علاء الدين المتورط مع الجني، تورط في أمنياته أيضا، وبادر الجني الغبي بطلب آخر: يا سيدي المارد البارد، هل لي بأمنية أخرى فأنا اعلم انك «رايح فيها» وقد ابتليت بك كما ابتليت بزوجتي وأمها و...
قاطعه المارد قائلا: لا تحك لي قصة زواجك وحماتك، بل اسمعني أمنيتك الأخيرة!
ولماذا الأخيرة؟ أنت لم تحقق ولا قلامة ظفر أمنية.
- يا سيدي ألا تفهم، أنا أضع القوانين، ومن يضع القانون فبإمكانه أن يخرقها!
• كلامك صحيح وجميل، أمنيتي طال عمرك!
- وماهي؟
• أريد تحريرا!
- لا تكمل أنا لا أحرر فلسطين!
• لماذا؟
- انا جني ولست قائد قوات مسلحة وثانيا فرضا حررت فلسطين، ستطلب تحرير كشمير، والشيشان، وابخازيا... اترك قمقمي واشتغل محرر أراضي، وإذا حررت لكم فلسطين «بربك قل لي لماذا الجفا» عفوا بربك قل لي، ما ستفعلون انتم، يا بشر!
• طيب أصلح حال الأمة على الأقل، حتى نحرر أنفسنا!
- أي امة مجلس الأمة؟
• لا الأمة العربية!
- والأمة سيارة خربانة حتى أصلحها، ثانيا يا أخي سأقول لك الحقيقة، انا خرجت قبلك لسبعة عربان مثلك، يشبهون سنحتك ووجهك، وكلهم طالبوني بإصلاح الأمة، وأصلحها، ثم ارجع لأراها اختربت، والآن تقول لي أصلحها، يا سيدي صرت لكم ميكانيكيا...!
• أنت تفلسف الأمنيات!
- انا واقعي!
جلس علاء الدين مطاطئاً رأسه وقد بان بياض صلعته، وقال للمارد: أنا واقع في أزمة لاحلول لها، أمنيات لا تحقق، أردت إصلاح الأمة، وأنت تكسر مجاديفي!
- ما ذنبي يا مولاي، اذا كانت أمتك غير قابلة للتصليح، أشتر لك امة جديدة!
• خلاص سفرني أوروبا الطافرة الظاهرة، ولكني أخاف على عيالي يتربون تربية متحررة، بعيدة عن الخلق الإسلامي القويم!
- وأنت تعتقد ان تربيتكم خلق إسلامي قويم!
• نحاول!
- حاول مرة أخرى!
تعب علاء الدين الحافي من حالته، وبعد يأس نظر الى الجني، وقال له: أتمنى أن ترجع الى قمقمك وترحل، ولا تخرج لأحد بعدي أيها المارد المنحوس!
رد الجني مبتسما: هذه أمنية لا تتحقق!
• لماذا؟
- لأني لا اشتغل عند أبوك، رايح راد، طالع داخل!
• طيب ماذا تريد مني، الآن!
- لاشيء، فلا اطلب من الحافي نعالا، ولا من الجاهل علما، ولا من الغراب غناء، ولا من الفيل رقصا،..
• اعرف ولا من النائب والوزير صدقا ولا...
- لاتقاطعني، أيها البني آدم، أنا ذاهب الآن، ومتى صلحت الأمة سأرجع...
ذهب المارد وتيقن علاء الدين ان بشرطه هذا، يعني انه لن يعود أبدا!


جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com