أحيت الحسينيات، ليلة أول من أمس (الليلة الثانية) من ليالي عاشوراء، وسط احترازات أمنية مشدّدة، للتأكد من تطبيق الاجراءات الصحية التي اشترط على الحسينيات تطبيقها لإقامة مجالس عزاء الإمام الحسين، لتفادي الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، مستذكرين الدروس والعبر وأهداف الثورة الحسينية والأسباب التي دفعت الإمام الحسين للخروج من مدينة جدّه متجهاً إلى الكوفة.وقال خطيب المنبر الحسيني محمد جمعة في الحسينية الكربلائية، إن «هناك مقامات دنيوية وأخروية يصل إليها الإنسان في الحياة الدنيا والحياة الآخرة»، لافتا إلى أن «الوصول إلى تلك المقامات السامية في الدنيا يحتاج من الإنسان عبورعدة مراحل، حيث يتعين عليه العمل بكل جد واجتهاد، أما بالنسبة لمراتب الآخرة، فالأمر فيها أدق وأصعب، بحيث لا يمكن التصور أن الوصول إلى المقام السامي فيها يؤخذ بالصدفة أو الأماني».وقال جمعة إن «الأشخاص الذين وصلوا إلى الرتب السامية في الآخرة وصلوها عن طريق نقاء قلوبهم وإخلاصهم في العمل لرب العالمين، وأصحاب الإمام الحسين في موقعة كربلاء نالوا هذه المرتبة السامية، بعد أن قطعوا أشواطاً كبيرة في نصرة الإمام حتى نالوا هذه الدرجة والمنزلة». وأضاف «أن أصحاب الإمام تدرّجوا بالكمالات، حتى بلغوا القمة وتربعوا عليها مع حامل لواء الحسين العباس بن أمير المؤمنين (قمر بن هاشم) الذي وضع له الإمام الصادق عدة ألقاب ومسميات يمثل كل لقب درجة للعباس ومكانة في مقاماته الأُخروية».واستعرض جمعة سيرته مثل ما أوردها الإمام الصادق عليه السلام، وكيف كان عبداً صالحاً مطيعاً لله ورسوله وأمير المؤمنين والحسن والعباس تعتمد عليها سائر المقامات، حتى أهّلت العباس ان يكون علماً من آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم،نعم العبدالصالح -العبودية لله، وحتى يكون الإنسان عبداً صالحاً دون أي شائبة، هذه الصفة تنحدر منها جميع الصفات المهمة، صفة الأنبياء والمرسلين، وكل كمالات النبي من الخضوع لله سبحانه وتعالى، وماذا يعنى ذلك؟ معنى عبودية العباس ان يكون معصوماً، أي العصمة.وفي حسينية المجتبى، سرد خطيب المنبر الحسيني عبدالوهاب الموسوي، وقائع خروج الامام الحسين من المدينة المنورة الى العراق، وزيارة قبر جدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (زيارة المُودِّع ) الذي لا يعود، وكيف كان يعلم الإمام أن زيارته لقبر جده ستكون الأخيرة، وأن لقاءه سيكون فيما بعد في مستقر رحمة الله.وأشار الموسوي إلى الظروف والعوامل التي دفعت الإمام الحسين إلى الخروج من مدينة جده متجهاً للعراق، مبيّنا أنه كان يهدف إلى الإصلاح في أمة جدّه «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
محليات
الحسينيات أحيت ثاني ليالي عاشوراء
خطباء المنابر: الإمام الحسين خرج لإصلاح أمة جَدِّه
09:21 م