جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تهديده بـ«إبادة» إيران، بعد تهديدٍ مماثلٍ كان لوّح بهِ الأربعاء الماضي، ردّاً على تهديد شبيه، وردَ في خطابٍ للمرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي.ويأتي تهديد نتنياهو، الجمعة، تعقيباً على تصريحات لخامنئي خلال خطاب لمناسبة «يوم القدس»، والتي اعتبر فيها أن «الكيان الصهيوني هو سرطان مميت ومضر بالمنطقة، وسيتم تدميره وإزالته من جذوره».وأكد نتنياهو: «مازلنا نقول لأولئك الذين يهددون إسرائيل بخطر الإبادة، هم أنفسهم في خطر مماثل».بدوره، قال وزير الدفاع بيني غانتس: «لا أقترح على أي شخص أن يختبرنا»، بحسب ما أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت».وأضاف: «دولة إسرائيل والحلم الصهيوني حقيقةٌ واقعة على عكس المقاييس الإيرانية التي تحاول تقويض الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أنها «محاولة لن نسمح بها».وتابع: «كلمات أعدائنا تدلّ على الضعف، ولكن على أي حال، سنعرف كيف نستعدّ لكل التهديدات وبكل الوسائل».من جانب آخر، أشارت تقديرات الجيش الإسرائيليّ إلى أن أي احتكاك بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج أو في العراق، سيؤدي إلى ردّ فعل من «حزب الله» ضدّ إسرائيل، إلا أنها استبعدت أن تشن الدولة العبرية «ضربة استباقية»، بحسب ما أوردت إذاعة «كان» والقناة 13، من دون أن توضح من أدلى بها. ووفقاً للقناتين، فإنّ الجيش رصد، أخيراً، «ارتفاعاً في استفزازات (حزب الله) الحدودية... هناك محاولات أكثر لاجتياز الحدود، خصوصاً في المناطق التي لا تضمّ جدار فصل، مثل جبل روس (هار دوف الاسم الإسرائيلي) في مزارع شبعا».ونشر الجيش أخيراً، مكامن على الحدود اللبنانيّة، ويجري نشاطات مختلفة وأوسع من السنوات السابقة، بحسب وسائل الإعلام التي أضافت أن الجيش رصد كذلك «دوريات للحزب قرب الحدود، خصوصاً في (خطّ الاشتباك)».وأفادت معلومات إسرائيليّة بأن هناك ارتفاعاً في التهريب من لبنان إلى الدولة العبرية، وأن الجيش يحبط «عمليات تهريب مخدّرات أو سلاح من لبنان، مرّة كل يومين».كما تشير التقديرات العسكرية، وفق القناتين، إلى أنّ «حزب الله» سيسعى إلى تحقيق إنجاز سريع في الساعات الأولى من أي حرب مقبلة، «الأداتان الهجوميّتان اللتان يملكهما التنظيم هما: إطلاق نار ضمن مدى رؤية المقاتلين والمقاتلون أنفسهم الذين تقدّر أعدادهم بالآلاف».وقدّر الجيش أنّ خبرات «حزب الله» القتالية تطورت منذ تدخله العسكري في سورية، وأن قدراته تتحوّل إلى «هجوميّة بعدما كانت دفاعيّة»، وأن مقاتليه «اكتسبوا خبرات قتالية أمام إرهابيين، لا أمام جيش منظّم، مثل الجيش الإسرائيلي».ومع ذلك، لفت الجيش إلى أن «حزب الله» مرتدع من حرب، «جزء من ذلك بسبب انخراطه في مؤسسات الدولة اللبنانيّة، ويملك ما يمكن أن يخسره».وتثير الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان مخاوف الجيش الإسرائيلي، الذي عزاها إلى العقوبات المفروضة على إيران، «وهذا يزعزع (حزب الله) لأن التنظيم ليس في وضع جيّد، إلا أن تدفّق السلاح مستمرّ».وبالإضافة إلى احتمال أن يؤدّي صدام أميركي - إيراني إلى ردّ فعل من «حزب الله» ضدّ إسرائيل، تشير التقديرات إلى احتمال أن تنشب حرب يبادر إليها الحزب رداً على عمليات منسوبة إلى إسرائيل في سورية.ورغم ذلك، يعتقد الجيش أن شنّ عملية عسكريّة ضد «وحدة الرضوان» (قوّات النخبة)، في القرى الحدوديّة «سيكون خطأ لا يجب القيام به في هذا الوقت».ويعمل الجيش على القضاء على وحدتين لـ«حزب الله» في الجولان، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى ردّ فعل حسب مصادر إسرائيلية.والوحدتان هما: «ملف الجولان»، التي أعلن عنها الجيش قبل عامٍ ونصف العام، وتحوّلت منذ ذلك الحين إلى قوّة عمليّاتيّة، و«القيادة الجنوبيّة»، ووظيفتها «تعليم وتطوير وتأهيل الفرقة الأولى في الجيش السوري» وفقاً للمصادر.