3 صفعات توالت على وجه وليد المحاسب المصري في جمعية صباح الأحمد التعاونية، من مواطن، بسبب رفضه أن يدخل رقم صندوق عشوائي لا يتبع له.الحادث الذي أثار استياء كبيراً في الكويت ومصر، امتدت تداعياته إلى مخفر ميناء عبدالله، مع تسجيل رئيس الجمعية ناصر ذعار العتيبي والشاب المُعتدى عليه قضية ضد المعتدي.العتيبي الذي استقال من رئاسة الجمعية على خلفية الحادثة، روى لـ«الراي» تفاصيل ما جرى، قائلاً إن الواقعة حدثت الخميس الماضي، والموضوع بات قضية رأي عام، وتفاصيلها أن مجلس إدارة الجمعية أصدر قراراً بمنع من لا يملك رقم صندوق في الجمعية تزويد «الكاشير» برقم عشوائي لإدخاله، كونها أموالاً للمساهمين، ولا يجوز لأي مشترٍ أن يضع قيمة مشترياته بصندوق شخص آخر، والمحاسب رفض طلب الزبون، بناء على قرار مجلس الإدارة.وأضاف أن «المعتدي وجه 3 صفعات على الوجه للمحاسب الذي لم يرد عليه بالمثل»، قائلاً له: «لن أضربك لأنك رجل كبير»، ومن ثم تم تقديم شكوى أمس في مخفر ميناء عبدالله.وقال العتيبي إنه تلقى اتصالاً من وزير الداخلية أنس الصالح الذي «أكد ضرورة أن يأخذ القانون مجراه».وعما يقال إن الجمعية هي من سربت الفيديو، أكد العتيبي أن «الجمعية لم تسرب الفيديو، ولا علاقة لها بذلك، خصوصاً أن الإدارة تضم 400 شخص»، لافتاً إلى عدم وجود أي مانع من فتح تحقيق في شأن من سرب الفيديو، ولكن من المفترض محاسبة من أخطأ، وليس الذهاب لمناقشة موضوع التسريب. وأكد أن «الاعتداء بحد ذاته هو ما استفز الإدارة، لا سيما أن المعتدي عندما حضر إلى المخفر، رفض أن يلقي السلام على المعتدى عليه، ورفض أيضاً الاعتذار، أو تقبيل رأس الموظف»، موضحاً أن «الموظف من الجنسية المصرية، وهو متخوف من أن يُظلم، وكان تحت ضغط نفسي».وفي تسجيل متداول للعتيبي، طلب الأخير من جميع الموظفين الوافدين في الجمعية أن يتقدموا باستقالاتهم، قائلاً: «ما فيكم خير لو ما طلعتوا من الجمعية اللي ما نقدر نرد حقوقكم فيها، ولا نقدر ندافع عنكم، بناء على ضغوط قبلية أو عائلية».وأضاف «لا أتشرف إني أقعد في الجمعية اللي يُغبن فيها الضعيف، ولا ينتصر له، ويتسابقون على فك رفيجهم، ويخلون الضعيف... وين أودي وجهي عند الله عز وجل... وعند الرجال، المرجلة الحقيقية أن تقف مع الضعيف».وتابع قائلاً: «من خلقت الدنيا، وحنا أباً عن جد ننصر الضعيف، وهذا ضعيف ومسكين، استغله التعبان، وضربه، وأهانه، كأنه يهودي لاقى فلسطيني»، مشيراً إلى أن سبب ما جعله «يعيف» الجمعية، أنه لا يقدر على رد حق المحاسب.

 القنصل المصري: ضبط المعتدي وتسجيل قضية

نبيلة مكرم: السلطات الكويتية تُعامل المصريين كما تعامل مواطنيها

أعلن القنصل العام في الكويت السفير هشام عسران أن الحادث الذي وقع في جمعية صباح الأحمد فردي، ولا يمثل متانة العلاقات الثنائية بين الشعبين.وأفادت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم أنها تواصلت مع السفير عسران، معربة عن «تقديرها لسرعة التحرك من قبل القنصلية العامة وكذلك من قبل السلطات الكويتية التي لا تفرّق بين العاملين على أراضيها وتعامل المصريين معاملة الكويتيين». وخلال الاتصال، أكد عسران أن الحادث فردي لا يمثل متانة العلاقات الثنائية بين الشعبين واستقرار مئات الآلاف من العمالة المصرية بدولة الكويت. كما أوضح أنه تم ضبط المعتدي وتسجيل قضية جنحة، لافتاً إلى تواصل الجهات المعنية في الكويت مع الشاب المصري الذي تم الاعتداء عليه، ومنوهاً بتضامن جمعية صباح الأحمد معه لا سيما رئيسها ناصر ذعار العتيبي.

«حقوق الإنسان»: تكرار الاعتداءات محصلة لخطابات الكراهية والتحريض

اعتبرت الجمعية الكويتية لحقوق الانسان أن «تكرار الاعتداءات على العمالة المهاجرة هي محصلة طبيعية لخطابات الكراهية والتحريض ضدهم».وذكرت الجمعية، في بيان، أن «فريق الرصد الخاص بحقوق الانسان بها حصل على فيديو العامل (الكاشير) الذي تعرّض للصفع ثلاث مرات في جمعية مدينة صباح الأحمد السكنية التعاونية، من دون أن يُبدي أي ردة فعل سلبية تجاه الأمر، ما أدى إلى تقديم استقالة رئيس مجلس إدارة الجمعية لوكيل قطاع التعاون سالم بطاح الرشيدي إلا أن الأخير رفضها».وأضافت انها «في الوقت الذي تستنكر فيه هذا التصرّف غير الإنساني، فإنها ترى أن تكرار الاعتداءات على العمالة المهاجرة هي محصلة طبيعية لخطابات الكراهية والتحريض ضدهم»، محذرة من أن «استمرارها يُعرّض النسيج الاجتماعي لخطر الانقسام، لا سيما إذا استمرت وسائل التواصل الاجتماعي في إفرازها بشكل ملحوظ من دون أن تلقى رفضاً مجتمعياً عاماً تجاهها».ولفت البيان إلى أنه «نظراً لما تُشكله هذه الخطابات من خطورة تجاه السلم الإنساني، فقد تبنّت الجمعية مشروعاً يهدف إلى مواجهة خطابات الكراهية عبر إعلان المجتمع المدني لمجابهة خطاب الكراهية والتحريض على الكراهية خلال فترة جائحة كورونا ».وأضاف ان «منظمات محلية ودولية تفاعلت مع المشروع وقامت بإثرائه، وتم عقد جلسات (أون لاين) بهدف تضافر الجهود من أجل مواجهة خطابات الكراهية والانقسام المجتمعي والتي تضع المجتمع في حرب كلامية مع نفسه ومع الآخرين». كما نشرت الجمعية عدداً من التصاميم التي تُحذّر من خطورة التفاعل مع خطابات الكراهية، وتفاعل معها عدد من الأفراد والمؤسسات والمبادرات الإلكترونية التي تدعو للمقاومة اللا عنيفة.