مع الأنفاس الأولى لصباح أمس، تنفّست منطقة الفروانية الصعداء، وانطلق قاطنوها إلى أعمالهم خارج حدود الحواجز والأسلاك، بعد عزل صحي كلي استمر ما يقارب الشهرين ونصف الشهر، لتعود الحياة من جديد إلى شرايينها بامتلاء شوارع المنطقة بالسيارات، دخولاً وخروجاً.«الراي» رصدت مشهد عودة الفروانية وقاطنيها إلى حضن الكويت، منذ الفجر، حيث سبق الخيوط الاولى للصباح، انسحاب رجال الجيش والشرطة ورفع الحواجز والاسلاك الشائكة، مع إعلان الساعة الخامسة، لوحظ خروج الكثير من سكان المنطقة، وأكثرهم كان من العمال الذين أجبرتهم جائحة «كورونا» على الخضوع للعزل الصحي، مع ارتفاع شمس الضحى كانت الحركة تزداد ما بين عمل وزيارات أهل وأصدقاء انقطع عنهم السكان 80 يوماً.ووصف عدد من السكان يوم امس بيوم «فرح وانفراجة» لهم، واعتبروا أن المدة التي قضوها في العزل لم تكن سهلة على سكان المنطقة، حيث عانى فيها الكثير من الاشخاص، وخاصة أولئك الذين اعتادوا الحركة والعمل بأجرٍ يومي، والبعض لديه اسر واطفال ولديهم اقارب خارج المنطقة اعتادوا زيارتهم كل نهاية اسبوع.والفروانية آخر منطقة في الكويت يتم رفع الحظر عنها بسبب إجراءات مواجهة فيروس «كورونا»، فمنذ ليل السبت-الأحد، بدأت إجراءات رفع العزل التام، من خلال انسحاب رجال وزارتي الدفاع والداخلية، ورفع الاسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية، لتختفي كلها مع إشراقة الشمس، فعادت المنطقة إلى طبيعتها وانطلق السكان خارج الحدود الجغرافية لها، وعادت الحياة إلى وضعها الطبيعي وسط حذر الناس والتزامهم بالاشتراطات الصحية وارتداء الكمام.وباستطلاع آراء بعض الأهالي، قال مصطفى ابو السيد ان غالبية العمال تنفسوا الحرية من جديد، بعد رفع عزل الفروانية والذي استمر نحو 3 شهور اثر على حياتهم. وذكر أنه يعمل في مجال البناء وبأجر يومي، ولم يكن لديه أي مخرج من الازمة إلا أن يصبر لحين انتهاء العزل.من جانبه، عبر محمد السيد عن سعادته بعودة الامور الى حالها بعد أزمة طويلة شلّت حركة العالم، وان رفع العزل يعتبر يوم فرح، وخصوصا مع قرب بداية عيد الاضحى المبارك والبدء بالعمل وإيجاد لقمة العيش، حيث كانوا يعتمدون في بعض الاحيان على المساعدات التي توزع بالمنطقة من قبل اللجان الخيرية.من جهته، توجه حنفي ابو كريشة بالشكر للكويت على اهتمامها في منطقة الفروانية، «حيث إن جميع الجهات عملت على تذليل كافة الصعاب والعقبات طول الفترة التي منع الخروج من المنطقة بتوفير المواد الغذائية والوقاية الصحية، وحتى العاب الاطفال التي حصل عليها ابنائي الذين يقيمون معي في الكويت».واختتم ابوكريشة بأن اول عمل سيقوم به هو الخروج مع ابنائه لزيارة اقاربه في منطقة السالمية، ومن ثم القيام بنزهة بحرية لانه يعشق السباحة.
محليات
العمال انطلقوا باكراً بحثاً عن مصدر رزقهم مع انتهاء نحو 80 يوماً من العزل الصحي
سكان الفروانية... تنفسوا الصعداء
11:15 ص