مُفردة من مفردات أهل هذه الديرة الجميلة، عند التكلّم بها يُنطق فيها حرف الجيم، مثل الجيم القاهرية، أو المسقطية أو العدنية، ومفردها «جاري»، وهي الدراجة الهوائية، و«الجواري» تختلف في أشكالها وأنواعها، وكان الأطفال قديماً يستخدمونها في الترفيه، واللعب ويزينونها بشتى أنواع الزينة، ويزودونها بالأجراس المختلفة والأبواق المتنوعة والأضواء الجميلة، وكثير من أولياء الأمور كانوا يعانون خوفاً على أولادهم من السيارات، إذا انطلقوا بـ «جواريهم» خارج المنزل.وأتذكّر في هذا الصدد أن والدي اشترى لي «جاري» من محل عديله، وهو من المحلات المشهورة وموقعه قريب من الدروازة، وأشار إليّ بألا أخرج به إلى الشارع، ولكن بإغراء من الربع خرجت به، وأخبرت والدي - يرحمه الله - بذلك فأخذ مني الجاري وعلّقه في «المرزام»، عقاباً لي لأني خرجت به إلى الشارع ولم أتّبع إرشاداته.رحمك الله يا أبوي حمود، نعم المربي والمرشد والناصح الدال على الخير، ثم تعاقبت الأيام ودلفت الليالي، وتطورت الأمم، فأصبح للدراجات الهوائية، منافع وفوائد، حيث حددت المنظمة الأممية الثالث من يونيو من كل عام، ليكون اليوم العالمي للدراجات الهوائية، بناء على قرارها 72/ 272 الصادر في أبريل 2018، لما للجواري من فوائد اجتماعية متعددة لأغراض النقل والترفيه.وذلك اعترافاً بمزايا الدراجات الهوائية، وتعدد استخداماتها، كونها وسيلة نقل مستدامة بسيطة وميسورة ونظيفة ومناسبة للبيئة.لذلك فإن كثيراً من الناس في بلدان عدة عمد إلى استخدام الدراجات الهوائية في تنقلاته لأنها صديقة البيئة، في وقت ينتشر فيه المرض ويزداد فيه فتك فيروس كورونا، الذي استحوذ على جميع الأفكار في كل مناحي الحياة.فالمفكرون أعملوا أفكارهم في إيجاد الوسائل التي تخفف من انتشار العدوى، والمتخصصون جدوا من أجل إيجاد لقاح واق من الوباء، والمخلصون يجتهدون في رفع الأذى عن ربوع الدنيا بأسرها.وأبناء هذه الديرة يجدون ويجتهدون، من أجل التصدي للجائحة، فهم ماكثون في منازلهم حتى لا ينتشر الوباء، ويحتفلون في مناسباتهم جميعاً عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي، فقد احتفوا في ما مضى بالقرقيعان وليالي رمضان، وأيام عيد الفطر المبارك، وهم يواصلون احتفالاتهم عن بعد، حتى أعياد ميلادهم يحتفلون بها عن بُعد.فتحيّة للجميع الذين تصادف أعياد ميلادهم في هذه الأيام، ومنهم ولدي حسين، وابنتي نادية جواد القلاف، اللذان انضما إلى الذين يحتفلون بأعياد ميلادهم في هذه الأيام، وتحيّة إكبار لجميع الذين يقفون في الصفوف الأمامية من الجيوش البيضاء والقوات الأمنية، والأجهزة التنموية، والعاملين في البنوك ومنهم ابنتي فاطمة.أتمنى لهم كل التوفيق والسداد والتقدم والازدهار حتى تشرق الشمس على أرض هذه الديرة الطيبة، وتنشر أشعتها الذهبية الممتلئة بالخير والصحة والسلامة، بأجواء خالية من كل ألم ومرض بإذن الله الكريم.وصدق أبو القاسم الشابي حين قال:أقبل الصبحُ يغنيللحياة النّاعسةوالرُّبى تحلمُ في ظلالغصون المائسةوالصّبا تُرقِصُ أوراقَالزهور اليابسةوتهادى النور فيتلك الفِجاج الدامسة