بين واقع يزداد تعقيداً وواقع مجاور يزداد تبسيطاً، وبين إجراءات أكثر تشدداً وإجراءات مجاورة أكثر تسامحاً، نزداد حيرة... إن كنا نواجه التحدي نفسه: كو?يد التاسع عشر!مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى... إجراءات كثيرة لم يتم البدء بها كافتتاح دور العبادة مثلاً، وسط توقعات نتيجة لتزايد الحالات بتمديد الإجراءات، إننا نواجه مستقبلاً مجهولاً لا نعرف إلى متى سيطول؟حددت الحكومة مراحلها الخمس بثلاثة أسابيع لكل مرحلة قابلة للتمديد، وسط مخاوف من اللانهاية التي تنذر بنهاية العالم.هل الصورة سوداوية؟ بل حالكة الرمادية، فالمراحل الحكومية الخمس ستنتهي في سبتمبر في أسرع تقدير، وسط توقعات بموجة ثانية للفيروس بتزايد نشاطه في الخريف، والخريف في سبتمبر، فنعود للمرحلة الأولى في مرحلة العالم الثانية، فنضطر للحاق بالركب وعلى 2020 السلام!طال الزمان أم قصر، هذا الكوفيد سيمضي، ولكن ماذا بعد الكورونا، وضعنا خططاً للعودة التدريجية، وفاتنا إعادة تأهيل البشر للحياة بصورتها السابقة أو اللاحقة الجديدة أو القديمة.يقال إن العصافير التي اعتادت الأقفاص تفقد قدرتها على الطيران، وعندما يفتح لها باب القفص لا تطير تنسى أن لها أجنحة، ماذا عن الأجساد التي اعتادت ملازمة البيوت؟ عندما يفتح لها الأبواب هل ستذكر أن لها أرواحاً اعتادت فضاء الحرية ذهاباً وإياباً؟وسط الصورة التقليدية لطوابير القهوة أغفلنا الجانب الآخر من الصورة، أعداد مضاعفة من البشر لم تغادر أسوار منازلها أصيبت بمتلازمة عدم الرغبة في مغادرة البيت وملازمته، كيف ستغادره؟لذا فإن العودة التدريجية يجب أن تتضمن خطة نفسية وإعادة تأهيل الشعب لمخالطة الشعب.
مقالات
رواق
متلازمة... ملازمة المنزل
05:16 م