في مقال سابق كتبت عن التشابه الكبير بين دولة الكويت وجمهورية كوبا في تقديم المساعدات المجانية للدول المتضررة من انتشار فيروس كورونا، إلا ذلك كان قبل أن يبدأ قطار ما سُمي بـ «ديبلوماسية الكمامات» في الانطلاق لتُغرق الصين الكثير من دول العالم بملايين الكمامات والمعقمات فكسبت من خلال ذلك تعاطف الشعوب ونفوذا سياسيا، ووضعت لنفسها أسس تعاون اقتصادي مستقبلي.رئيس صربيا، «ألكسندر فوسيتش» قال في تصريحات صحافية «لا يوجد تضامن أوروبي، إنها قصة خيالية للفقراء، نأمل في الدولة الوحيدة القادرة على التعامل معنا في هذا الوضع الصعب، نأمل في مساعدة جمهورية الصين الشعبية». أما رئيس الوزراء الإسباني «بيدرو سانشيز» قال تعبيراً عن امتنانه للمساعدات الصينية «بعد العاصفة تأتي أشعة الشمس».ولن أتحدث عن كم المساعدات التي قدمتها بكين لإيطاليا، فمشهد وصول طائرة تقل 300 طبيب صيني إلى ميلان الإيطالية يتكلم ولا يحتاج إلى شرح أو نقل تصريحات.رغم أن الصين لاقت بعض الانتقادات بأنها تحاول تحويل الانتباه عن الانتقادات الشديدة التي وجهت إليها في تعاطيها مع كورونا، وتحاول تقديم نفسها منقذاً للدول الأخرى، إلا أنها أثبتت أنها قوة عظمى لا تخلو من الإنسانية حتى وإن كان هناك هدف اقتصادي مستقبلي من وراء وراء.من المبكر جداً إطلاق أحكام نهائية ولا زلنا في خضم جائحة كورونا التي أكد العديد من الخبراء أنها سوف تطول وتغيّر من شكل الاقتصاد العالمي إلا أن ما هو مؤكد حتى الآن أن الصين قفزت قفزة كبيرة للأمام في طريقها للتربع على عرش الاقتصاد العالمي، ولكن.. هل ستترك الولايات المتحدة الصين تسرح وتمرح في تحقيق أهدافها بهذه السهولة. لا أعتقد خصوصاً بعد أن فتحت الولايات المتحدة النار عليها وبدأت توجيه تهم واضحة وصريحة بأنها باشرت التحقيق في تورط مختبر ووهان بتصنيع فيروس كورونا، فمن الواضح أن قادم الأيام يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت.
«برود كاست»
كل يوم والثاني، يخرج لنا طبيب على مواقع التواصل الاجتماعي يمطرنا بكم من المعلومات الطبية عن فيروس كورونا، والغريب أن تلك المعلومات تتعارض كلياً مع معلومات نشرها طبيب آخر! والحقيقة أن جامعات علمية عريقة تناقضت في معلومات قدمت عن كوفيد-19، لذلك بات واجبا على نقابات الأطباء والجمعيات الطبية في كل بلد أن تراقب تصريحات الأطباء وتضبطها، فالناس لا ينقصها مزيد من التناقضات والترويع والتأليف.