غيوم حالكة وضباب كثيف وقلوب تخفق، وأيادٍ ترفع مبتهلة إلى الله العلي القدير، أن يبدد هذه الظلمة وأن تنقشع الغيوم، لتكون الغزالة مشرقة تظلل الكويت بخيوطها الذهبية فتشرق القلوب بضياء الصحة، وتبدد الآلام، ولا يكون ذلك إلا بالتفاؤل والتعاون والإصرار على محاربة هذا العدو الفتاك، الذي يأتي من حيث لا يدري الإنسان، إنه في كل مكان، يتربص ليفتك، ولكننا سننتصر عليه، بالحماية والوقاية والبعد عن مصادر العدوى والالتزام بالبقاء في المنزل، واستشراف السعادة والإحساس بالتفاؤل، واليقين بأن رحمة الله واسعة، وأنه:ما بين طرفة عين وانتباهتهايغيّر الله من حال إلى حاللنعش في آفاق ممتلئة بالسعادة والصبر، لأن السعادة هي شيء خلاق تعمل على استمرار صفاء النفس، ووضع الإشراق دائماً نصب العين، فكما يقول المتخصصون النفسيون: إن الذي يستمد الحزن من خارجه سينتظر الحزن - أيضاً - من خارجه، أما من يستمد السعادة من داخله، فإنه أيضاً لن يحزن، لأن الحزن يأتي من داخله، ويستطيع أن يتحكم فيه، ولذلك كان لزاماً على الإنسان أن يحرص دائماً بأن يجعل السعادة في داخله وبيده.وشرح الدكتور المتألق طارق الحبيب رئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب تجربته مع العيد الأخير، بأنه أجمل عيد مرّ عليه في حياته، وقد ظنّ بأنه سيكون عيداً صعباً، فاستعد له... عدّل من نومه ورتبه، عرف أقاربه وأصدقاءه كيف سيكون مكانهم وكيف تكون أزمانهم، وأوضح أن الحاجة إلى الآخر زادت في كورونا، فالكل انتظر العيد بدرجة أكبر، لم يكن فيه التكلف المعتاد، لم يكن فيه الإنسان بجوار أمه، ولا أبيه ولا أخته، ولكنه يواصلهم ويواصلونه.إن السعادة هي قرار داخلي، فما أجمل أن يحس الإنسان بالسعادة ويجعلها قراره الداخلي، فإن الأيام تكون مشرقة على من يعتريها من خيوط رمادية فيها ألم ووجع وفقد واضطراب، فإن هذه الخيوط ستبدد وتزهر الحياة بإذن الله الكريم، ويتدفق الخير، وذلك بالتعاون والتفاؤل.وليكن شعارنا: الخير ينتشر، والسعادة تنهمر، والدنيا تستبشر، والدعاء لجميع المخلصين الذين يدافعون بأنفسهم، وكل ما يمتلكون من أجل القضاء على هذا الوباء الوبيل في جميع أصقاع الدنيا.والتحية لجميع أبناء هذه الديرة الطيبين الصابرين، وللجيوش الصابرة، التي تدفع الوباء وتحارب العدو الفتاك، بكل ما تمتلك من فكر وإرشاد ووسائل متعددة ومختلفة.ولنصبر ماكثين في البيوت، حتى يفرج الله وتنقضي المراحل الخمس بكل سلامة ويسر، وتشرق أرض هذه الديرة، ويجدّ أبناؤها في البناء والتنمية، وصدق أبو ماضي حين قال:كن بلسماً إن صار دهرك أرقماوحلاوة إن صار غيرك علقماإن الحياة حبَتْك كل كنوزهالا تبخلن على الحياة ببعض ما
مقالات
حروف باسمة
تفاؤل
04:22 ص