بعد نفي الدكتور فيصل المسلم رئيس اللجنة التعليمية خبر المشادة مع وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح يحق لنا أن نتساءل: لمصلحة من التركيز على وزيرة التربية ووزير الصحة؟لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة ضغطاً إعلامياً من قبل البعض وضع الوزير الطويل والوزيرة الصبيح ضمن قائمة أولوياتهم وهو وضع مشابه لما تعرض إليه الوزيران السابقان المعتوق والحميضي، ونحن في هذا المقام نستنكر الحملة شكلاً ومضموناً. وإذا سلمنا بوجود خلاف على قرارات وزيرة التربية واستمرار تدهور الوضع الصحي، فإنه لا ينبغي أن نعالج التقصير بأخطاء من قبل بعض النواب: لماذا؟لقد حدد المشرع العلاقة بين السلطتين ورسالة الإعلام رسالة سامية يجب أن تنقل الأحداث بمصداقية، وإن لزم الأمر فيمكن عمل تحقيقات صحافية محايدة، بعيداً عن إثارة القراء وإيقاع الضرر النفسي على البعض بمن تربطهم صلة قرابة وخلافهم بالمعنيين بالأمر.أما النواب فلديهم قنوات دستورية تبدأ بالسؤال البرلماني وتنتهي بالاستجواب وطرح الثقة، مروراً بتوجيه النصح على انفراد أو من خلال لجان مجلس الأمة المختصة.النائب فيصل المسلم دكتور فاضل معتدل قي طرحه وتربطه علاقة طيبة مع النواب ونتمنى منه أن يحاول التوصل إلى حالة هدنة مع الوزراء الجدد وميثاق شرف مع النواب، كي لا يصيبوا زملاءهم الوزراء بضرر عن غير عمد وقد يكون سببه مصدراً غير دقيق. إننا بحاجة إلى التهدئة بعيداً عن السجال الدائر الذي بلغ مستوى متدنياً تناقلته صفحات الصحف «وناقل الكفر ليس بكافر»، كما يقولون، ولكن حري بنا عدم التصعيد ومعالجة القصور الذي تشهده منشآتنا من خلال الأدوات الدستورية.لماذا لا يشكل النواب فرق عمل يشارك فيها الوزراء ويتم دعوة المختصين بحيث يتم النزول إلى الشارع الكويتي، ونقصد هنا المنشآت التي يدور في شأنها الخلاف، وتحديداً في القطاعات الخدماتية. فعندما يشارك الوزراء والنواب والمختصون، فإنهم بلا شك يتعرفون على الاحتياجات المطلوبة ومستوى التوقعات بالنسبة إلى الخدمات المقدمة من الحكومة من منظور ملتقى تلك الخدمات. حينئذ يكون بالإمكان رسم خطط العمل من وحي الواقع ووضع الخطط اللازمة لتنفيذها بأقرب وقت، وبهذا الأسلوب يمكن للنواب والحكومة التوصل إلى حالة الرضا تجاه الخدمات المقدمة.إنه أسلوب متحضر يعالج أوجه القصور وقد تستدعي الحاجة إلى الاستعانة بالبيوت الاستشارية لتنفيذها بإطار محترف: فهل نحن فاعلون؟...الله المستعان.تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com