طالت تداعيات انتشار فيروس كورونا كل شيء في حياتنا، لتدفعنا إلى البحث عن حلول وابتكار آليات احترازية في محاولة للتعايش مع الوضع والحفاظ على أنفسنا في الوقت ذاته.وامتدت آثار «كورونا» إلى نشاط صالونات الحلاقة، لتدفع القائمين عليه إلى البحث عن حلول مبتكرة تضمن لهم الاستمرار في عملهم بعد أيام طوال من «وقف الحال»، وعدم تحقيق أي إيرادات.«الراي» رصدت واقع نشاط الصالونات، لتظهر مفاجأة، إذ تسلك «الحلاقة» في زمن «كورونا» طريقها نحو «الرقمنة»، من خلال تدشين تطبيقات مخصصة لذلك النشاط، يتم من خلالها حجز موعد لدى مقدمي الخدمة، وصولاً إلى الدفع «أون لاين» تقليلاً للتعامل بـ«الكاش» كإجراء احترازي في مواجهة انتشار الفيروس. وفي هذا الصدد، قال محمود فرج (مسؤول أحد صالونات الحلاقة)، إن الوضع حال بدء التشغيل التدريجي لخدماتنا وسط التعايش مع «كوروناً» سيكون مختلفاً، وأصبحت إدارة خدماتنا للحفاظ على الإجراءات الصحية الاحترازية أمراً مهماً، يتطلب وضع ضوابط خاصة بنا للحفاظ على صحة عملائنا.وأشار فرج إلى أن تطبيق فكرة التباعد الاجتماعي، دفعت الشركة التي نعمل بها إلى دراسة إنشاء تطبيق ذكي لخدمات التجميل عامة يتضمن محلات الحلاقة الرجالي، والكوافير النسائي، لمواكبة التغيرات التي أحدثتها «كورونا».وذكر أن فكرة التطبيق ترتكز بصورة رئيسية على إضافة كافة مقدمي الخدمة إلى التطبيق، وتقسيمهم جغرافياً وفقاً لكل محافظة ومنطقة حتى يسهل على العملاء معرفة الأماكن المتاحة في نطاقه الجغرافي، متابعا: يأتي ذلك إلى جانب تواصل مباشر مع كل مقدمي الخدمة عبر التطبيق وتحديد موعد الخدمة والمطلوب خلالها لمعرفة الوقت المستغرق لأدائها وتنظيم وقت مقدم الخدمة والعميل تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي حتى لا يحدث ازدحام في المكان أو يكون هناك قوائم انتظار.وأشار فرج إلى أن فكرة التطبيق تولدت من أزمة «كورونا»، فمن رحم الأزمة جاءت فرصة لتقديم خدمة أكثر تنظيماً و راحة لمقدمها والعميل في آن واحد، إذ يمكن من خلالها المقارنة بين مقدمي الخدمة وفق التقييمات التي سيعطيها العميل لمقدم الخدمة.ولفت إلى أن التطبيق قد يتضمن خدمة الدفع أون لاين عبر البطاقات المصرفية، وهو ما سيقلل من التعامل بـ«الكاش» كإجراء احترازي في مواجهة انتشار الفيروس.بدوره، قال ممدوح الشموخ أحد العاملين في صالون حلاقة، إن ما شهدناه في الأيام السابقة من توقف عملنا في إطار مواجهة فيروس كورونا، حمل إشارة إلى أن واقع ما بعد «كورونا» سيكون مختلفاً تماماً داخل الصالون.وأشار إلى أن الإجراءات الاحترازية الصحية ستغير من آليات العمل ومواقيته، في حال السماح بالعمل مجدداً، إذ ستكون مهامنا اليومية مشروطة بإجراءات مطلوبة من قبل السلطات الصحة سيتم الالتزام بها بصورة تامة.وأكد أنه مستعد لتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التي تتطلبها المرحلة المقبلة، مبيناً أنه في حال السماح بالعمل من قبل السلطات، وإلى جانب الإجراءات التي سيحددونها، سيكون قدوم العملاء إلى صالونه بموعد مسبق يتم حجزه عبر مكالمة هاتفية، أو من خلال «واتساب»، إذ سيقوم بتخصيص وقت محدد لكل عميل يأتي إلى الصالون، حتى لا يكون هناك أي شخص بالانتظار تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي.وذكر أن توزيع وقت العمل سيتضمن نحو 10 دقائق فارق زمني بين كل عميل وغيره حتى يتسنى له القيام بعملية تعقيم شاملة للكرسي الذي يجلس عليه العميل وصولاً إلى الأدوات المستخدمة في العمل، ناهيك عن ارتدائه وكافة العاملين لأدوات الوقاية الشخصية من كمامات وقفازات يتم تغييرها مع كل عميل.ولفت إلى أنه سيتم إمساك دفاتر داخل المحل ستكون مخصصة للعملاء، إذ سيتم تسجيل أسماء العملاء ممن حصلوا على الخدمة وتاريخ دخولهم المحل وطريقة التواصل معهم، احترازاً من أي أمـــور قــد تحدث مستقبلاً.
محليات
الصالونات تدرس إطلاق تطبيقات ذكية لتقديم خدماتها
الحلاقة بعد «كورونا»... ديجيتال
08:43 م