل تلك الجرائم الارهابية.
• ثمة انطباع لدى البعض بأن «لعنة آل كندي» في الولايات المتحدة تطارد «آل تويني» في بيروت ... موت مبكر واغتيال و ... هل تخيفك هذه المقاربة؟
- أنا مؤمنة بالله وبقدَره، وجبران علّمني ان على المرء الا ييأس او يخاف او يحبط. ما حدث لعائلتنا هو مشيئة الله، وجبران كان يحلم حتى ان يكون شهيداً من اجل لبنان الذي أَحبّه وضحى من اجله ودافع عنه وقدّم حياته في سبيله.
• نايلة الصبية في مقتبل العمر امام مسؤوليات إدارة الصحيفة (النهار) الأعرق في لبنان والعالم العربي، وربما تكون على مقاعد البرلمان ... هل وضعك القدَر وباكراً على خط الأحلام الكبيرة ام المتاعب الكبيرة؟
- وضعني على خط مسؤوليات كبيرة، ليست متاعب ولا احلاماً. كنت احلم ان اكون صحافية الى جانب جبران، أساعده على تحقيق أحلامه ويساعدني على تحقيق احلامي، لكنهم قتلوه.
المسؤوليات كبيرة للغاية ومتعبة، فمن يريد الوصول لا بد من ان يشقى ويكافح، مسؤولية «النهار» هي مسؤولية عن ارث عمره 75 عاماً وتُشكل لي تحدياً كبيراً، وخصوصاً ان علينا وبمهنية عالية ان نحافظ على صدقيتنا وموضوعيتنا في ظل أوضاع سياسية وطائفية معقدة في لبنان. وكذلك الامر بالنسبة الى الشأن العام، فمسؤولية تمثيل شريحة كبيرة من اللبنانيين مسألة فيها الكثير من التحدي. عليّ إكمال مسيرة جبران وتحقيق طموحات من أتطلّع الى تمثيلهم. ومع إدراكي ان احداً لا يمكنه ان يكون جبران، الا انه يمكن استلهام حلم جبران وجرأته وحبه للبنان، وهذا امر مسؤولية كبيرة في ذاته.
• الا تخشين عشية استعدادك الدخول في المعترك السياسي على «ديك» النهار في ظل صراع «الكواسر» السياسية، وخصوصاً ان الادوار تكاد ان تنقلب لتصبح الصحافة في موقع الاتهام والمساءلة؟
- لا يمكن لاحد إسكات «ديك» النهار الذي سيبقى يصدح مع كل صباح، وهو باقٍ فوق كل الالقاب والكراسي لان عائلة «النهار» وصحافييها اصحاب التجارب والريادة والخبرة يحملون بأقلامهم المرفوعة دائماً «ديك النهار» الذي لن ينكّس صوته مهما بلغت الصعاب.
حاولوا قتل «ديك» النهار باغتيال جبران، لكننا أثبتنا للجميع انه خرج أقوى. سأدخل المعترك السياسي بعدما تأكدت انني أستطيع التوفيق بين دوري في «النهار» وقدرتي على الانخراط في العمل السياسي.
• تجمعين في شخصيتك إرثاً من التجارب السياسية المتعددة الاتجاه، فهل انت أقرب الى براغماتية «الجد» غسان تويني، ام الى وسَطية «الجد» ميشال المر، ام اقرب الى راديكالية «الخال» مروان حماده؟
- أنا اقرب الى ثورة جبران تويني وحلمه وانتفاضته.
• هل سيكون برنامجك الانتخابي هو عينة برنامج جبران الذي ترشح على اساسه لانتخابات العام 2005 ؟
- سيتضمن برنامجي الانتخابي قضايا نطمح الى تحقيقها من برنامج جبران، الى جانب مسائل تعنى بالبيئة، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية وغيرها، اضافة الى أمور تخص أهالي الأشرفية والرميل والصيفي. وهدفي من الترشح لدخول الندوة البرلمانية تمثيل الجيل الجديد وطموحاته وإشراكه من موقع المسؤولية في صنع مستقبله.
• قررتِ خوض الانتخابات كمستقلة لكن في اطار تحالف «14 مارس»، ماذا يعني هذا التمايز؟
- يعني انني لست حزبية، ولا أنتمي الى اي حزب.
• ... لكن كجزء من حركة «14 مارس»؟
- أنا أمثّل خط جبران وهو كان من أركان «ثورة الأرز» وأحد الذين عملوا من أجلها، ومن المؤكد انني سأكون جزءاً من «14 مارس» وتحالفاتها، ومشارِكة في هذا الائتلاف الواسع الذي تجمعه قضية الدفاع عن لبنان وحريته وديموقراطيته وسيادته.
• ثمة من يلاحظ ان مشاركتك في البرلمان الى جانب آخرين محتملين من الشباب (نديم بشير الجميل وسامي امين الجميل) تميّزها علامة فارقة تتمثل بـ «الوراثة السياسية» من جهة وبـ «الاغتيالات» من جهة اخرى ... هل هي وراثة ام شعلة؟
- أنا لا أؤمن بالوراثة السياسية، وأؤمن بالعزم على مواصلة مسيرة الشهداء الذين افتدوا الوطن بأغلى ما يملكون ... غير ان فرصة وجود الشباب في البرلمان ينبغي ان تكون مفتوحة امام الجيل الجديد لانه يشكل دماً جديداً يضخ حيوية تحتاجها الحياة السياسية. فمن حق اي شاب، أنا او سواي، الترشح وخوض التجربة من اجل التغيير.
• هل يمكن ان نرى «لوبي شبابياً» في برلمان 2009 ؟
- لم لا؟ ينبغي على الشباب ان يكونوا يداً واحدة من اجل إحداث نقلة جديدة في الحياة السياسية من اجل وطن يليق بأحلامنا، وان يأخذوا على عاتقهم العمل خدمة للقضايا الشبابية والتربوية والاقتصاديّة.
• مجيء الشباب الى البرلمان من بيوتات سياسية، هل يجعلهم مجرد صدى للاباء ام يمكن ان يتركوا بصمات خاصة في الحياة السياسية؟
- علينا ان نوائم بين امرين: التعلم من الاجيال التي سبقتنا لان من شأن ذلك ان يوفر الخبرة والنضوج والمعرفة والحكمة، والحفاظ على روح التجديد كجيل له تطلعاته ويطمح بشغف الى نقل المجتمع والدولة الى الحداثة. فالجمع بين المسألتين يتيح للشباب لعب دور حيوي والتمتع بواقعية في مقاربة قضايانا كجيل ووطن.
• هل تخشين على مصير الانتخابات النيابية في ظل الاحتقان السياسي الحالي وتزايُد الأحداث ذات الطابع الأمني؟
- في لبنان نعيش «كل ساعة بساعة»، فهذا بلد المــــفاجآت. لكن لبنان وفي الوقت عينه وطن لا تهزّه العواصف مهما كانت عاتية، فالتجارب الصعبة التي قرأنا عنها وعشناها تؤكد انه بلد عصي على ما يحاك ضده.
وأملي ان تجرى الانتخابات في موعدها لتمكين اللبنانيين من التعبير عن آرائهم وخياراتهم بعيداً من اي مشكلات وعرقلة يمكن ان تعوق هذا الاستحقاق. فمن حق اللبنانيين ممارسة ديموقراطيتهم والعيش بسلام والتطلع الى المستقبل.