يقول لي بعض القراء أنت تكرر كلمة الغزو، أحيانا العراقي، أو البعثي، أو الصدامي في مقالاتي، فهل أنت تكره العراق أم العراقيين؟ العراق جار عربي مسلم أنشئ عام 1920 بعد تقسيم دولي لأجزاء الدولة العثمانية المنهارة، ونزح منه إلى الكويت الكثير من العائلات الكويتية العريقة، بل إن الكثير من الأراضي الزراعية فيه ملك لأهل الكويت، وخصوصاً في البصرة الملاصقة لنا.أما الكويت فقد كانت دولة مستقلة منذ حوالي 3 قرون بحكم توافقي بين آل صباح الكرام وأهلها. وما أحذر منه بكلمة الغزو هي الأحداث التي حدثت عندنا قبل الغزو وأدت إليه، فمنذ سنوات، وهذه الأحداث تتكرر كما وصفها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كادت الكويت تضيع وبفضل من الله أعدناها. إن استقرار الدول وديمومتها وقوتها أمور لا تتحقق، إذا غابت العدالة الاجتماعية والاستقرار وتوافق بين الحاكم والمحكوم. وما أراه وأسمعه هذه الأيام من أحداث بأن هناك خللاً وتشويشاً في الرؤية تشغل الشارع الكويتي وتبث عدم الثقة بين أطرافه، فقد تصاعد الحديث عن الفساد والتجاوزات وقل عن الإنجاز والإعمار، وأصبحت بعض المناصب القيادية في المؤسسات الرسمية كلعبة الكراسي الموسيقية، حكراً على فئة من أبناء الشعب أو محاصصة بعيدة عن الكفاءة والخبرة والمؤهل. أمور تثير الحساسية والغيرة بين أبناء الوطن الواحد، ولعل آخرها تعيينات هيئة «نزاهة» والتي أسماها النائب الحميدي السبيعي «زوارة عائلية»، فانتبهوا إذا غابت معايير الكفاءة والعدالة ، كما يجب تراضي أطراف المجتمع كلها تحت قيادة يثق فيها أبناء الوطن وتثق بهم. لقد بتنا نخاف من غزو آخر أو تقسيم أو فوضى. فالعدل أساس الملك.