شددت السفيرة التركية لدى البلاد عائشة كويتاك، على قوة علاقات بلادها بالكويت، لافتة إلى أن قنوات الاتصال مع السلطات الكويتية مفتوحة كالعادة، وهناك آليات لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية. وعن مدى تأثر العلاقات بين البلدين، بعد إدانة الكويت التدخل التركي في شمال العراق، قالت كويتاك في حوار مع «الراي»، إن استقرار العراق مهم جداً بالنسبة لتركيا، مشيرة إلى أن تركيا قدمت 5 مليارات دولار في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت.وأكدت أن عمليتي «مخلب النسر» و«مخلب النمر» اللتين ينفذهما الجيش التركي في المناطق الشمالية من العراق، تستهدفان منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية PKK حصراً، لافتة إن PKK لا يهدد فقط الأمن القومي لتركيا، بل يهدد وحدة أراضي العراق وسيادته، متمنية أن يتم تفهم معركة بلادها ضد الإرهاب بالشكل الذي تستحقه فعلاً وأن يتم دعمها من قبل جميع أصدقاء تركيا.وأشارت إلى أن تركيا وبناءً على طلب السلطات الكويتية، قدمت 10 ملايين قناع واقٍ للكويت في نهاية شهر فبراير، حيث لم تكن هناك حالات «Covid-19» مؤكدة في تركيا وقتها. وأكدت أن عملية العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في تركيا بدأت اعتباراً من 1 يونيو 2020، حيث تم تخفيف بعض القيود التي تم فرضها في إطار مكافحة تفشي المرض، والحياة في تركيا تعود تدريجياً إلى طبيعتها. وفي ما يلي نص الحوار:• كيف تعملون في زمن «كورونا»؟- الصحة على رأس الأولويات. لذلك، اتخذنا التدابير اللازمة داخل سفارتنا لمكافحة تفشي مرض «Covid-19»، وقمنا باتخاذ تدابير تراعي التباعد الجسدي (التباعد الاجتماعي) وتزيد من النظافة العامة. وبطبيعة الحال، فإننا نطلب من ضيوفنا الذين سيزورون السفارة الامتثال لهذه اللوائح، واستخدام الأقنعة الواقية أثناء زيارتهم.كما قمنا بتنظيم عملنا آخذين بعين الاعتبار وقف العمل وحظر التجول الذي أعلنت عنه حكومة الكويت في جميع أنحاء البلاد، حيث أصبحت ساعات العمل أكثر مرونة، وقد عمل خلال هذه الفترة بعض أعضاء البعثة من منازلهم.وحاليا يقوم القسم القنصلي بتقديم خدماته بنظام المواعيد المسبقة، وسنستمر بهذا النظام تماشياً مع عملية العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في الكويت.• ماذا عن التعاون الطبي التركي ـ الكويتي؟- إن تطوير التعاون مع الكويت في مجال الصحة، أحد الأهداف التي أوليتها أهمية خاصة منذ أن بدأت العمل، وبدت أهمية الجهود المبذولة في هذا الاتجاه أكثر وضوحاً، مع انتشار وباء Covid-19. إذ إنه لا يوجد بلد قادر على مكافحة هذا الوباء وحده.وقامت تركيا خلال الـ 20 عاماً الأخيرة، وأيضا خلال فترة انتشار الوباء باستثمارات كبيرة في البنية التحتية الصحية. وفي المرحلة الحالية، نشارك معرفتنا وقدراتنا مع المجتمع الدولي. وفي هذا السياق، فإننا على استعداد تام للتعاون مع دولة الكويت الصديقة والشقيقة في محاربة Covid-19 وما بعده.في نهاية شهر فبراير، وبناءً على طلب السلطات الكويتية، قدمنا 10 ملايين قناع واقٍ للكويت. في ذلك الوقت، لم تكن هناك حالات Covid-19 مؤكدة في تركيا. وقد سعدت كثيرا أننا كنا قادرين على تقديم هذا الدعم لإخواننا الكويتيين في الوقت المناسب.وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت إمكانات وقدرات تركيا في المجال الصحي. فعلى سبيل المثال، ومع انتشار وباء Covid-19، بدأنا إنتاج مجموعات اختبار وأجهزة دعم الجهاز التنفسي (مراوح ميكانيكية) وتصديرها إلى الخارج. وفي حال تلقي أي طلب من الكويت في هذا المجال، فسنكون سعداء بتلبيته.• كيف تصفون الوضع الحالي في تركيا؟- بدأت العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في تركيا اعتباراً من 1 يونيو 2020. حيث تم تخفيف بعض القيود التي تم فرضها في إطار مكافحة تفشي المرض. والحياة في تركيا تعود تدريجيا إلى طبيعتها. وتم اكتشاف أولى حالات Covid-19  في تركيا في 10 مارس 2020. حتى 3 يوليو 2020 ، بلغ العدد الإجمالي للحالات 203.456، وعدد المتماثلين للشفاء 178.278، ولسوء الحظ فقد 5.186 مواطنًا حياتهم، لاشك أن كل روح تم فقدانها تحمل قيمة كبيرة، وقد ساهم البروتوكول العلاجي الفعال والنظام الصحي الذي تتبعه تركيا ونجح في التقليل من عدد الوفيات، وأصبح مثالا لمكافحة الوباء. لقد تجاوز إجمالي عدد الاختبارات 3.2 مليون اختبار. وأصبحنا قادرين على القيام بأكثر من 50 ألف اختبار يوميًا.كما أننا لا نعتمد على الخارج في ما يخص الأدوات الأساسية اللازمة لمكافحة الوباء، خصوصا الأقنعة الواقية، ومجموعات الاختبار، وأجهزة دعم الجهاز التنفسي، ومواد التنظيف، إذ إننا نقوم بإنتاجها. ولدينا تأمين صحي عام شامل، وشبكة مستشفيات واسعة وحديثة، وعدد مدرب وكافٍ من المتخصصين في الرعاية الصحية. وبالإضافة إلى أننا مكتفون ذاتياً من حيث المواد الغذائية الأساسية، وفي وضع يسمح لنا بالتصدير.وبالتالي، خلال هذه الفترة التي تعاني منها حتى أكثر الدول تقدماً في العالم، فإن تركيا حتى الآن لم تعانِ بشكل كبير، من حيث الجهوزية والمواد والتدخل. إننا قادرون على تأمين احتياجاتنا الخاصة، ونحاول قدر الأمكان أن نقف إلى جانب البلدان التي تحتاج المساعدة. • وما الجديد بشأن التأشيرات السياحية وفتح الأجواء؟- ترغب تركيا أن تبدأ الرحلات إلى الكويت في أقرب فرصة. وقد نقلنا طلبنا إلى السلطات الكويتية. ومن ناحية أخرى، أعلنت حكومة الكويت أنه سيتم إعادة فتح مطار الكويت الدولي في 1 أغسطس المقبل للرحلات الدولية، وستبدأ تركيا في الرحلات المتبادلة في نفس التاريخ.ويسعدنا هذا العام أن نرحب بإخواننا الكويتيين في تركيا. وفي إطار الإجراءات المتخذة بالنسبة لفيروس كورونا المستجد اتخذت تركيا هذا العام تدابير إضافية بالنسبة للسياحة. فالمرافق الحاصلة على شهادة السياحة الآمنة من حيث الصحة والنظافة هي فقط التي ستقدم خدماتها لضيوفنا خلال هذه الفترة. لهذا السبب، فإنني أدعو وبراحة تامة إخواننا وأخواتنا كافة لزيارة تركيا، الجنة المتميزة بأشكال الجمال المختلفة في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.  وهنا، أود إعلام الرأي العام بأن مكتب استلام طلبات التأشيرات التركية سيستأنف عمله بتاريخ 19 يوليو 2020. وسيبدأ العمل متخذاً كافة الإجراءات الوقائية، بما في ذلك الأقنعة والمحافظة على التباعد الاجتماعي، اعتبارا من 19 يوليو الجاري ليقدم خدماته لجميع إخواننا وأخواتنا المقيمين، وأيضا لمرافقي الغخوة الكويتيين الذين يحتاجون إلى تأشيرة مسبقة لزيارة تركيا.  • هل أثرت إدانة الكويت لدخول تركيا إلى العراق على العلاقات بين البلدين؟- تستهدف عمليتا «مخلب النسر» و «مخلب النمر» التي ينفذها الجيش التركي في المناطق الشمالية من العراق، منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية «PKK» حصرا، لأن هذا الحزب يستهدف الأمن القومي لتركيا، وأيضًا سيادة ووحدة أراضي جارتنا العراق. بالإضافة إلى أن هذه المنظمة الإرهابية مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وهي منظمة إرهابية دموية تستهدف مواطنينا وأولادنا وجنودنا. وحتى في فترة تفشي وباء كورونا استهدفت الأشخاص المكلفين بتوزيع المساعدات الإجتماعية.  وكما هو الحال مع جميع جيراننا، فإن استقرار العراق مهم جداً بالنسبة لتركيا، وسلامة ووحدة أراضي جارتنا مهمة جدا بالنسبة لمنطقتنا. وكما تعلمون في هذا السياق فإن تركيا قدمت أعلى مساهمة في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي أقيم بدولة الكويت بمبلغ  5 مليارات دولار.نتمنى أن يتفهم المجتمع الدولي وجميع أصدقائنا كفاحنا ضد الإرهاب، ويدعمه بالشكل الذي يستحقه. وقنوات الاتصال لدينا مفتوحة كالمعتاد من أجل ذلك. كما أن لدينا آليات تعالج القضايا الثنائية والإقليمية. وفي هذا السياق، ستقام المشاورات السياسية الكويتية بين وزارتي الخارجية التركية والكويتية خلال الأيام المقبلة عن طريق الإتصال المرئي.  • هل ثمة شيء تضيفينه؟- بعد حجر صحي طويل جراء هذا الوباء، أعتقد أننا جميعاً نستحق عطلة جميلة. زار العديد من الإخوة الكويتيين تركيا في العام الماضي. وهذا العام أيضاً تركيا مستعدة تماماً، من حيث البنية التحتية الصحية والسياحية، لاستضافة أصدقائنا.

مثيرٌ للإعجاب... نهج الكويت  في محاربة «كورونا» رأت السفيرة التركية أن حكومة الكويت اتخذت إجراءات صارمة في الوقت المناسب لمنع انتشار الفيروس، ومما لا شك فيه أن نجاح محاربة الفيروس يقتضي أن يلتزم الجميع بالإجراءات والتدابير المتخذة بشكل تام.  واضافت «أعتقد أن الكويت ستتغلب على الأزمة بالوحدة والتضامن والتضحية، كما قال صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد. وبهذه المناسبة، أتمنى نجاح خطة العودة إلى الحياة خماسية المراحل التي أقرتها حكومة الكويت. وتتميز الكويت بالمساعدات الإنسانية والتنموية، فهي لا تحارب الوباء داخل حدودها فحسب بل تقدم الدعم للمنظمات ذات الصلة والمجتمع الدولي، لا سيما منظمة الصحة العالمية. وهذا النهج في الكويت مثير للإعجاب».تركيا أكثر جهوزية  وفي الصدارة أوروبياًذكرت السفيرة كويتاك أن تركيا كانت أكثر جهوزية نسبياً إزاء هذا الوباء، بفضل الاستثمار في المجال الصحي خلال السنوات الأخيرة. وأضافت: على سبيل المثال، في حين أن عدد أسرة العناية المركزة في بلادنا لم يكن ليصل إلى ألفي سرير في العام 2002، فقد ارتفع هذا العدد إلى 40 ألفاً في العام 2020. لذا فإن تركيا تعتبر في الصدارة أوروبياً من حيث قدرتها على تأمين 46 سرير عناية مركزة، لكل 100 ألف شخص.زيارة تركيا باطمئنان تام قالت كويتاك «أود التأكيد أن السياح الأجانب يستطيعون زيارة تركيا باطمئنان تام. وفي إطار التدابير المتخذة إزاء Covid-19، يمكن للمنشآت السياحية الآن تقديم خدماتها شريطة الحصول على الشهادات والتصاريح اللازمة». وذكرت أن العديد من المطارات في تركيا تم اعتمادها، كما سيتم فحص الزوار القادمين إلى تركيا فور وصولهم إلى المطار، ثم سيتم تطبيق الاختبارات إذا لزم الأمر، وإذا كانت نتيجة فحص Covid -19 إيجابية، فسيتم التعامل مع الحالة في بلدنا.قبول المرضى من الخارجأشارت السفيرة كويتاك إلى أن تركيا بدأت من جديد قبول المرضى الدوليين من الخارج، وشركة الخدمات الصحية الدولية USHA?، التي أنشئت داخل بنية وزارة الصحة، هي المسؤولة في هذا المجال. وقالت «أدعو إخواننا الكويتيين الذين يزورون تركيا بشكل مستمر، أن يستفيدوا أيضاً من مرافق العلاج فيها».