بلغني أيها القارئ السعيد ذو الرأي الرشيدانه لما نظر المثقف إلى المرآةرأى وجهه مكفهرا وأن عينيه فيهما الأحزان ملقاةوقتها لم يكن في وسعه التفكيرفي احوال ترتبها أياد جاحدهفاستسلم للزمهريروقعد يضرب أخماسا في اسداسويطرد وهما يتملكه الاحساسويحاول فهم الواقعويسأل عن الدافعوراء... الصمت العاموالموت المترصد احلام العواموالقتل على طريق التفحيروكل شيء يا أيها القارئ جديربأن نحسب حسابهونتوقع غيابهمدام المثقف لا يرى في المرآةغير صورة مبهمةواوراق عائمةعلى سطح بحر غريبيقول الرواي:انه لما بلغ تمام نهاية البحر... ورأى ما رأى من سر، احس بخوف دفين، فنظر اليه نور الحياة في حنين، ودعته إلى ان يكون في يقين، ويحاول خوض غمار التجربة، لينال حظه من المرتبة.قال تمام: «يانور الحياة إننا في نهاية البحر... ما العمل في ظل هذا الامر».قالت نور الحياة: «سأجلس أنا على هذه الصخرة وانت احمل سيفك بجسارة، وادخل غمارة البحر دون خسارة، ولا تهاب الموج، ولا الفوج، وانطلق عائما إلى قصد غير معلوم، فهناك في عمق بحر الغيوم ستشاهد جزيرة صغيرة، عليها صخور كثيرة، ادخلها بسلام، غير خائف أي اقتحام».وفعلا... ترك تمام، الفتاة نور الحياة، وامتشق سيفه، ودخل في غمار الموج، وهو يدعو الرب ان يصل إلى الطلب، وينال حظه من الانتصار ويعود إلى وطنه بافتخار.وادرك القلم الصباح فتوقف عن الكلام المباح.