صَمْت الوباء كان سيد الموقف، لكن صَوت السماء كان له رأيٌ مخالف، فخرج من بيوت الرحمن حاملاً البشرى أن للكرب ربّاً يرفعه، وما علينا نحن العبيد إلا أن نرفع الأذان، ومعه أيدينا بالدعاء، لعله يستجيب لأحدنا في بيته أو لأحد المؤذنين من عمار بيوته.المؤذنون و«كورونا» قصة بدأت ولم تنته... قصة الصراع بين الوباء والدعاء... قصة أصحاب الترانيم التي خففت عنّا مصاب البعد عن المساجد... أصواتهم كانت تنزل علينا في كربتنا برداً وسلاماً، لتذكرنا باللطيف وعفوه، «ألا صلوا في بيوتكم... ألا صلوا في رحالكم».ورثة بلال بن رباح، صاحب الصوت الشجي الذي سمع النبي صوت نعله في الجنة بعدما كان يقول له «أرحنا بها يا بلال»، كم أراحوا بأصواتهم أجساداً أرهقها الفيروس وتوابعه، ويكفيهم فخراً أن سيد الخلق دعا لهم قائلاً «واغفر للمؤذنين»، وبشرهم بأنهم «أطول الناس أعناقاً يوم القيامة».مشهدهم كان غائباً، بينما صوتهم كان حاضراً، فكثير منا لم يرَ مؤذناً منذ قرابة شهرين ونصف الشهر، فسلامٌ على الغائبين الحضور، وسلامٌ على حمائم المساجد، وسلامٌ على أصوات السماء التي هزمت الصمت في زمن الوباء.
محليات
ورثة بلال استمرّوا برفع الأذان في زمن الجائحة
المؤذنون... صوتُ صلاة هزم صمت الوباء
04:54 م