من جديد، انطلقت أنغام سوق الصفافير بعدما كفت، موقتاً، عن العزف بسبب جائحة «كورونا».بيت النحاس الأشهر في الكويت، والذي يناهز عمره 150 عاماً، دبت فيه الحياة من جديد، وتنفس عملاً وأملاً بعد الإغلاق الجبري الذي فرضه الفيروس. زبائن السوق، على قلتهم، حملهم الوفاء على التواجد وشراء بضائع كان بإمكانهم شراؤها من أسواق أخرى مُكيفة الهواء. ورغم لهيب الحر يتواصل العمل، مع الالتزام بالاشتراطات الصحية في هذا السوق المزدان بالصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق وإطارات الصور والفوانيس والصناديق النحاسية، فيما تصهر شظايا نيرانه النحاس الصلب، فتحيله ليناً سهل التشكيل وطيع التكوين لتتلقفه أيادي الفنانين في سوق الصفافير وتخرجه لوحات فنية مُحكمة. وعلى مرمى حجر من مدخل السوق، يجلس أبوعباس، العجوز الإيراني السبعيني، الذي انحنى ظهره قبالة دكانه، وهو منكب على حياكة لوحاته الفنية النحاسية، بينما جرت الدماء في عروقه من جديد، بعد أن عاد لحياته الطبيعية، وأصبح بمقدوره الاستيقاظ مبكراً لييمم وجهه شطر سوق الصفافير، ويطرق بيده المرتعشة على منتجاته النحاسية. أبوعباس أكد لـ«الراي» أن «الباعة في سوق الصفافير اضطروا لتخفيض الأسعار، أملاً في جلب المزيد من الزبائن وتصريف البضاعة التي تكدست بفعل الإغلاق».السوق، الذي استمد اسمه من تصفير «تلميع» النحاس، ليس بدعاً من الأسواق، فنظراؤه موجودة في البحرين والعراق والأردن وقطر، وكل سوق منها له قصة في التاريخ والتراث وذكريات أجيال من البشر. وفي وقت تختلف الأنواع الأكثر مبيعاً في كل من هذه الأسواق، تظل دلال القهوة الصفراء درة تاج سوق الصفافير الكويتي، تليها أواني الطبخ. ورغم قلة عدد الزبائن، بفعل الخوف من العدوى تارة، وحرارة الجو تارة أخرى، لم يخلُ السوق من أحبابه الذين يعتبرونه جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الكويت وتاريخ أبنائها. وفي هذا الصدد يقول أبوعلي أشكناني، أحد الزوار المنتظمين للسوق «سعادتي كبيرة بعودة الحياة لسوق الصفافير فهو بالنسبة لي يمثل الكثير، وأنا أتردد عليه منذ عقود رغم انتقاله لأكثر من مكان، إلا أني كنت في كل مرة أحرص على التواجد والشراء منه رغم أن كل منتجاته متوافرة في كل الأسواق، لكن الشراء من الصفافير له مذاق آخر».
محليات
أنغام بيت النحاس الكويتي استأنفت العزف ونيرانه أذابت جمود التوقف
«الصفافير» ... يعاود التصفير
03:16 م