سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان... آمال وآلام.وقفة أمام المرآة في الكِبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخَر الذي يُخْفيه صاحبُه عن محيطه الخاص والعام... قد تنطلق محادثةٌ مع الذات، يُحاوِرُها، يَتَأمّلها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها... ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الإعلامية اللبنانية جيسيكا عازار؟
• عندما تقفين أمام المرآة مَن ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرتْ وأصبحت ما عليه الآن؟- أشاهد جيسكا، ولا أشاهد أبداً الإعلامية المشهورة. أكون أنا نفسي.
• عادةَ، ماذا تتحدثين مع نفسك؟- أفكر في أمور كثيرة حصلتْ معي. عندما أتحدث مع نفسي أقول إنني وصلتُ إلى ما أنا عليه بجهدي وتعبي، وأفتخر بنفسي وأقول «برافو». أحب أن أفرح بنفسي بالرغم من كل المَتاعب التي مررتُ بها والخيبات التي تعرّضتُ لها، وأحاول أن تكون معنوياتي عالية وأن أكون امرأة قوية، مهما كنتُ مكسورة.
• على ماذا ندمتِ في مسيرتك المهنية؟- لا شيء. تعلّمتُ من كل شيء مررتُ به وهو صَنَعَ جيسيكا التي هي عليه اليوم. إذا كان ناجحاً فرحتُ به، واذا لم يكن نجاحاً تعلّمتُ منه.
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك إعلامية مشهورة؟- أصدقائي هم أنفسهم ولم يتغيّروا، ولكن أضيف إليهم أصدقاء جدداً.
[b1c030d7-6dab-4f88-ab85-6800ef2a25aa]• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدّث بها أحدٌ ما اليوم أمام الآخَرين؟- الإنسان يتعلّم من أخطائه ومن تجاربه في الحياة، ولكن لا يوجد خطأ خاص قمتُ به، لأنني إنسانة تخاف الله ولا تؤذي أحداً، وفي حال تَعَرَّضَ أحدٌ للأذى بسببي، فإن خطئي يكون غير مقصود، وأحاول أن أصلحه بأسرع طريقة ممكنة. أنا إنسانة مؤمنة وتخاف الله ولا يوجد ما أخاف منه. كل شيء فعلتُه كان هو الخيار الصحيح، لأن ما أوصلني إلى هنا هو خياراتي. مَن يخاف الله فهو يحميه.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك إعلامية لا تستطيعين ذلك؟- لا شيء، لأن حياتي لم تتغيّر قبل الشهرة وبعدها، وعندما يسلّم عليّ أحد أفكّر من أين هو يعرفني قبل أن أفكر أنني وجه معروف يطلّ عبر التلفزيون.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل... ما قبل الشهرة أم ما بعدها؟- حياتي لم تتغيّر، والأمور الروتينية التي أقوم بها يومياً ما زلت أواظب عليها.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الإعلامي»؟- لم أنطق يوماً بهذه العبارة، لأنني لم أكن أتخيل نفسي في مجال آخَر، بل أنا أعمل في المجال الذي أحبه، وأشكر ربي على ذلك.
• ما موقفك في حال كنتِ في مكان ما، ولم يتعرّف عليك أحد؟- لا مشكلة عندي في ذلك. تركتُ التلفزيون لمدة عامين وكنت أدرس في الجامعة في الولايات المتحدة، وهناك لم يكن يعرفني أحد إلا أبناء الجالية اللبنانية.
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟- أي نجاحٍ أحققه أحتفل به مع الأصدقاء.
• وفي المقابل، كيف توبّخين نفسك إن أخطأتِ؟- أقوم بنقد ذاتي دائماً، وأراجع خياراتي وأحرص على أن أتأكد أن ما أقوم به هو الصحيح. كل ما يهمّني هو ألا أؤذي أحداً وألا أخالف إرادة ربنا. جلّ مَن لا يخطئ، ولذلك أقوم بنقد لذاتي، وإذا شعرتُ بأن هناك شيئاً ما غير صحيح أحاول إصلاحه. مَن يرضى أهلُه عنه يعيش في نعيم لأن رضا الله من رضا الوالدين.
• ما الذي تَغيّر في شخصيتك مع مَن هم حولك بعد دخول المجال الإعلامي؟- مَن يعرفني يتأكد أنه لم يتغيّر فيّ أي شيء منذ الصغر وحتى اليوم، وإلا لَما كان أصدقائي هم أنفسهم.
• هل تشعرين أحياناً بانفصامٍ في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والاعلامية؟- كلا، لأنني لستُ متصنعة و«لا أخلع وجهاً وأرتدي آخَر». أنا نفسي أينما تواجدتُ، وجسيكا التي يشاهدها الناس على الشاشة هي نفسها في الحقيقة. وهذا الأمر جَعَلَني قريبةً من الناس.