الآفاق تختلف وتتعدّد وتتلوّن في أشكالها ومضامينها، فمنها الواضح الناضر الذي لا تشوبه شائبة، وأخرى تلبّدها الغيومُ، وتثار فيها الزوابع والعوافير، فتصبح ملوّثة بمختلف الأوبئة والجراثيم، التي تضرُّ الصحة وتأتي على القلوب والأفكار.لذلك اهتمت المنظمة الأممية بالبيئة وخصّصت يوماً لها هو الخامس من يونيو في كل عام، وهو اليوم الأكثر شهرة للعمل البيئي، ويتم إشراك الحكومات والشركات والمشاهير والمواطنين لتركيز جهودهم على قضية بيئية ملحّة، فقد سلطت الأضواء على التنوع البيولوجي، وهو أحد المواضيع التي تثير القلق وتتسم بأنها من المواضيع الملحة والوجودية على حد سواء، مثل أحداث حرائق الغابات في البرازيل والولايات المتحدة واستراليا وصولاً إلى غزو الجراد عبر شرق أفريقيا.إنّ يوم البيئة العالمي يقدم منصة عالمية لإحداث تغيير إيجابي في الأرض، والذي يدرك أن التغيير العالمي يتطلب مجتمعاً عالمياً، فهو يدفع الأفراد إلى التفكير في الطريقة التي يستهلكون بها، ويحث الشركات على تطوير نماذج أكثر مراعاة للبيئة، وكذلك الحكومات على حماية المساحات البرية.ومن ثم حث المعلمين على توجيه الطلاب للعيش في وئام مع الأرض، وحث الشباب على أن يصبحوا حراساً ضارية لمستقبل أخضر، وحثنا جميعاً على تغيير أنماط حياتنا إلى الأفضل.ما أجمل أن نترجم هذه المفاهيم، ترجمة علمية في أيامنا هذه ونحن نكافح عدواً شرساً، يعمل على نشر الوباء لتدمير البيئة.لذا يجب أن نقف جميعاً بفكر واحد وقلب واحد، من أجل صد هذا العدو، وذلك بالتباعد الجسدي، والمكوث في المنزل وإتاحة الفرصة أمام الجيش الأبيض والقوى الأمنية والتنموية والأيادي الناصعة أن تبذل كل ما في وسعها من أجل القضاء على هذا الوباء والمحافظة على بيئة هذه الديرة الطيبة، والوقوف صفاً واحداً ضد التلوث المعنوي الذي يوازي التلوث البيئي، وهو صد الذين يثيرون الإشاعات، ويعملون على تحبيط الهمم، ويضعون العراقيل في دروب الازدهار، حتى تكون هذه الديرة بأفقها ناضرة، خالية من جميع الأوبئة مهما تعدّدت أشكالها وأنواعها ونماينها وأرناقها.وبجهود المخلصين إلى الله الكريم سيصفى الأفق، ويُقضى على الوباء، وتكون السماء صافية والغزالة تشرق بأشعتها الذهبية على كل ربوع هذه الديرة المتألقة وعلى أهلها الطيبين.دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ وطِب نفساً إذا حَكمَ القضاءُولا تجزَع لحادثةِ اللياليفما لحوادثِ الدنيا بقاءُ