بسطت وزارة الداخلية يدها على جميع المخالفين والمستهترين والمخلين بالآداب العامة في مناطق الشاليهات جنوب البلاد، بناء على توجيهات عليا من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح، ومتابعة من وكيل الوزارة الفريق عصام النهام.التعليمات صدرت لوكيل الوزارة المساعد لقطاع الأمن العام اللواء فراج الزعبي، وسرعان ما ترجمها إلى واقع ملموس، من خلال تشكيل قوة أمنية كبيرة من إدارات وقطاعات الوزارة كافة، لضبط الأمن والقبض على المتسكعين الذين يمارسون أعمالاً منافيةً للآداب وتخالف القوانين وقرارات الدولة والعادات والتقاليد في البلاد. «الراي» رافقت رجال الأمن في منطقة شاليهات الخيران، واطلعت على الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية لمحاربة كل أنواع التجاوزات، ورصد جميع ما يحصل من سلوكيات من بعض الشباب والبنات المستهترين. وفي هذا السياق، كشف الوكيل المساعد للأمن العام اللواء فراج الزعبي في تصريح لـ«الراي» عن تشكيل فرق أمنية من قطاع النجدة والأمن العام والمباحث الجنائية، مع وجود عناصر أمنية سرية والاستعانة بالشرطة النسائية، لضبط الأمن وإيقاف جميع الأشخاص الذين يقومون بأعمال منافية للآداب أو إصدار أي مظاهر إزعاج للعائلات التي تتواجد في منطقة صباح الأحمد البحرية، الخيران والجليعة وبنيدر والضبيعية ومناطق الشاليهات كافة.من جهته، قال مدير أمن منطقة الأحمدي اللواء صالح العنزي، إن «وزارة الداخلية تقوم ببسط الأمن في مناطق محافظة الأحمدي كافة، وبالأخص التركيز بالفترة الحالية على منطقة الشاليهات التي تتواجد فيها آلاف العائلات الكويتية لقضاء الإجازة للاستمتاع بالبحر، ولكن وجود بعض الشباب غير الملتزم أدى إلى بعض الإزعاج، فوصلتنا شكاوى عدة من بعض الأسر، وبتعليمات من القيادة في الوزارة قمنا بوضع نقاط أمنية في مناطق الشاليهات كافة، وتم توزيع فرق أمنية راجلة ترافقهم إدارة مباحث الآداب مدعمة بعناصر نسائية لفرض هيبة القانون، وضبط كل أنواع الأعمال المنافية للأخلاق والآداب العامة».وأضاف العنزي «تمت زيادة القوة الأمنية في المناطق التي تصلنا منها بلاغات استهتار، ولن نتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بكل قوة وحزم من دون تهاونٍ أو تراخٍ، فالجميع يتحمل مسؤولياته وتبعات تصرفاته، ولا يوجد أحد فوق القانون، ولن يثنينا عملنا المستمر على 24 ساعة عن تطبيق العقوبات تجاه المخالفين، وخصوصاً أن معدل الضبطيات للبنات والشباب في اليوم الواحد يصل إلى 70 إحالة متنوعة ما بين سكرٍ وتعاطٍ ومخالفة الآداب العامة ومخالفات مرورية جسيمة». وأوضح أنه «للأسف خلال جولاتنا المستمرة لاحظنا وجود أعداد من القصر دون سن 18 سنة، يقومون باستئجار عدد من الشاليهات ويمارسون أعمالاً منافية للآداب، سواء من تعاطي المخدرات أو المسكرات، حيث وجدنا بعض مواد التعاطي الأمر الذي دعا لمداهمة تلك الشاليهات وتحويل من فيها لمكافحة المخدرات وتوجيه إنذار لصاحب الشاليه الذي قام بتأجيره للمراهقين، لا سيما أن القانون يمنع تأجير القصر، كما لاحظنا البعض يقوم بممارسة ركوب الخيل والسير على الشواطئ وهذا يخالف قوانين البيئة، بالإضافة إلى استخدام البانشي في الطرقات، وهذا مخالف وتم ضبط الدراجات وتحويلها إلى حجز المرور واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين».وناشد العنزي العائلات والشباب الراغبين في الاستمتاع بتواجدهم في الشاليهات، الحرص على تنظيف الشواطئ وعدم رمي مخلفاتهم بعد الانتهاء منها، فلا يجوز رمي النفايات أو الأشياء الأخرى التي تهدد البيئة البحرية والكائنات في الشواطئ، لأن ذلك يعرضهم لمخالفة بيئية.بدوره، قال مساعد مدير أمن الأحمدي العميد وليد شهاب «قطعنا عهداً على أنفسنا أن نقوم بتطهير منطقة الشاليهات من جميع السلبيات والمظاهر الخادشة للحياء، وللأسف اكتشفنا أنها كانت بؤرة لبعض المستهترين والمتسكعين، ولكن الآن نحن أحكمنا سيطرتنا على المنطقة بشكل دقيق ومحكم، من خلال إقامة النقاط الأمنية وتواجد رجال الأمن، سواء المباحث أو الدوريات الراجلة، حتى بين الشاليهات لمنع تكرار أو وجود أي استهتار للشباب الذين بدأوا يشعرون بالخطر، الأمر الذي جعلهم يخرجون من المنطقة بعد تضييق الخناق عليهم وإحالة جميع المتجاوزين إلى جهة الاختصاص».وأضاف شهاب «للأسف رصدنا ظاهرة خطيرة جداً، بتجاوز بعض ملاك وأصحاب الشاليهات بتأجيرها لمراهقين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة ومتغيبين ومتغيبات عن أسرهم، ووجد معهم حبوب مخدرة (ليريكا) وبعض المسكرات، وقمنا على الفور بضبطهم وتسليمهم لجهة الاختصاص، وخصوصاً أنه قبل يومين ضبطنا أحد تجار حبوب المخدرات وأحلناه إلى إدارة مكافحة المخدرات وتم توجيه إنذار رسمي لأصحاب الشاليهات بعدم التأجير للمراهقين أو للشباب لأنها منطقة تعتبر سكنية وبها عائلات».
من الجولة
يدٌ من حديد في التعامل مع العابثين بالأمن
شدّد مساعد مدير أمن الاحمدي العميد وليد شهاب على ان «التعليمات الصادرة من القيادة في الداخلية بالضرب بيد من حديد تجاه كل من تسوّل له نفسه العبث أو الإخلال بالأمن، أو المظاهر الخارجة على القانون تجاه بعض المستهترين الذين حوّلوا المنتزهات إلى أماكن للحفلات والرذيلة وتعاطي المخدرات، وإننا نعمل من دون كلل أو ملل لرصدهم على مدار الساعة، ومهامنا الامنية تتطلب تواجدنا في وقت النهار ووقت الحظر الجزئي».
حفلات مُختلطة وتعاطي مخدرات
قال مدير ادارة حماية الاداب العامة العقيد هيثم العثمان، إنه «بتوجيهات من وزير الداخلية ووكيل الوزارة ووكيل قطاع الامن الجنائي، تواجدنا في منطقة الشاليهات دعماً للقوة الامنية المنتشرة، لرصد كافة الظواهر السلبية ومخالفات الآداب العامة سواء على الشواطئ او في الشاليه».وأكد العثمان «قمنا بتشكيل قوة من ضباط وأفراد المباحث معززة بالشرطة النسائية، لمكافحة الحفلات وتعاطي المخدرات التي تتم للأسف من الجنسين سواء الشباب او البنات، أو عدم التزامهم بالقوانين والأعراف الاجتماعية، وهي بالطبع سلوكيات دخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ على العادات والتقاليد والقيم الإسلامية، ولا يمكن ان نسمح ان يتم تحويل أماكن الترفيه والسياحة إلى أوكار الدعارة اوالحفلات الماجنة أو عدم الالتزام بالزي المحافظ في الكويت».
العيون الساهرة... بالمرصاد
طمأن العقيد العثمان رواد الشاليهات من العائلات، وقال «نعد أهلنا وعائلاتنا المتواجدين في منطقة الشاليهات ان رجال الامن متواجدون لخدمتكم وراحتكم، ومحاربة أي مظاهر تعكر صفو الاستمتاع بالبحر أو تواجدهم في شاليهاتهم، وإننا متواجدون على مدار الساعة لتلقى أي شكاوى او بلاغات تصلنا، مصدرها تصرفات بعض المتسكعين او من يحاول يتحاور القانون فإن العيون الساهرة لهم بالمرصاد».
راحة وسلامة الأهالي... أولوية
أكد مساعد مدير عمليات ودوريات مديرية امن الاحمدي العقيد محمد رجب أنه تم تشكيل نقاط أمنية وفرق راجلة في الشواطئ البحرية ومداخل ومخارج منطقة الخيران والجليعة وبنيدر، على مدار الساعة وتكثيف القوة الامنية في اوقات الذروة، بالاضافة الى التعاون مع رجال خفر السواحل لرصد التجاوزات من قبل اصحاب الطراريد والجت سكي في البحر، وعدم اقترابهم من الشواطئ التي تتواجد بها الأسر وابناؤها.وقال إن الحملات ستستمر من دون توقف في أنحاء البلاد كافة، وعلى فترات مختلفة، لضبط المستهترين وما يقومون به من تصرفات وأعمال تعرّض أرواحهم وأرواح الآخرين للخطر.