تنقسم المكافآت عموماً، أي مكافآت، الى نوعين: مكافأة تشجيعية، ومكافأة تقديرية، تُمنح الأولى عادة للأشخاص في بداية عملهم لحثهم على العمل، وتمنح الثانية للأشخاص عند انتهاء عملهم تقديراً لجهودهم، البعض يحظى بالأولى من دون ان يستحق الثانية، والبعض يستحق الثانية من دون ان يحظى بالأولى، والبعض يحصلون على الاثنين معاً.مقدمة توضيحية لفكرة تشجيعية اقترحتها في مقالتي السابقة لدى المطالبة بمنح الأطباء عيدية، ولم أتوقع حينها أن يجتمع مجلس الوزراء غداة المقالة ليناقش موضوعاً مماثلاً حول مكافأة الفئات العاملة في الصفوف الأولى، مثلما لم يتوقع المجلس الموقر أن تتحول مناقشاته، قبل صدور قراراته إلى جدل شعبي مريب، ثم كاد المريب أن يقول: «عطوني»!الواقع أن الحكومة أعطت كل فرد من أفراد الشعب راتبه سواء داوم أم لم يداوم، ومن العدالة أن يحصل من داوم على راتبين، وفق مبدأ: الأجر مقابل العمل، هناك من يعترض بحجة أن من يعمل عمل متطوعاً، والرد بأن التطوع قد يلغي الأجر لكنه لا يلغي المكافأة!يعترض البعض بأن الأزمة لم تنته، وبالتالي لم ينته العمل وعليه لا داعي لاستباق النتائج وتوزيع العطايا والهدايا قبل النهاية، وثمة من يستشهد بغنائم الحرب، وكيف أن الانشغال بالغنائم يؤدي إلى خسارة المعركة، والرد بالفعل أن الانشغال بمكافأة الكفاءات يحبطها ونخسر جميعاً معركتنا مع المرض، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المكافآت التي تقدم في النهاية مكافآت تشجيعية، أما العاملون في الصفوف الأولى من الجيش الأبيض فيحتاجون دعم جهودهم بمكافآت تشجيعية.اخيراً، إن أساس نجاح العمل، أي عمل، تطبيق مبدأ العدالة بين أعضاء الفريق الواحد، لا فرق بين طبيب كويتي وطبيب وافد وطبيب «بدون»، فالجزاء على قدر العمل من دون تفرقة بين جنسية أو جنس، هذا من الأمور البدهية التي لم أتوقع ان تتم مناقشتها على الإطلاق، ولا أفهم على الإطلاق كيف تمت مناقشتها وبأي ذريعة وعذر كي يتسنى الرد عليها!أخيراً، تفقد المكافآت صفتيها التقديرية والتشريعية إذا منحت لغير مستحقيها، واذا منحت في غير مكانها وزمانها المناسبين.مما سبق كله، أتمنى أن يحسم أصحاب القرار قرارهم بمكافأة جميع الأطباء العاملين في الصفوف الأولى على وجه الضرورة والسرعة حفاظاً على النظام الصحي، فالمسألة مسألة حياة أو موت، تستدعي تشجيع قوى الإنقاذ، وليست بالصورة المادية البحتة كما يراها الذين يرددون: عطونا الله يعطيكم وكلما أعطوهم رددوا: هل من مزيد؟