معظم الدول التي شهدت نهضة واضحة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي كماليزيا وسنغافورة وتركيا وغيرها من الدول، كان أحد أسباب نهضتها هو قيام رئيس الدولة أو الحكومة بمحاربة الفاسدين، ومعاقبة المفسدين، والضرب بيد من حديد على لصوص المال العام، والذين كوّنوا الثروات على حساب الشعب ومقدراته.تطهير البلدان من اللصوص والمفسدين واجب شرعي ووطني وأخلاقي، لذلك كان من أول الأعمال التي قام بها الخليفة عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - عند توليه مقاليد الخلافة، هو إرجاع المظالم إلى أصحابها، واسترداد جميع أموال الدولة التي استولى عليها بعض أمراء بني أمية بغير وجه حق.وبسبب استقامته وعدله استحق أن يلقبه المسلمون بالخليفة الراشد الخامس.إن تطبيق القانون ومحاسبة اللصوص وسُراق المال العام ينبغي أن يتم على الجميع دون استثناء، ودون وضع أي اعتبارات تحول دون العدالة بين الناس.ولقد استبشر الناس خيراً بالكلمة الأخيرة التي ألقاها سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح حيث تضمنت قوله: (إن محاربة الفساد ليس خياراً، بل هو واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسؤولية أخلاقية ومشروع وطني يشترك الجميع في تحمل مسؤوليته، ولكل من يثير التساؤل حول محاسبة أبناء الأسرة الحاكمة، نؤكد بأنهم جزء من أبناء الشعب الكويتي وتسري عليهم القوانين ذاتها، ومن يُخطئ يتحمل مسؤولية خطئه، فليس هناك من هو فوق القانون، وقد أكد حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه أن لا أحد فوق القانون، ولا حماية لفاسد أيّاً كان اسمه أو صفته أو مكانته...) انتهى.في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم سرقت امرأة مخزومية - من بنات الهوامير حسب المصطلحات المحلية - فأخذ أهلها بالبحث عن واسطة تشفع لها عند رسول الله - عليه الصلاة والسلام - حتى لا يُطبّق عليها حدّ السرقة، فلم يجدوا أفضل من أسامة بن زيد ليقوم بالشفاعة، فهو من أحبّ الناس إلى قلب رسول الله.فغضب النبي عليه الصلاة والسلام غضباً شديداً عندما جاءه أسامة وقال: «أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟» ثم قام وخطب الناس ثم قال: «إنما أهلك الذين قَبْلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحَدّ، وأيم الله لو أنّ فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقَطَعْتُ يَدَها».إذا قُطِعَت أيادي كبار اللصوص... عَفَّتْ أيادي بقية الرعية.

Twitter:@abdulaziz2002