النائب العقيد شعيب شبّاب المويزري ليس بالنائب السهل، فهو صاحب سيرة ذاتية قوية، كان عقيداً في الشرطة ثم أصبح عضواً في مجلس الأمة ودخل الحكومة وزير دولةٍ لشؤون مجلس الأمةِ والإسكان، لذا سلك أبو ثامر ثلاثة طرق لصياغة استجوابه استجواباً صعباً، فهو رجل لديه خبرة في العمل الوزاري والبرلماني والأمني، أما معالي السيد أنس الصالح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الداخلية، لا تقل خبراته عن خبرة أبي ثامر، فقد عمل طويلاً في التجارة والاستثمارات وكان عضواً أو رئيساً للعديد من مجالس إدارة الشركات التجارية الكبرى وكان عضواً في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت.دخل السيد أنس الصالح الحكومة أول مرة نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للمالية ثم وزيراً للنفط وثالثة وزيراً للتجارة، ثم أصبح أخيراً نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية خلفاً لثلاثة وزراء من أبناء أسرة الحكم تولوا وزارة الداخلية خلال حوالي عشر سنوات، لذلك كانت دفاعاته عن محاور اتهامات النائب شعيب مقنعة، وعندما بدأ الاستجواب وطرحت محاوره وصيغت الاتهامات اعتقدنا أن على الوزير السلام، ولكن عندما تكلّم معالي الوزير أنس الصالح، ردّ على محاور الاستجواب ببرود وهدوء وبدفاع معزز بالوثائق والصور والأفلام، حتى ظننا أن الاستجواب كان عنده منذ فترة طويلة وأنه أعد ردوده بتروٍ وسكينة، نعم حصل الاستجواب على عشرة أصوات لطلب طرح الثقة ولكن هل سيحصل على العدد الكافي لسحب الثقة من معالي الوزير؟ حتى كتابتي لهذا المقال جدّد ثمانية عشر نائباً الثقة بالوزير، أنا لا أعلم الغيب ولكنّ وزيراً بقدر السيد أنس الصالح لا يمكن للحكومة أن تضحي به، وإن أحست بقرب هذا الهدف أظنها ستدوره إلى وزارة ثانية «وكفى الله المؤمنين شر القتال».إنّ أبا ناصر رجل دولة، وأينما تضعه ينجح، ولكن العمل الحكومي كالسير على الرمال المتحركة.