لا شك ان توصيات القمة الخليجية في الدوحة تبين أن زعماءنا قد ذهبوا القمة وهم «رايقين» ولذلك فقد توصلوا إلى توصيات عدة مفيدة أهمها الإعلان عن انطلاق السوق الخليجية المشتركة اعتباراً من يناير 2008، والتأكيد على موعد إطلاق العملة الخليجية المشتركة في العام 2010 واعتماد البطاقات المدنية، أما بالنسبة لدعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القمة ففي اعتقادي أنها خطوة ايجابية حيث ان ايران دولة جارة وستظل إلى الأبد إلى ان يأتي تسونامي - لا قدر الله - فيشق الخليج ويباعد بين طرفيه الشرقي والغربي، ومن المهم التحاور معها والتفاهم معها ثم التعاون المشترك معها.لكن الأهم في دعوة الرئيس الإيراني هو ألا يجعل ذلك دول الخليج تطمئن إلى نوايا إيران - كما صرح الشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني - ومطالبتها بترجمة نواياها الحسنة التي أطلقها نجاد في القمة إلى شيء ملموس ينعكس على أمن المنطقة وتجاربنا السابقة والحاضرة تدلنا على ان إيران وإن كانت تتفنن في اختيار العبارات المعسولة لكن واقعها في العراق هو واقع مخز بل هي أكبر مشعل للحرب الأهلية، وأطماعها التوسعية تزداد يوماً بعد يوم، كما ان موقفها من احتلال الجزر الإماراتية وتهديدها لكل من يطالبها بالانسحاب منها هو دليل آخر على عدم حسن النية، وتدخلها السافر في لبنان وسورية والشلل الذي أصاب لبنان الجريح هو دليل ثالث وهكذا.والمشكلة هي ان تغير الرؤساء الإيرانيين ما بين متشدد وإصلاحي لم يغير من سياسات إيران، بل ان ادارة اللعبة السياسية تأتي من الملالي الكبار.تقرير المخابرات الأميركية بأن إيران قد تخلت عن محاولات تصنيع السلاح النووي منذ العام 2004 يعطينا متنفسا لكي نحاول اعادة صياغة علاقاتنا مع إيران دون خوف من التهديد ونطمئن إلى ان الدول الغربية لن تلجأ إلى القوة ضد إيران ما يهدد بتدمير المنطقة، ولا ندري إن كان ذلك التوقف هو موقف نهائي بعد اشتداد الضغط عليها وبعد تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي، أم أنه تكتيك ومراوغة لاسيما وأنها تتفاخر كل يوم بصنع صاروخ جديد أو إطلاق سلاح مدمر.نحن نعلم بأن قادة الخليج لم يحققوا الحد الأدنى من مطالب شعوبهم في الوحدة والاندماج، ولكن في مثل تلك الظروف العصيبة فإن توقف أو تجميد الخلافات بينهم والرضا بالحد الأدنى من المطالب الوحدوية لاسيما الاقتصادية هي نعمة نحمد الله تعالى عليها، ونتمنى ان تعقل جارتنا الكبيرة إيران وتكف عن مغامراتها الطائشة وتتفرغ لإطعام شعبها وحب جيرانها كما نتمنى ان تنطفئ شرارة الحرب الأهلية في العراق ويتفرغ شعبها للبناء والعطاء، وما ذلك على الله بعزيز.
د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com