مع دخول منطقة حولّي مرحلة العزل الكامل، شهدت شوارعها حركة مرور عادية للسيارات والمركبات، إضافة لقلة أعداد السكان المتجولين في المنطقة الذين اقتصرت تحركاتهم على الذهاب إلى الجمعية التعاونية وأفرعها، والمخابز الأهلية، والمطاعم والمقاهي المسموح لها بمزاولة نشاطها.«الراي» رصدت الوضع في المنطقة، انطلاقاً من شارع تونس الذي يعتبر مخرجاً ومدخلاً رئيسياً، ونقطة أمنية لالتقاء بقية الشوارع الفرعية به، وصولاً إلى «النقرة»، وكل من شارع بيروت وقتيبة، وابن خلدون، حيث كان من الملاحظ أن كل مَنْ يتجول سواء بسيارته الخاصة، أو مشياً على الأقدام كان ملتزماً بلبس الكمامات، واتخاذه كل التدابير الوقائية التي أوصت السلطات الصحية. وخلال الجولة الميدانية لوحظ التزام كبير من المجمعات التجارية، والمحال غير المشمولة بقرار مزاولة نشاطها، الغلق، لا سيما أن معظم المجمعات أوصدت أبوابها أمام الجمهور.أما في ما يخص الأنشطة والمحال التجارية التي بدأت باستقبال زبائنها، فقد وضعت لافتات تعتذر عن استقبال الجمهور في الداخل، خصوصاَ المطاعم والمقاهي، وكان اللافت الازدحام الشديد أمام محلات تصليح السيارات.وعلى حدود دوار صادق، افترش عشرات العمال الأرض بحثاً عن عمل لتأمين قوت يومهم، بعد انقطاع دام أكثر من 20 يوماً من الحظر الكلي. وبيّن عدد من العمال لـ«الراي» أن «عدداً كبيراً منهم خرج مبكراً إلى الشارع قاصداً العمل، لتوفير مستلزماتهم اليومية والأساسية من مأكل ومشرب وخلافه، إضافة للحصول على المال لسداد قيمة إيجار غرفهم التي يسكنونها».وأضافوا أنهم منذ مدة طويلة لم يتمكنوا من إرسال أي نقود إلى أهاليهم بسبب توقف حال أعمالهم، وعدم قدرتهم على تدبير شؤون أنفسهم، وبالتالي أصبح لزاماً عليهم البحث عن العمل، والجلوس في الشارع، موضحين أنهم ملتزمون بقرارات وزارة الصحة من ارتداء الكمامات والقفازات، إضافة لتعقيم أنفسهم قبل الدخول إلى منازل الأهالي لإنجاز أعمالهم.وأشار العمال إلى أن البعض منهم لديه أعمال أخرى خارج منطقة حولّي، ولكن مع الحظر الكلي لن يتمكنوا من إنجازها، وهذا يترتب عليه خسارة مادية أخرى، لا سيما أن عدداً منهم ملتزم بورش عمل قائمة منذ فترة، والآن تم فرض العزل على المنطقة ما يحول دون خروجهم منها.