إياك والانجراف وراء «المخدرات الرقمية».فقد حذر مختصون من السعي لها، لاعتبارها «أكذوبة» تهدف إلى زيادة مبيعات النغمات الرقمية، لدفع الشباب لزيارة تلك المواقع المشبوهة وشراء النغمات وتجربتها.وبحسب المختصين فإن أكذوبة الصوت التي يتم بيعها عبر الإنترنت، على شكل ملفات صوتية (mp3) تُحمل أولاً بشكل مجاني كعيّنة تجريبية، ومن ثم يتم شراؤها وتعمل تلك النغمة بطريقة صوت يرتفع وينخفض، فتعمل الذبذبات والأمواج الصوتية ما يعرف بالشرود الذهني، وهي من أخطر اللحظات التي يصل إليها الدماغ، حيث تؤدي إلى الانفصال عن الواقع، وتقليل التركيز بشدة، مشيرين إلى أن مواقع بيع الوهم التي تعرض تلك النغمات بأسعار مختلفة، تهدف إلى تسويق النغمات على أنها مخدرات رقمية، لدفع الشباب لشرائها وتجربتها، وهي في حقيقة الأمر وهم وكذب، لدرجة أن المواقع تقدم عينات مجانية يمكن الاستماع إليها، وبعدها طلب الجرعة الكاملة، وتتراوح الأسعار ما بين 3 دولارات لتصل إلى 30 دولاراً.ويشرح المعالج النفسي هيثم الأستاذ القضية لـ«الراي»، قائلاً إن «موضوع ما يسمى بالمخدرات الرقمية طُرح قبل 5 سنوات، وجرت مناقشته وتبيّن أن هذا الأمر غير صحيح إطلاقاً، والهدف من إثارته زيادة مبيعات نغمات تلك الشركات، وهذه المؤثرات لا تشكل تأثيراً على الدماغ، وهذا يحتاج إلى دراسات لمعرفة خطورة تأثير هذه النغمات على الدماغ، فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية لا يوجد لها تأثير مثل تأثير المخدرات الحقيقية».ولفت إلى أنه «في حين اتفقت معظم دراسات علم النفس على عدم وجود هذا النوع من المخدرات التي تسمى الرقمية، بل هي عبارة عن موسيقى تعطي الشخص نشوة، والنشوة ليست بالضرورة أن تكون مخدراً، ولا يمكن للجسم أن يطلب مثل هذا النوع من الموسيقى، فالعقل فقط يمكن أن يطلبها إذا اعتاد عليها، إذ يمكن اعتبارها كالحاسوب والهاتف والألعاب التي يتم الاعتياد عليها، حيث يشعر اللاعب بالنشوة عند فوزه، لكن الإدمان عليها يحتاج إلى وقت بحسب الأشخاص، كما أن الإقلاع عنها يحتاج إلى علاج».وتعقيباً على القضية، قال مصدر أمني لـ «الراي»، «لا يوجد ما يسمى بـ(المخدرات الرقمية)، وأن هذا الأمر غير صحيح، وما يتم تداوله نغمات موسيقية رقمية صاخبة بترددات عالية، ويلجأ لها أحياناً بعض المدمنين بعد تعاطيهم أنواعاً محددة من المخدرات، ليحققوا حالة من الطرب غير المألوف والصراخ والصخب، ويتم تسويقها من تلك المواقع للتسويق وبيعها على الشباب».