أن ترفض كتلة العمل الوطني، أو كتلة أوبك، إسقاط فوائد قروض المواطنين، فهذا أمر غير مستغرب على كتلة تحلّق على ارتفاع خمسة وثلاثين ألف قدم عن هموم البسطاء، ولا تدري عن أحوال الطقس على الأرض. وأن يرفض أحمد باقر التخفيف على الناس، فهذا أمر طبيعي، الرجل يمارس تمرينه اليومي. لكن أن يقف ثلاثة من «ربعنا» في كتلة العمل الشعبي ضد البسطاء، فهذه هي الكارثة عن بكرة أبيها الذي خلّفها.ورغم مرور أيام على تلك الجلسة السوداء، لا أعادها الله من جلسة، لا يزال الناس فاغرين أفواههم لهول الصدمة التي تلقوها من نوابهم الأفاضل، أحمد السعدون وسيد عدنان وأحمد لاري، عندما شخصت لهم الأبصار، فإذا بهم يخلعون رداء أنصارهم ويرتدون لباسا مخمليا أهدتهم إياه الحكومة، مع الأسف الحارق... وما يزيد الملح على الجرح، هو أن كتلة الشعبي كانت قد أعلنت، قبل الجلسة السوداء، عن عزمها تقديم مقترح لحل المشكلة، وهو مقترح يرى بعينين اثنتين، عين على أحوال الناس وظروفهم المعيشية، والأخرى على المال العام وضرورة عدم إرهاقه... لكن ماذا نقول بعد موقف ربعنا الثلاثة؟ الأمر مؤلم للغاية. على أي حال، الحَكَم لم يطلق صافرة نهاية المباراة بعد. والكرة لا تزال في ملعب البرلمان، أقصد كرة إسقاط الفوائد. صحيح أنها عادت للجنة المالية، حيث باقر هناك يرتدي لباسه الرياضي استعدادا للتمرين، إلا أن الأمل لم يمت بعد... أما بالنسبة لصندوق المعسرين، فنقول لمن لا يعلم بأن المبلغ الذي رُصد له في بداية الأمر كان خمسمئة مليون دينار، ثم تدخّل من تدخّل من «نواب أوبك» لدى الحكومة لتخفيض المبلغ إلى النصف، وبعد «المكاسر» خرج لنا الصندوق بثلاثمئة مليون دينار. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، ولم يخرج لنا وزير المالية بتصريح مخملي: «فوائد قروض المعسرين لم تتجاوز الأربعة والثمانين مليون دينار»، وكأنه يمهد الطريق لخفض مبالغ الصندوق! هيّه ناقصاك يا معالي الوزير أنت الثاني؟ وما رأيك لو تراجع حساباتك مرة أخرى فقد تكون فوائد المعسرين سبعة دنانير وستمئة وخمسين فلسا. من يدري، راجع حساباتك ولا عليك أمر... يعني نلقاها منك ولّا من باقر ولّا من كتلة أوبك ولّا من بعض ربعنا الذين تراجعوا للأسف عندما تقابل الجمعان، رغم انتمائهم لكتلة نرى بأنها خرجت رافعة لواء «هموم المواطن»؟وهنا، أعتقد بأن على نوابنا الثلاثة الرد على تساؤلات أنصارهم، وتوضيح الأمور من خلال تصريح يبيّنون فيه حيثيات قرارهم وأسبابه. أو أن تصرّح كتلة الشعبي مجتمعة بخططها وآرائها حول هذا الموضوع. فهي لا تملك تجاهل تساؤلات الناس... وإلى ذلك الحين، سأهدي نوابنا الثلاثة قصيدة لخالد الفيصل، علّها تطربهم، وتحديدا البيت الأخير: «دوّرت في الشدّة حزام، ولا لقيت اللي قوى، يالله دخيلك ما لقيت، اللي نشد به الظهر». عموما، لنراقب الصندوق جميعا، حتى لا يتحول من «صندوق لدعم المعسرين» إلى «صندوق لدعم الانتخابات»، بحيث يُعطى ناخبو ذلك النائب، حتى ولو لم تنطبق عليهم الشروط، ويُحرم آخرون منها عقابا لنائبهم. راقبوا الصندوق، فنحن سبق وأن بعنا ثقتنا في الحكومة. لدواعي السفر! وراقبوا أيضا موقف كتلة الشعبي، فالمعركة لا تزال تضرس.محمد الوشيحيalwashi7i@yahoo.com
مقالات
محمد الوشيحي / آمال / الجلسة السوداء
02:04 م