بالرغم من غطرسة اليهود وجبروتهم، إلا أن الله تعالى قد وصفهم بصفات كثيرة تمكن من يفهمها من هزيمتهم والقضاء على شرورهم مثل صفات الخوف والجبن (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراءجدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى)، وهذا أمر مجرب وواقع في كل زمان فما ان يتجهز المسلمون ويعدوا عدتهم لحربهم حتى ينكشفوا سريعا، وقد شاهدنا ذلك في عام 1973 عندما تصدى لهم الجيش المصري الباسل في رمضان وكاد يقضي على دولتهم لولا الخيانات التي منعته من ذلك وتدخل القوى الغربية لحمايتهم، ثم رأينا ذلك في غزو لبنان عام 2006 عندما دخلوا بقواتهم البرية المدمرة قبل ان تتصدى لهم قوة قليلة وتجبرهم على الفرار والانهزام.
بل إن تجارب العالم كله في حرب اليهود واضطهادهم على مر التاريخ لا تعد ولا تحصى منذ حرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى حرب الاسبان لهم وقتلهم وطردهم (لولا أن استقبلهم الخليفة العثماني وآواهم)، إلى ما فعله هتلر بهم في ألمانيا.
ولا شك ان وعد الله تعالي لنا بالنصر على اليهود مؤكد في كتابه تعالى وفي الأحاديث الصحيحة ولكنه يتطلب أمة تؤمن بهذا الوعد وتعد له العدة.
ولا شك ان هنالك طرقا كثيرة يستطيع المسلمون اليوم هزيمة اليهود بها بدلا من ان نستمر في ندب حظوظنا والبكاء على ضعفنا ومنها:
1 - الملاحقة القانونية: فالقوانين الدولية بالرغم من تحيزها إلا أن فيها مجالات واسعة لكسب القضايا ضد المجرمين اليهود في اسرائيل واحضارهم الى المحكمة الدولية للجنايات لمحاكمتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها في فلسطين ولبنان، وقد أعجبتني الندوة التي نظمتها جمعية مقومات الحقوق الاساسية للانسان قبل بضعة أيام وحشدت فيها المحامين والقانونيين من جميع الجمعيات الكويتية وتوقيعهم لوثيقة تدين المجازر التي تجري في فلسطين وسعيهم للتحرك الدولي لادانتها، ومحاكمة القادة الاسرائيليين كمجرمي حرب.
2 - الإعلام وهو سلاح العصر، وللعرب والمسلمين دور كبير في استغلاله لخدمة قضايانا، فقد شاهدنا حجم التغطية المتميزة والحرفية لوسائل الاعلام العربية من فضائيات وصحف وبيانات خلال حرب أفغانستان والعراق وغزة، وهو الذي أجج مشاعر العالم كله من خلال الصور الدامية التي بثها وأجبر الآخرين على اعادة بثها، واستنكار الجرائم التي وقعت وغطت عليها وسائل الاعلام الغربية. كذلك فإن العرب يملكون الأموال الكثيرة التي يستطيعون من خلالها خدمة قضاياهم حتى في الاعلام الغربي والشرقي، فالكل مستعد للاستجابة ما دام يحصل على الأموال.
3 - سلاح النفط قد استخدمه العرب في حرب 1973 وقد أثبت فاعليته الشديدة، فلماذا توقفنا عن توظيفه في خدمة قضايانا المصيرية ما دام العالم لا يفهم إلا هذه اللغة؟!
4 - سلاح المقاطعة السياسية والاقتصادية هو سلاح مهم ومؤثر، وعيب ان تطرد فنزويلا التي لا دخل لها بالعرب ولا بفلسطين السفير الاسرائيلي من ديارها، بينما يتشدق بعض قياداتنا بالتسابق على مسلسل الخيانة الذي يسمونه (تطبيعا)، ولماذا أقفلنا مكتب مقاطعة اسرائيل الذي كان يؤدي دورا حيويا في السابق ويخنق الكيان الصهيوني؟!
لكن يبقى بأن المواجهة الحقيقية مع الكيان الصهيوني لا يمكن ان تكتمل الا بتوحيد صفوفنا ونبذ الخلاف والحروب بيننا (لا سيما بين الأشقاء في فلسطين)، ولا بد من اصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، والاعتماد على أنفسنا بدلا من الانبطاح أمام أعدائنا والتسابق على كسب رضاهم، ولا بد من طاعة الله تعالى وبث روح الدين والايمان بين شباب الأمة ونبذ العقائد المنحرفة التي دمرت بلادنا.
نحن موعودون بالنصر على اليهود وتحرير فلسطين ولكن لابد من بذل الأسباب لتحقيق هذا الموعود.
د. وائل الحساوي
wae_al_hasawi@hotmail.com
بل إن تجارب العالم كله في حرب اليهود واضطهادهم على مر التاريخ لا تعد ولا تحصى منذ حرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى حرب الاسبان لهم وقتلهم وطردهم (لولا أن استقبلهم الخليفة العثماني وآواهم)، إلى ما فعله هتلر بهم في ألمانيا.
ولا شك ان وعد الله تعالي لنا بالنصر على اليهود مؤكد في كتابه تعالى وفي الأحاديث الصحيحة ولكنه يتطلب أمة تؤمن بهذا الوعد وتعد له العدة.
ولا شك ان هنالك طرقا كثيرة يستطيع المسلمون اليوم هزيمة اليهود بها بدلا من ان نستمر في ندب حظوظنا والبكاء على ضعفنا ومنها:
1 - الملاحقة القانونية: فالقوانين الدولية بالرغم من تحيزها إلا أن فيها مجالات واسعة لكسب القضايا ضد المجرمين اليهود في اسرائيل واحضارهم الى المحكمة الدولية للجنايات لمحاكمتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها في فلسطين ولبنان، وقد أعجبتني الندوة التي نظمتها جمعية مقومات الحقوق الاساسية للانسان قبل بضعة أيام وحشدت فيها المحامين والقانونيين من جميع الجمعيات الكويتية وتوقيعهم لوثيقة تدين المجازر التي تجري في فلسطين وسعيهم للتحرك الدولي لادانتها، ومحاكمة القادة الاسرائيليين كمجرمي حرب.
2 - الإعلام وهو سلاح العصر، وللعرب والمسلمين دور كبير في استغلاله لخدمة قضايانا، فقد شاهدنا حجم التغطية المتميزة والحرفية لوسائل الاعلام العربية من فضائيات وصحف وبيانات خلال حرب أفغانستان والعراق وغزة، وهو الذي أجج مشاعر العالم كله من خلال الصور الدامية التي بثها وأجبر الآخرين على اعادة بثها، واستنكار الجرائم التي وقعت وغطت عليها وسائل الاعلام الغربية. كذلك فإن العرب يملكون الأموال الكثيرة التي يستطيعون من خلالها خدمة قضاياهم حتى في الاعلام الغربي والشرقي، فالكل مستعد للاستجابة ما دام يحصل على الأموال.
3 - سلاح النفط قد استخدمه العرب في حرب 1973 وقد أثبت فاعليته الشديدة، فلماذا توقفنا عن توظيفه في خدمة قضايانا المصيرية ما دام العالم لا يفهم إلا هذه اللغة؟!
4 - سلاح المقاطعة السياسية والاقتصادية هو سلاح مهم ومؤثر، وعيب ان تطرد فنزويلا التي لا دخل لها بالعرب ولا بفلسطين السفير الاسرائيلي من ديارها، بينما يتشدق بعض قياداتنا بالتسابق على مسلسل الخيانة الذي يسمونه (تطبيعا)، ولماذا أقفلنا مكتب مقاطعة اسرائيل الذي كان يؤدي دورا حيويا في السابق ويخنق الكيان الصهيوني؟!
لكن يبقى بأن المواجهة الحقيقية مع الكيان الصهيوني لا يمكن ان تكتمل الا بتوحيد صفوفنا ونبذ الخلاف والحروب بيننا (لا سيما بين الأشقاء في فلسطين)، ولا بد من اصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، والاعتماد على أنفسنا بدلا من الانبطاح أمام أعدائنا والتسابق على كسب رضاهم، ولا بد من طاعة الله تعالى وبث روح الدين والايمان بين شباب الأمة ونبذ العقائد المنحرفة التي دمرت بلادنا.
نحن موعودون بالنصر على اليهود وتحرير فلسطين ولكن لابد من بذل الأسباب لتحقيق هذا الموعود.
د. وائل الحساوي
wae_al_hasawi@hotmail.com