فيما أخذ القائمون على عملية الإجلاء الكبير، من كوادر وزارتي الصحة والداخلية وإدارة الطيران المدني، استراحة محارب أمس، مع خلو جدول الإجلاء من الرحلات، تستأنف اليوم الثلاثاء رحلات اليوم الرابع من المرحلة الرابعة بخمس رحلات، إحداها لشركة طيران الجزيرة قادمة من النجف، وأربع للخطوط القطرية قادمة من الدوحة ومدن الولايات المتحدة الأميركية.وأفادت مصادر مطلعة في الطيران المدني «الراي» بأن خطة الإجلاء، أسفرت عن وصول نحو 37 ألف مواطن ومواطنة ومرافقيهم حتى الآن، وفق الجدول الزمني الموضوع خلال شهري أبريل ومايو. وأوضحت أن جميع المواطنين الذين عادوا إلى البلاد، هم الذين تم تحديدهم من قبل وزارة الخارجية، ومن يرتبط بهم بقرابة من الدرجة الأولى، والخدم الخاص بهم الذين عادوا برفقة كفلائهم.ووصل إلى مطار الكويت، أول من أمس، 1003 مسافرين، على متن 4 رحلات جوية، 3 منها للخطوط الجوية القطرية ورحلة على متن طيران الاتحاد، تنفيذا للأوامر السامية بعودة الجميع من مختلف بلدان العالم، وكانت أولى الرحلات قادمة من مونتريال ونقلت 47 مسافرا، وتلتها رحلة من واشنطن تحمل 354 مسافرا.وفي هذا السياق، كشف نائب المدير العام لشؤون المطار، في الإدارة العامة للطيران المدني، صالح الفداغي أن مطار الكويت في كامل استعداده لاستقبال أي رحلات مخصصة لمغادرة المقيمين إلى بلادهم في أي وقت، على أن تظل رحلات عودتهم رهن بالسيطرة على انتشار فيروس كورونا عالمياً، وإصدار السلطات الصحية في الكويت قرارا يسمح بدخولهم مرة أخرى.وأشار الفداغي في تصريح لـ«الراي» إلى صدور قرار رسمي يسمح لأي شخص يرغب في العودة إلى بلاده بأن يقوم بحجز أي رحلة طيران للمغادرة فقط، وهو ما يعني أن المجال مفتوح للدول التي ترغب في تسيير رحلات لإجلاء رعاياها من الكويت، أو إتاحة المجال أمام الراغبين من المقيمين في مغادرة البلاد، منوهاً إلى استمرار توافر رحلات مغادرة بين مطار الكويت الدولي ودول مثل تركيا والفيليبين، وباكستان.وأشار الفداغي، إلى أن المواطنين الكويتيين الراغبين في العودة إلى البلاد بأي وقت عبر رحلات الطيران الخاصة، يمكنهم ذلك إذ يتم الموافقة على رحلتهم فوريا بمجرد تقديمهم للطلب، وذلك شريطة أن يكون المسافرون القادمون جميعهم خاضعون للقواعد والإجراءات الموضوعة لعودة المواطنين من الخارج، وما يرتبط بها من الامتثال للإجراءات والاحترازات الصحية. وأكد أن إدارة الطيران المدني تقوم يومياً بحملات تعقيم دورية مستمرة لمرافق المطار، من مبانٍ وأجهزة وصولاً إلى الأفراد العاملين في استقبال العائدين من الخارج.وواصلت «الراي» مواكبة عودة المواطنين من الخارج، والتي غمرتها مشاعر الاشتياق، خصوصاً مع المحولين إلى الحجر المؤسسي، إذ حرص ذووهم على القدوم لرؤيتهم قبل تحولهم إلى الحجر، مع تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي. فما بين عاطفة الأبوة والشوق إلى لقاء الابن العائد من أميركا، فصلت مسافة آمنة للتباعد الاجتماعي بين الأب وابنه، ليكتفيا بالسلام بالإشارات وكلمات الترحيب التي لم تخلُ من التعليمات.ورصدت «الراي» لحظة اللقاء بين الطالب مهند السعيدي العائد من أميركا، واستقبال والده له في المطار، إذ كان لافتا حرص الابن على والده من خلال أخذ مسافة كبيرة ليكون والده في أمان، وكذلك توجه الوالد لنجله العائد من الخارج بالعديد من التوجيهات. ويقول مهند «أشكر الحكومة الكويتية والطواقم الطبية على ما قاموا به من جهود، في إجلائنا من الخارج، واستقبالنا في الكويت وسط اجراءات منظمة وسريعة، وأشكر كافة العاملين على إجلائنا والعاملين في الصفوف الأولى الله يعطيهم العافية». وأشار الى انه سيتوجه إلى الحجر المؤسسي في منطقة السالمية، وذلك بعدما استقبله والده بالمطار.وفي السياق ذاته، أشار المواطن أحمد السعيدي، أنه جاء لاستقبال ابنه العائد من الخارج قبل ذهابه إلى الحجر المؤسسي. وقال تطبيقا للتباعد الاجتماعي استقبلت ابني من بعيد، من ثم ذهب إلى الحجر المؤسسي. وأشكر صاحب السمو والحكومة الرشيدة، على كافة التسهيلات التي قدمتها لإجلاء أبنائنا من الخارج حتى وصولهم إلى الكويت.وأشار إلى أن عملية الإجلاء التي وضعتها الدولة تسير بشكل رائع، متوجهاً بالشكر لكافة العاملين في الصفوف الأمامية على ما يبذلونه من جهد. ودعا الجميع إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها وزارة الصحة، داعيا الله برفع البلاء والوباء.و قال الطالب عبدالعزيز الناصر، العائد من أميركا، «حين وصلنا مطار الكويت كانت الإجراءات سهلة جدا وسريعة، الأمر الذي يجب معه شكر كافة القائمين على عملية الإجلاء. وعند وصولنا بدأت في الإجراءات الصحية المطلوبة، وأشكر القائمين على الاستقبال في الكويت من العاملين بالصفوف الأمامية الله يعطيهم العافية».بدوره، استعرض الطالب العائد من أميركا، حبيب المطوع، رحلته من واشنطن إلى الكويت ليختمها بقوله «وصلنا الديرة ولله الحمد». وأفاد بأن السفارة الكويتية في أميركا كانت على تواصل دائم معهم، ولم تقصر إذ زودتهم بأدوات الوقاية الشخصية من كمامات وقفازات ومعقمات، ولفت إلى أنه حين فقد خط هاتفه تم تزويده أيضا بآخر جديد حتى يتمكن من التواصل بصورة طبيعية مع الآخرين.من جانبها، قالت الدكتورة مريم المال الله العائدة من كندا مع زوجها وابنتها، إنها في كندا منذ نحو سنة كاملة لتكمل الزمالة في جراحة المسالك البولية تخصص أطفال، معربة عن شكرها لسمو الأمير بابا صباح وسفارة الكويت في كندا وجميع العاملين في الصفوف الأولى لمواجهة هذا الوباء. وأضافت أن خطة الإجلاء كانت ميسرة وسهلة ونحمد الله فالأمور كانت سهالات والحمدلله ردينا ديرتنا.وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتورة هيلة المكيمي إنها تنتظر وصول أعز ناس في حياتها بناتها ديما وسارة وزوجها، لافتة إلى أنهم مثل الكثير من الكويتيين كانوا مع أهلهم في الخارج. وتوجهت بجزيل الشكر لسمو الأمير على هذه البادرة الأبوية التي ليست بغريبة على سموه قائد الإنسانية فما بالك مع أبنائه، ونشكر الله أننا تجمعنا كأسرة مرة أخرى.كما توجهت بالشكر لوزير الخارجية الدكتور الشيخ أحمد الناصر، ونائب الوزير خالد الجارالله وفريقه الرائع السفير أيهم العمر وجمال الغانم والإدارة القنصلية أنس الشاهين، معربة عن حمدها لله لوجود قيادات خلال هذه الأزمة مثل هذه القيادات التي أدارتها بحكمة، كما شكرت فريق السفارة في كندا، وعلى رأسهم السفيرة ريم الخالد وعبدالله الماس والماجد، واصفة إياهم بمجموعة رائعة نفتخر بهم حقا. وأضافت أن العديد من الديبلوماسيين كانوا من طلبتها في الجامعة، وهذا ما يدفعها للفخر بما يقومون به خلال هذه الأزمة، مؤكدة أن هذا كان هو الرهان وهذا هو الاستثمار البشري وكل الشكر للكويت حكومة وشعباً واليوم بالنسبة لي يوم فرحة كبيرة.

مواقف وإجراءات

غير ملتزمة بالحجر المنزلي... إلى «المؤسسي» ثم المحاكمةأعلنت وزارة الداخلية إيداع مواطنة الحجر المؤسسي الإلزامي في مستشفى الشيخ جابر الأحمد، بعد مخالفتها التعليمات الخاصة بالخضوع للحجر المنزلي، كإجراء احترازي من فيروس «كورونا» المستجد بعد العودة من السفر.وقالت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في الوزارة إن إدارة الجرائم الإلكترونية في قطاع الأمن الجنائي قامت بالتعاون مع وزارة الصحة، بإيداع المواطنة الحجر المؤسسي بالمستشفى، مشيرة إلى أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة بحقها بعد الانتهاء من مدة الحجر.

«الصحة» للعائدين: نرصد تحركاتكم فالتزمواأهابت وزارة الصحة بجميع الخاضعين للحجر المنزلي، بعدم مخالفة تعليمات السلطات الصحية حرصاً على سلامة المجتمع وتجنباً للوقوع تحت المساءلة القانونية.وقالت الوزارة، إن تطبيق «شلونك» الإلكتروني، المعني بمراقبة الأشخاص المحجورين ومتابعة مواقعهم، رصد سيدة كسرت التعليمات ذات الصلة بالذهاب إلى أحد مراكز التسوق. وتم إبلاغ وزارة الداخلية لتوقيفها وإرسالها إلى الحجر المؤسسي الإلزامي.وذكرت أنه بعد انقضاء فترة الحجر المؤسسي ستطبق عليها الإجراءات القانونية. 22 عائداً للمحاجر والمستشفىكشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» عن نقل 22 حالة من صفوف العائدين من الخارج ضمن اليوم الثالث من المرحلة الرابعة، أول من أمس، الى المحاجر المؤسسية، بواقع 11 حالة الى الحجر في فندق كراون بلازا، و10 حالات الى فندق الملينيوم، وحالة واحدة الى مستشفى جابر.