أكدت محافل كبيرة في المؤسسة السياسية الإسرائيلية، أمس، أن تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتنفيذ مخطط ضم 30 في المئة من الضفة الغربية للدولة العبرية، حتى الأول من يوليو المقبل، لن يُنفذ، في حين شهدت تل أبيب، احتجاجات كبيرة ضد المشروع الحكومي. وقال المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، إن «نتنياهو هو أبرز المؤجلين، وتأجيل تنفيذ وعوده هو جزء من سر نجاحه».وأضاف أن الأحزاب الصهيونية غير اليمينية ومعظم قادة المستوطنين، يؤيدون استمرار الوضع القائم في الضفة، وأن «اليمين الاستيطاني يتخوف من أن ضم جزء من المنطقة (أي الضفة) يعني تنازلاً نهائياً عن المنطقة كلها، إقامة دولة فلسطينية وتجفيف المستوطنات المعزولة».وتابع: «يؤيد أنصار أرض إسرائيل الكاملة، مثل الرئيس رؤوفين ريفلين، ضم الضفة وسكانها، وهم يؤمنون بقيام دولة واحدة بين النهر والبحر، يهودية»، مشيراً إلى أن «نتنياهو يطرح ضماً بلا ثمن: يضمن المنطقة، لكن لا يمنح الفلسطينيون حقوقهم سيعيشون في بنتوستانات (مناطق منفصلة) صغيرة، محاطة بسيادة إسرائيلية. جربوا في جنوب أفريقيا هذا الاختراع سنوات عدة، وأطلقوا عليه تسمية أبارتهايد (الفصل العنصري)، وكانت نهايته معروفة مسبقاً».واعتبر مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، الجنرال يعقوب عميدرور، أن «من الناحية المهنية لا يوجد أي سبب للضم، فلدينا حرية عمل كاملة» في الضفة.وبحسب المحافل، فإن الأمم المتحدة وألمانيا في الأساس، بدعم من كل دول الاتحاد الأوروبي باستثناء المجر، تقودان الجهود الديبلوماسية من أجل تأجيل الضم.وتعارض ألمانيا الضم بشدة، وتصريحات نتنياهو «تسبّبت في حرج بالغ لبرلين، خصوصاً أن في هذه الفترة ستتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي، في موازاة ترؤسها مجلس الأمن، وكلا المنصبين سيضطرانها إلى الاختيار بين ولائها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وبين التزامها التاريخي تجاه إسرائيل»، بحسب المحافل. ويزور وزير الخارجية الأماني هايكو ماس، إسرائيل والأردن، الأربعاء المقبل، لتحذير إسرائيل من «الضم». في موازاة ذلك، تعمل الأمم المتحدة على إعادة «الرباعية» الدولية إلى الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، على خلفية مخطط الضم، وبمشاركة الأردن ومصر. والسبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، ضد مشروع «الضمّ».وأذاع المنظمون كلمة عبر دائرة تلفزيونية للسيناتور الديموقراطي الأميركي بيرني ساندرز، قال فيها «هذه أهم لحظة لتأييد العدالة والنضال من أجل المستقبل الذي نستحقه جميعاً... ينبغي علينا جميعاً الوقوف في وجه الزعماء المستبدين وبناء مستقبل يعمه السلام لكل فلسطيني وإسرائيلي».في الأثناء (وكالات)، تحدثت القناة 13 عن تشكيل نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس «مجلساً وزارياً مصغراً ينبثق عن الكابينت»، لمناقشة قضايا بالغة السرية وحساسة ومن بينها «الضم»، بالإضافة للمسألة السورية، والتحدي الإيراني وغيرها.وذكرت القناة أن الترجيح حالياً بوجود ثمانية أعضاء في المجلس الوزاري المصغر، وبالتالي فمن الممكن تسميته بـ«مجلس الثمانية»، عوضاً عن «الكابينت»، الذي تضخم مع تشكيل الحكومة الجديدة ووصل عدد أعضائه الى 20، ما يصعب على نتنياهو تمرير قراراته بسرعة وسلاسة.

من ناحية ثانية، دعا نتنياهو، إلى فرض «عقوبات دولية مشدّدة» على إيران متعهداً كبح «العدوان» الإقليمي لطهران.وقال في ختام الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أمس: «قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران رفضت السماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى موقعين نوويين سريين قامت إيران بنشاط عسكري فيهما».وكانت الوكالة الدولية أعلنت الجمعة، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بنحو ثماني مرات الحد المسموح به في الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.وشدّد نتنياهو على موقف بلاده القديم «بالعمل ضد العدوان الإيراني» و«عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية».وقال إن إسرائيل «ستواصل العمل بشكل منهجي ضد محاولات إيران إقامة وجود عسكري على حدودنا».

ووصف نتنياهو، قتل عنصر من الشرطة لشاب فلسطيني مصاب باضطرابات طيف التوحد بأنه غير مبرر و«مأسوي» مقدماً تعازيه لعائلته.وكان عنصر في الشرطة أطلق في 30 مايو النار على إياد الحلاق (32 عاما) المصاب بطيف التوحد أثناء توجهه سيراً على الأقدام إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة والتي قضى فيها ست سنوات.وقال نتنياهو: «ما حدث مع إياد الحلاق مأساة، هذا رجل محدود لديه توحد، اشتبه بأنه إرهابي لوجوده في موقع حساس للغاية، ونحن نعلم أن ذلك كان خطأ».وأضاف: «نقدم تعازينا للعائلة، ويشاركنا في ذلك الجمهور الإسرائيلي بأكمله وكذلك الحكومة بأكملها».وأشار إلى أنه ينتظر نتائج التحقيق في الحادث.وشارك الآلاف في تشييع الحلاق، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ «#حياة_الفلسطينيين_مهمة»، الشبيه بالهاشتاغ المتداول في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية، «#حياة_السود_مهمة».وقدم النواب العرب العزاء لعائلة الشاب، كما توجه إلى خيمة العزاء في حي وادي الجوز في القدس الشرقية المحتلة كبير الحاخامات في القدس.ومن بين المعزين أيضاً، كان النائب اليميني السابق يهودا غليك، الذي ينشط في سبيل زيادة التواجد اليهودي في الحرم القدسي. لكن العائلة لم تستقبله في منزلها.وقال غليك الذي نجا من محاولة اغتيال في العام 2014 إنه تعرض الخميس لهجوم أثناء خروجه من خيمة العزاء وأنه أصيب بجروح طفيفة.

أمنياً، كشفت «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن إحباط الأمن الفلسطيني عملية عسكرية الخميس الماضي، كانت موجهة ضد الجيش الإسرائيلي على إحدى الطرق التي يستخدمها في منطقة جنين، حيث عثرت على 30 عبوة أنبوبية ناسفة جاهزة للاستخدام بالإضافة لبندقية جاهزة في مخبأ.وشنت قوات إسرائيلية حملة اعتقالات طالت 19 فلسطينياً من بينهم مدير «نادي الأسير» في القدس ناصر قوس قرار، حيث سلمته قرار إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لمدة 5 أشهر.من ناحية أخرى، نعت فصائل وجهات وفعاليات فلسطينية الأمين العام السابق لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين رمضان عبدالله شلَّح، الذي توفي أول من أمس.