فتح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الادوية والتجهيزات الطبية الدكتور عبدالله البدر، قلبه وأوراقه لـ«الراي»، ودحض الاتهامات التي طالت صفقات وتعاقدات الوزارة في شأن تأمين الدرع الواقي «فيس شيلد» للطاقم الطبي، وأجاب عن جميع التساؤلات حول العقود وآلية عملها، لاسيما في ظل جائحة فيروس كورونا التي ضاعفت من طلبات الكمامات و«الفيس شيلد» لحماية الطاقم الطبي في عمله ومواجهة الوباء العالمي حتى لا تنهار المنظومة الصحية.وعبر «لايف الراي»، حل البدر ضيفاً على رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم، عبر موقع «انستغرام الراي»، ليل أول من أمس، فأكد أن في وزارة الصحة رجال دولة، ملتزمون بالثقة التي منحت لهم، وإزاء ذلك، من غير الوارد أن تشهد الكويت حالة «ضيافة الصحة» مفنداً ما اثير عن صفقة «فيس شيلد» والاتهامات الباطلة لا تمت للحقيقة، مشيراً إلى ان الوزارة توجهت إلى النيابة العامة لتبيان جميع الامور وكشف الحقائق، وأن من يتحدث ويوجه اتهامات عليه أن يقدم الدليل أو لا يرمي الآخرين ويطعن الذمم.وأضاف أن وزارة الصحة، في ظل الازمة العالمية الحالية، تعتمد في تعاقداتها على 3 اعتبارات، هي الجودة وسرعة التوريد والسعر، وأن هذه أمور مهمة، كاشفاً عن العديد من عروض الاسعار التي تصل إلى عشرات الطلبات عن طريق ممارسات أو تقديم مباشر، مع تقديم عينات للسلعة المطلوبة، حيث تتم مطابقتها مع الشهادات الرسمية، وأنه خلال المطابقة تم كشف شهادات مزورة، ورفض العديد من المنتجات غير المقيمة حسب المواصفات العالمية. وفي ما يلي نص الحوار:

• بداية، دكتور عبدالله طمئنّا عن الوضع الصحي بشكل عام في الكويت.- ان شاء الله المرة المقبلة يكون اللقاء في استديو «الراي». أما بخصوص الوضع الصحي فالحمد لله كل شيء متوافر من جميع المستلزمات، من قطعة الشاش إلى أغلى دواء، على الرغم من أننا نواجه تحديات في التوريدات، ونسابق الزمن حتى لا تنهار المنظومة الصحية، كما انهارت دول عظمى. في أعداد كبيرة في التوريد لحماية الجهاز الطبي من الانهيار، فإذا انهارت كلنا سننهار وهناك دول عظمى انهارت مثل ما رأيت، ودول أعلنت افلاسها، وقالت ان ليس لديها وقاية للوجه، وهناك في دول عظمى يلبسون أكياس قمامة للوقاية من الفيروس.• ماذا في شأن اللغط الكبير حول ما أثير عن الدرع الواقي «فيس شيلد» بأن سعره 100 الف، ولكن اشترته وزارة الصحة بخمسة ملايين دينار، وهاجمكم النواب وأناس مخضرمون؟- التعاقد في ظل الازمة العالمية نعتمد على 3 اعتبارات هي الجودة وسرعة التوريد والسعر، وهذه أمور مهمة في ظل هذه الظروف، وجاء العديد من عروض الاسعار المختلفة، وصلت إلى عشرات الطلبات عن طريق ممارسات أو تقديم مباشر لدينا، مع إحضار العينات التي نطابقها مع الشهادات الرسمية. وكشفنا شهادات مزورة ورفضها العديد من المنتجات غير المقيمة حسب المواصفات العالمية، وبخصوص السؤال تحديداً في الشركة التي صار عليها اللغط بموضوع درع الوجه «فيس شيلد»، فهو حسب المواصفات العالمية ويمنع أي تسربات داخل الوجه ولابد أن نشير هنا إلى أن إحدى الدراسات الحديثة تقول إن الفيروس يستمر على الطاولة في حالة العطس مدة 9 أيام، وفي الجو يبقى 3 ساعات، وهذا منتج الفيس شيلد حسب المواصفات العالمية. وبشأن الاسعار تصعد وتنزل مثل البورصة، وكان سعر «فيس شيلد» المضاد للضباب قبل الازمة بـ150 فلساً والآن متوسط سعره 1.800 دينار، والاسعار تتفاوت والكمامة قبل الأزمة كانت بأربعة فلوس واصلة للكويت من النوع الجيد، والان متوسط السعر 120 فلساً، فهناك مصانع ومطارات اغلقت.• هل صفقة «فيس شيلد» تمت مع طرف واحد أو طرحت على الجميع؟- كانت عبارة عن عروض أسعار تسلمناها، فهناك عروض مختلفة منها قدم سعر 1.5 دينار، وهناك عرض قدم في تاريخ 10 مارس بدينار و190 فلساً، وعرض سعر آخر في 27 أبريل بـ3.5 دينار، وسيتم نشر جميع الارقام على العلن وجميعها بالمواصفات نفسها، وما أعلن عنه في وسائل التواصل الاجتماعي في ورقة مكتوب عليها رقم ومكتوب سعر في مقابلها وفي الحقيقة لم أقرأ ماذا كتب قبلها، ولو افترضنا أنه «فيس شيلد» وتم وضع سعر وكمية فقط في الورقة واضع سعر «fob» وهذا معناه أنه سعر المنتج في أرضه وليس النهائي، وهذا ليس سعر الكويت، ونحن نتكلم عن سعر واصل لمخازننا. • هل عنصر الزمن متوافر في الصفقة؟ - طلبنا التعاقد وارسلنا كتاباً بأن المنتجات متواجدة في المخازن، فطلبنا التعاقد معه والموضوع لدى الجهات الاخرى.• هل كان بالإمكان ألا تأخذ عروضاً بالأسعار وتنتظر الاسعار المعتادة؟- عامل الوقت مهم جداً، ففي شهر يناير طلب مني 38 ألف «فيس شيلد» للطاقم الطبي، وفي فبرير زاد الطلب إلى 218 الفاً، وفي شهر مارس زاد إلى 6.69 مليون، لمواجهة تصاعد الفيروس وهي طلبات تذهب لمستشفيات وزارة الصحة والمحاجر الصحية والمستشفيات الميدانية ونراعي ألا تخلو المخازن من «الفيس شيلد» حتى لايتعرض الطاقم الطبي إلى الاصابة وبذلك تنهار المنظومة الطبية، وفي حال خلت المخازن من «الفيس شيلد» قد تنتقل العدوى وهذا موضوع حساس للغاية، وهي ليست مسألة دينار ونصف دينار، أو دخلت موقع الامازون وعثرت على سعر أقل.• لو رجع بك الزمن وواجهت العروض نفسها هل تعمل الاتفاق نفسه ؟- سأقوم بالاتفاق والعقود نفسها، ومن أولياتي حماية الطاقم الطبي، فهناك عروض كثيرة وكان همنا الوقت والوصول السريع للمخازن وأهم أولوياتي حماية الطاقم الطبي.• ما متوسط استعمال الـ«فيس شيلد»؟ـ متوسط استخدام الـ«فيس شيلد» يعتمد على حسب الاستخدام وموقع العمل من أطباء وممرضين وفنيين.• هل تشعر أن هناك مبالغة من ردة فعل مجلس الوزراء تجاه تلك الاتهامات التي وجهت في ما يخص الذمة واتخاذ القرار؟ وقد تكون من سمات سمو رئيس الوزراء الحالي لانه كما اعرف عنه ممكن يتحمل الكثير من النقد إلا في ما يخص الذمة المالية لكن الانتقاد كان من نواب سابقين وسياسيين مخضرمين، فهل ضاقت صدوركم بالنقد؟- الجميع في إجازة، إلا وزارة الصحة العمل مستمر رغم الاجازة، وما رأيته من الموظفين اكثر من الدوامات العادية، وانا وصلت البيت قبل أذان المغرب وهناك موظفون مازالوا في مراكز أعمالهم خلال 24 ساعة، ولدينا خدمة توصيل الادوية، وما يأتي من مشاكل قد يكون لعدم وضوح العنوان أو غيره من الامور الاخرى، ونحن لا نرفض الانتقاد وأبوابنا مفتوحة، ومَن لديه دليل فساد فليذهب إلى النيابة العامة أو «نزاهة»، لا ان ينشر في المواقع ويوزع التهم. ما هدفه؟ هل يريد أن يحبط الهمم والعزائم؟ وان كان هدفه الاصلاح فليذهب إلى النيابة العامة وهناك فرق بين طرح الرأي والتهمة، ولو الحكومة حرامية لما ذهبوا إلى النيابة العامة وتحويلهم للإدلاء باقوالهم، واذا لنا حق نأخذه ومن الرجولة الاعتذار، ونحن سننشر الأسعار ومن الرجولة والشهامة الاعتذار، وهذا عيب وسيتم نشر الاسعار، ومن لديه شركة فليتأتِ لتقديمها بالاسعار.• هل أنتم خاضعون لحيتان الادوية ؟- أعلم يقينا أنه لم توقع ورقة في وزارة الصحة إلا ونحن متأكدون من مطابقتها للقانون، نعم هناك أخطاء، ولكن لا تطعن في الذمم وإن كان لديك دليل فاذهب إلى النيابة العامة، الابواب مفتوحة، واذهب إلى «نزاهة»، وهناك من يعملون في الوزارة بعد أن وجهت التهم يبكون في الادارة بسبب الاتهامات الناس ويعملون ليل نهار.• هذه ضريبة العمل، وانتم جئتم لوزارة الصحة بعد مرحلة فيها الكثير من علامات الاستفهام والقضايا والاشخاص العالقين في صفقات مثيرة للجدل...لا تلوموهم، فمثل ما صار في قضية «ضيافة الداخلية» فهل من الوارد أن نجد فجأة «ضيافة وزارة الصحة»؟- في الوقت والزمن هذا غير وارد، بوجود رجال دولة، وهذه ثقة، الضغوطات موجودة بطبيعة البشر، وأي شيء غير ملتزم الضوابط لا يمكن ان يمشي.• هل طلبتم التعاقد؟ بمعنى هل دفعتم 5.5 مليون ؟- لم يتم دفع 5.5 مليون، ولو ترى الاسئلة التي تأتي من جهات الدولة والاجهزة الرقابية فهي كثيرة ودقيقة، ولكن ما طرح لدى البعض يعتبر اتهامات وأستغرب أين الوطنية وأين الاخلاق وانتم تعرفون كيف تسألون. لماذا توزعون التهم.• الأسعار بالكويت هل هي الأفضل؟- بالنسبة للـ«فيس شيلد» الكويت أفضل، وطلبنا التعاقد مع شركة بـ590 فلساً وطلب التعاقد معها، وقدمت شركة أمس سعر 350 فلساً، ولكن لم نشاهد المواصفات إلى الان ولم نعرف زمن التوريد.• هل بدأت الأمور تستقر والأمور زينة ؟- الامور طيبة، لدينا مخزون استراتيجي لمدة سنة بعد أن كان 6 أشهر ووفرنا أغلى دواء في العالم، وفي كل عقد فوق 100 الف دينار نذهب لديوان المحاسبة، لانه هو الحصن الحصين لنا، ونحن امام ثقة سمو الأمير والشعب الكويتي وعملنا واجب للوطن على مدار الساعة، وهذا واجبنا ولا فضل ولا منة ومَن لديه دليل فليذهب للنيابة، ووزارة الصحة قدمت بدلاً عنهم إن كانت لديهم ذرة رجولة أو شهامة فليعتذروا.

من اللقاء

الأسعار...بين «fob» والمخازن

شرح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الأدوية التجهيزات الطبية الدكتور عبدالله البدر، كيفية تغير سعر السلع، ما بين شرائها من أرضها أو واصلة إلى مخازن الوزارة، فقال «أرسلنا طلب عروض سعر من السفارة الكويتية في الصين، وزودنا بسعر فيس شيلد 793 فلسا (fob) أي من أرضه، بلا أجور الشحن ولا الجمارك ولا خدمة التوصيل، وقدم سعر آخر بـ991 فلسا وفي الموقع العالمي (علي بابا) لديهم أربعة أنواع نوعان مطابقان وآخران غير مطابقين للمواصفات، وسعر المطابق للمواصفات بـ1.331 دينار دون أجور التوصيل ولا الشحن، أما الثاني فسعره 3 دولارات، وهناك عروض أسعار كثيرة».وأضاف «لو افترضنا أن سعر القطعة دينار، فلابد أن نقارن التفاحة بالتفاحة، ولابد أن تكون المقارنة بشكل مطابق ودخلنا موقع (أمازون)، فوجدنا سعر بعضها واصل للكويت تقريباً دينار، وقد يكون من دون توصيل، والعنصر البشري أهم مقاوم لمواجهة هذا الفيروس لذلك يجب أن نحمي هذا العنصر».

هنا نذهب إلى... «المحاسبة»

تحدث البدر عن آلية التعاقد، ومتى يذهبون لديوان المحاسبة، فقال:«نتلقى العروض من الشركات، ثم نأخذ أرخص الأسعار، ونطلب الموافقة من الجهاز المركزي والفتوى والتشريع، وإذا كان المبلغ فوق 100 ألف دينار نذهب الى ديوان المحاسبة لتحصين الصفقة قانوناً، وتبدأ عجلة دفع مبالغ وحسب توريد الشركات بناء على الدفعات التي تصل».

«التعاقد المباشر» ليس بدعة

ذكر البدر أن التعاقد المباشر ليس بدعة، وهو موجود في القوانين واللوائح، والنص فيه واضح في المادة 19 من قانون المناقصات، عند حدوث حالة الطوارئ يتم اللجوء للتعاقد المباشر، فليس هناك وقت للانتظار واستدراج عروض الشركات، فنحن نمر بأزمة وهناك أمور كثير تغيرت، ففي أشهر المستشفيات في العالم كان الاطباء يستخدمون الكمامة مرة في الأسبوع. ولدينا توجيهات أن نعمل للحالات الأسوأ حتى نصل للأفضل.

قرصنة عالمية

أشار البدر إلى أن «هناك قرصنة للاستحواذ على منتجات تخرج إلى دول معينة، وهذا نشر على وسائل الإعلام، وقال لي أناس إنهم تعاقدوا مع أشخاص في الصين، وأمنوا لهم فنادق بالقرب من المصانع حتى لا تذهب البضاعة للغير بسبب المزايدة في الأسعار، كما أن أسعار الشحن تضاعفت بشكل كبير، وهناك مصانع أغلقت».

الجاسم: تحية لجميع الممرضين في يومهم

قال رئيس تحرير جريدة «الراي» الزميل وليد الجاسم إن «وزارة الصحة حالياً نجم الساحة، في اتجاهين، الأول مواجهة فيروس كورونا والآخر مواجهة الاتهامات التي بدأت توجه لها في شأن التعاقدات. ووجه الجاسم تحية بمناسبة اليوم العالمي للتمريض لجميع الممرضين الذين يبذلون كماً كبيراً من التضحيات، وهم يواجهون التحديات بما فيها الابتعاد عن أسرهم، حيث اضطر الكثير منهم لعزل نفسه لمواجهة المخاطر، وكل هذا يبذله هؤلاء من أجلنا وأستطيع القول إنهم الجنود الحقيقيون مع الأطباء الذي يواجهون هذا الوباء».