كانت «آيا صوفيا» كاتدرائية مسيحية لما يقارب 900 عام، وبعد فتح المسلمين لمدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، تم تحويلها إلى مسجد بعد أن اشتراها السلطان من ماله الخاص من قساوسة الكنيسة.وبقي «آيا صوفيا» مسجداً لأكثر من 450 عاماً، إلى أن تولى الحكم في تركيا أتاتورك، والذي حول المسجد إلى متحف عام 1934 لينقطع عنه الأذان، وليُحرَم من الصلاة فيه المتعبّدون!ثم أتى الرئيس أردوغان ليعيد المسجد إلى أصله وذلك عبر الإجراءات القانونية، حيث ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا مرسوم تحويل «آياصوفيا» من مسجد إلى متحف.ليُدخِل هذا القرار السرور على قلوب ملايين المسلمين في العالم، والذين رحبوا بهذه الإنجاز الكبير.إلا أن من أكثر الأمور غرابةً وتعجُّباً هي حالة الاستنكار والسخط على هذا الإنجاز - ليس من قِبَل أتباع الديانة المسيحية - وإنما من قِبَل بعض العرب المنتسبين إلى الإسلام!حيث قلل بعضهم من هذا الانجاز واعتبره وسيلة لتغطية أردوغان على شعبيته التي انخفضت! وأخذ البعض الآخر يطرح شبهة وجود مقابر في المسجد تحول من دون صحة الصلاة فيه، مع أن القبور خارج المسجد وليس داخله!وأخذ آخرون يذرفون دموع التماسيح على حرية الديانات واحترام أماكن العبادة!ونقول لهؤلاء إن حرية العبادة مكفولة في تركيا، ومئات الكنائس موجودة لم تمس بأي أذى، والنصارى في تركيا يؤدون طقوسهم دون أن يتعرضوا للتضييق.ونسأل هؤلاء أين غيرتكم على المسجد الأقصى والذي يقتحمه الصهاينة يومياً، ويغلقون أبوابه دون المصلين؟أين غيرتكم على مئات المساجد في أوروبا والتي تم تحويلها إلى كنائس، كجامع قرطبة في الأندلس، وجامع إشبيلية الذي حوّل إلى كنيسة ماريا، ومسجد طليطلة الذي تحول إلى كاتدرائية؟! وتم تحويل مساجد أخرى إلى حظائر لتربية الماشية والخنازير؟لا تجعلوا عداوتكم وخصومتكم لتركيا وللرئيس أردوغان تُعمي أبصاركم عن هذا الإنجاز، وقلوبكم عن الفرح بعودة بيت من بيوت الله إلى وضعه الصحيح!عندما تم إغلاق مسجد «آيا صوفيا» وتحويله إلى متحف، أنشد الشاعر الكبير حافظ إبراهيم قصيدة قال في مطلعها:آيا صوفيا حان التفرق فاذكريعُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وسَلّـموا ونقول للشاعر ها هو الأذان قد عاد يُرفع من جديد في أرجاء «آيا صوفيا»، وسيتوافد عليه العُبّاد للصلاة فيه وليرددوا في نواحيه (الله أكبر)، بفضل من الله تعالى ثم بجهود الرئيس رجب طيب أردوغان.

Twitter:@abdulaziz2002