أحيت الحسينيات، مساء أول من أمس، ليلة الخامس من عاشوراء، وسط احترازات أمنية مشددة، للتأكد من تطبيق الاجراءات الصحية، لتفادي الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد.وفي حسينية الإمام الرضا في منطقة القيروان، أشار الشيخ أمين النصار إلى اخلاص أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، خصوصا صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذين اشتركوا معه في معركة كربلاء، مشددا على أهمية اتخاذ الأصحاب والأصدقاء المتحلين بالصفات الحسنة، وفي مقدمها الأخلاق الرفيعة، والمخلصين والمتفانين من أجل أصدقائهم.وأشاد النصار ببطولات أصحاب الإمام الحسين، وفي طليعتهم الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي، الذي ضحى بنفسه على كبر سنه.وفي حسينية كريم الإمام الحسن، تحدث خطيب المنبر الحسيني عبدالوهاب الموسوي، عن تضحيات زوجة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فاطمة الكلابية، الملقبة بأم البنين، لافتا إلى تقديمها أروع صور الوفاء والإيثار والصبر، عندما ضحت بأبنائها الأربعة، وفي مقدمهم العباس شبيه أبيه الإمام علي، قولاً وفعلاً وقوةً اثناء الحرب، في سبيل نصرة الإمام، ورسالة جده الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقال الموسوى إن «أم البنين قدمت نموذجا للمرأة في الأسرة وصلاح المجتمع، وامتازت بالشجاعة والتضحية والأخلاق الحميدة، ما يعكس اهمية المرأة ودورها الكبير في المجتمع على مدى العصور، ومكانتها العظيمة في الإسلام». وفي حسينية سبع الدجيل، دعا الخطيب أحمد الواعظ الحضور إلى التحلي بالصبر وعدم الركون إلى الكسل، مبينا أن «الإنسان الصابر يتميز بثلاث علامات، أولها أن يكون نشيطا وغير كسول، والثانية سعة الصدر وعدم الضجر، والأخيرة بث شكواه لله الواحد الأحد».وقال الواعظ إن «فلسفة تلك العلامات تكمن في أن الانسان إذا ما كسل، فيضيّع الحق، وإذا ضجر فإنه لم يؤدِّ الشكر»، لافتا إلى أن «آل البيت دائما كانوا ينصحون بالصبر والتحلي بالتوازن في العقل والايمان، فإن الصبر بوتقة الإيمان وسنام الخير في معترك الحياة».ورأى أن الصبر منهاج تربوي وأخلاقي وإيماني، يكلل من سار على نهجه بالظفر والفلاح، ويمنحه القوة والتفاؤل مع كل صباح، فيتحول الى منظومة من الأمل وقوة الشخصية المتزنة وصلابة الموقف تجاه الخير، ويعطي للإنسان زخماً معنوياً من التحدي في الحياة، ومواصلة طريق الخير قدماً، نحو الخير، وهو بوصلة تبين لصاحبها اتجاه طريق الصواب.