بعد قمة اقتصادية ناجحة نهنئ بها أنفسنا ونهنئ بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وولي عهده الأمين، والحكومة الكويتية، والشعب الكويتي والعربي والإسلامي، تبرع صاحب السمو بـ 34 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) التي بُنيت بأموال من دول مختلفة من العالم، لكي يعاد بناؤها من جديد، ولكي تكون الأموال في جهة محايدة، وخاضعة لنظام مراقبة وتدقيق، لتصل إلى الشعب الفلسطيني.
وإن كانت القمة الأخيرة قد خرجت بتبرع مجموعه مليارا دولار، نصفه من المملكة العربية السعودية أدام الله عزها، والبقية من الدول العربية وفقها الله، فلقد جاءت المطالبات لإيجاد قنوات مراقبة نزيهة ومحايدة لمعرفة طريقة إيصال أموال الكويت وبقية الدول العربية. هذه المطالبات من الممكن تحقيقها في حال وجود مدققين ومراقبين من جميع الدول العربية يحسنون متابعة كل فلس يدخل إلى غزة، كي لا تتبدد أموال الشعوب، وبالتالي تطمئن الدول بوصول مساعداتها، وهذا ما يخفف من مأساة الشعب الفلسطيني.
وإن كانت مجموعة الخسائر التي أصابت البنية التحتية في غزة تعادل أكثر من ملياري دولار، فهذا لا يعني أنها ليست بحاجة إلى المزيد من الأموال لإصلاح الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك لابد من إقامة حملات رسمية من قبل الدول لدعوة الشعوب للتبرع لهذا الشعب المسلم الصامد، وحسناً فعلت المملكة بحملتها الرسمية التي جمعت من خلالها عشرات الملايين لمصلحة الشعب الفلسطيني، وكذلك ما قامت به بقية الدول من جهود طيبة.


حمد عبد الرحمن الكوس
Al.kous@hotmail.com