بعد توقف لأكثر من خمسة أشهر، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا في الكويت، عادت المقصات الفضية لخياطي «الدشاديش» الرجالية للتغلغل في الأقمشة وقصها لصنع الدشاديش الصيفية الجديدة، معلنة بذلك عن استئناف نشاطهم واللحاق بما تبقى من أسابيع في موسم الصيف.الفرحة بعودة نشاط الخياطين، قرأتها «الراي» في عين الخياط عباس عبدالكريم، هذا الخياط الستيني الذي أفنى جل عمره في تفصيل الأقمشة الرجالية، وتحديداً الدشاديش الرجالية بألوانها المختلفة، حيث أعرب عن سعادته بالسماح لأصحاب محلات الخياطة بمزاولة نشاطهم للتخفيف عن أصحاب تلك المحلات مبالغ الايجار الشهرية ورواتب الخياطين.وقال عبدالكريم ان «الفترة الفائتة مرت علينا نحن أصحاب هذه الحرفة وكأنها خمس سنوات، ومع هذا نحن نحمد الله عز وجل لموافقة الجهات المعنية على فتح محلاتنا لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بنا».ولم تقتصر فرحة الخياطين بعودة نشاطهم على الخياط عبدالكريم، فصاحب المحل الملاصق له في شارع أحمد الجابر، عبدالاحد هادي، كادت الفرحة تقفز من عينيه دموعاً، وهو يتواجد في محله الذي يعتبره على حد وصفه مكانه المفضل عن بيته «هنا مصدر رزقي ورزق أولادي، فكيف لا يكون هو المكان المفضل». وتوقع هادي أن تزدحم محلات الخياطة بالزبائن الراغبة في تفصيل دشاديش جديدة، خصوصاً بعد توقف العمل لمدة خمسة أشهر، هناك زبائن يعتبرون تفصيل دشاديش جديدة كل موسم عادة لا يريدون قطعها، وهناك زبائن ربما يشعرون بزيادة أوزانهم وآخرون يحاولون انقاص أوزانهم، وكلا الفريقين يرغب في حياكة دشاديش جديدة تناسب أوزانهم الجديدة سواء بالزيادة أو النقصان.وبشأن أصحاب خامات القماش الموجودة في محلاتهم منذ قبل جائحة كورونا، قال «بعضها تم الانتهاء من تفصيلها ولكن أصحابها لم يحضروا، وهناك خامات لم يتم تفصيلها حتى الآن بانتظار إعادة المقاس مرة أخرى حتى تكون لائقة على الزبون».من جانبه، استبشر الخياط حسين محمد باستئناف عمله بعد توقف دام لأكثر من خمسة أشهر، مشيراً إلى اتباعه جميع الإجراءات الاحترازية التي أوصت بها وزارة الصحة في كيفية التعامل مع الزبائن. وأضاف «كان يفترض ان يتم فتح محلاتنا في المرحلة الثالثة، خصوصا أن احتكاكنا بالزبائن ضئيل جداً، ولكن الحمد لله كثيراً على موافقة الجهات المعنية بعودة نشاطنا»، مبيناً ان جميع محلات الخياطة كغيرها من بقية الأنشطة تضررت بشكل كبير جداً خلال الأشهر الفائتة، ولهذا نحن صبرنا وتحملنا جزءاً من تلك الخسائر بالتعاون مع أصحاب المحلات الذين تهاون بعضهم معنا في مسألة الالتزام بسداد الايجارات.