توقع الممثل الوطني للكويت في منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك»، الخبير في الشؤون النفطية، محمد الشطي، ألا تتعافى أنشطة التنقيب عن النفط قبل عام 2025، مرجحاً بدء التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، التي تسببت في تراجع التجارة الدولية والمؤشرات الاقتصادية والإنتاج الصناعي في 2021.وعلى هامش مشاركته في الندوة الافتراضية التي نظمتها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، حول أثر الجائحة على الصناعة البترولية ودور الإعلام البترولي في مواجهة الأزمة، بمشاركة عدد من المتخصصين في مجال القطاع النفطي داخل وخارج الكويت، وأدارها مدير إدارة الكهرباء والمياه والطاقة في الأمانة العامة لمجلس التعاون الدكتور محمد بن فلاح الرشيدي، قال الشطي إن الجائحة أدت إلى تزايد البطالة، وإن الاقتصاد سيشهد تراجعاً بواقع 3.7 في المئة، وقد يصل إلى 5.7 في المئة ضمن السيناريو الأسوأ. ولفت الشطي إلى تراجع الطلب العالمي على النفط، بسبب تعطل حركة السفر والطيران التي ساهمت في خفض استهلاك الوقود 70 في المئة، مبيناً أن قطاع النقل يمثل نحو 60 في المئة من الطلب على النفط.وأضاف أن الحظر الكلي والجزئي أديا إلى انخفاض معدلات استهلاك البنزين بنحو 30 في المئة، كما أدت حالات الإغلاق الكامل في الدول الصناعية إلى تراجع استهلاك الديزل، وتراجع معدل تشغيل المصافي وخسائر في نشاط التكرير.وذكر أن الطلب على النفط سيتعافى بحلول العام 2021 بنحو7 ملايين برميل يومياً، وسط إجراءات عوده تدريجية للحياة لطبيعتها مع مراعاة التباعد وشروط الأمن والسلامة.وشدد الشطي على وجود محاذير مرتبطة بالقدرة على إيقاف تفشي فيروس كورونا بإيجاد لقاح، مشيراً إلى أن تعافي حركة الطيران بشكل كامل سيتأخر إلى 2023. وأشار إلى أن تفشى جائحة كورونا جاء بالتزامن مع فشل اجتماع «أوبك+» في 6 مارس من دون التوصّل إلى اتفاق، ومرحلة التنافس بين المنتجين لرفع الإنتاج وكسب حصص في الأسواق، ما وفر مناخاً لهبوط غير مسبوق في أسعار النفط، ليصل «برنت» إلى 15 دولاراً للبرميل في أبريل، بينما سجل المخزون العالمي مع نهاية الربع الثاني مستويات غير مسبوقة، يقارب 10 ملايين برميل يومياً.وذكر أن أجواء تهديد صناعة النفط، دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبدء مبادرته لإحياء أجواء التفاوض داخل «أوبك+» بين السعودية وروسيا، ليتم تنفيذ الاتفاق التاريخي منذ بداية مايو حتى 30 أبريل 2022، ولينجح في إيقاف انهيار الأسعار وتعافيها من جديد لمستويات 40 دولاراً للبرميل.وأوضح الشطي أن الإنفاق الرأسمالي في قطاع التنقيب والإنتاج، شهد انخفاضاً بنسبة 30 في المئة، مقدراً إجمالي النفقات الرأسمالية بنحو 480 مليار دولار في 2019 لتنخفض إلى 344 مليار دولار في 2020، ما يعد أدنى مستوى منذ 2005.وأشار إلى تعافي ميزان الطلب والعرض للنفط العالمي، من فائض 19 مليون برميل يومياً في أبريل إلى عجز 4 ملايين برميل يومياً في شهر يوليو، ليتناقص العجز إلى 2.5 مليون برميل يومياً في أغسطس وسبتمبر، وسط تحسن توقعات أسعار برنت إلى 50 دولاراً للبرميل في 2021، و60 دولاراً للبرميل في 2022، معتبراً أن عدم وجود موجة جديدة من تفشي الفيروس تدفع الأسعار للتعافي.

اندماجات محتملةمن ناحيته، قال رئيس المجموعة الاستشارية الدولية لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث (كابسارك) الدكتور ماجد المنيف، إن «كورونا» أثرت بشكل كبير على الحركة الاقتصادية العالمية وحركة الطيران والسفر، منوهاً بأن الربع الثاني شهد دخول العالم في أسوأ ربع منذ فترة طويلة من حيث تراجع الأداء العام، وكاشفاً أن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى انخفاض النمو في دول الخليج بنحو 7.6 في المئة لهذا العام.وأضاف المنيف أن الطلب على النفط انخفض بسبب الجائحة خلال شهري مارس وأبريل، ما بين 20 و30 مليون برميل يومياً، نتيجة لتأثر حركة التكرير وتوقف حركة الناقلات النفطية.ورأى أن العودة إلى زيادة الطلب العالمي على الخام بحاجة إلى فترة طويلة، حتى بعد عودة النشاط الاقتصادي لسابق عهده، مشيراً إلى توقعات بانخفاض الاستثمارات النفطية بنحو 150 مليار دولار وهي أقل بنحو 30 في المئة عن 2019، ومبيناً أن الشركات الوطنية في الخليج قد تعمد إلى خفض الاستثمارات النفطية بحدود 32 مليار دولار.وذكر أن الاستثمار في النفط الصخري حول العالم تراجع بنحو 52 في المئة، وأن انخفاض الاستثمارات من خارج «أوبك» سيصل إلى 43 في المئة.وتابع المنيف أن انهيار القطاع النفطي مازال أقل من انهيار عام 1986، والذي وصلت فيه أسعار البرميل إلى أقل من 10 دولارات للبرميل الواحد، ما أدى وقتها إلى اندماجات واستحواذات، منوهاً بأنه من الممكن أن تتكرر تلك الظاهرة من الاستحواذات حالياً، بين شركات النفط الصخري بسبب حدة الخسائر التي منيت بها الشركات العاملة في القطاع.

خطوط بديلةفي سياق متصل، قال مدير إدارة شؤون البترول والغاز بوزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، ناصر خميس السويدي، إن الدولة عملت على سياسية التكيف مع أزمة كورونا منذ بداية انتشار الجائحة، بحيث قامت بعض الشركات الصناعية بفتح خطوط إنتاج بديلة لإنتاج الكمامات الطبية، لتصبح هذه الأولى خليجياً في إنتاج الكمامات الطبية ذات المواصفات الصحية المعتمدة عالمياً.واستعرض الكعبي آلية تحرير أسعار البنزين في الإمارات، مبيناً أن يوليو الجاري يتزامن مع ذكرى مرور 5 سنوات على تحرير أسعار المحروقات في الدولة.

الإعلام البتروليمن جهة ثانية، قالت ممثل الكويت وعضو لجنة المختصين، في الإعلام البترولي التابع للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط، الشيخة تماضر الصباح، إن الندوة تأتي في توقيت حساس، مع أسعار النفط الحالية وتأثيرات فيروس «كورونا» والجهود الحثيثة التي تبذلها «أوبك» و«أوبك+» لاستقرار أسعار النفط. وذكرت أن الإعلام البترولي يلعب دوراً محورياً في هذا التوقيت الصعب، بعد أزمة «كورونا» وفي ظل التغيرات المحتملة للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية، والتصدي لأطروحة انحسار الطلب على النفط وما يروج له علماء المناخ المسيسون.

مركز الكويت المالي... متين

قال الشطي في تعليقه حول انعكاسات تغيير وكالة ستاندرد أند بورز للنظرة المستقبلية للكويت من مستقرة إلى سلبية، إن مركز الكويت المالي متين بفضل أصولها المالية، لافتاً إلى أن التصنيف الجديد أتى وفق معايير معينة، ويشكل حالة موقتة تزول بزوال أسبابها.