للمرة الأولى على الإطلاق، يضطر البائعون أن يدفعوا للمشترين لأخذ عقود آجلة للنفط، حيث تحولت العقود الآجلة للنفط الأميركي لأقرب استحقاق أثناء تعاملات أمس الإثنين، للتسليم في مايو إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ، حيث هبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 55.9 دولار، أو 306 بالمئة، إلى ناقص 37.63 دولار للبرميل (وكالات).وتراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 9.2 بالمئة إلى 25.43 دولار للبرميل، فيما يرتقب أن تبدأ تداولات الشهر الجديد من اليوم التالي بأسعار مختلفة، فيما سيكون للأسعار السلبية المسجلة أمس انعكاسات على أسعار النفط العالمية والكويتي، لكن بشكل مؤقت. وأكدت مصادر لـ «الراي» أن مبيعات الكويت لأميركا محدودة جداً بالنسبة لسلة صادراتها، مضيفة أن هذه الأسعار لن تؤثر على مبيعات الخام الكويتي لأنه على مؤشر آخر.ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار كورونا، مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود. وجاء هذا السقوط الحر مدفوعاً بارتفاع الإنتاج وتخمة المعروض والوصول إلى الطاقة التخزينية القصوى في الأسواق الأميركية، دون أن يتفاعل النفط الأميركي إيجاباً مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب، بقرب استئناف تدريجي لعجلة الاقتصاد المحلي.وانخفضت الأسهم الأميركية عند الفتح أمس، مع تضرر أسهم قطاع الطاقة من تهاوي أسعار النفط، وهبط مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 2 في المئة بعد دقيقتين من بدء التداول، وفتح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على انخفاض بـ1.01 في المئة، فيما نزل مؤشر ناسداك المجمع 1.12 في المئة.وأوضح الأستاذ في كلية هندسة البترول، الدكتور أحمد الكوح، أن انهيار سعر النفط الأميركي خلال افتتاح الأسواق بعد العطلة الأسبوعية يشير إلى سيناريوهات عديدة أبرزها اكتظاظ الخزانات الأميركية بالنفط.وقال إن السيناريو الآخر يشير إلى حالة القلق التي أصابت المتداولين خلال العطلة، ما انعكس على الأسعار، مشيراً إلى أن الأسواق تنقسم إلى 3، الأميركي والأوروبي والآسيوي، وأن سعر برميل النفط الكويتي سيدور حول الـ16 دولاراً، إذ ان المؤشر للخــام الكويتــي هو خام عمان ودبي.من جانبه، قال الخبير والمحلل النفطي محمد الشطي إن النفوط المرتبطة بالنفط الأميركي تشمل النفط الكندي، أما الخام الكويتي فيتأثر بأسعار متوسط دبي وعمان، مضيفاً أنه رغم انهيار سعر الخام الأميركي، فإن ذلك يمثل إقفال الشهر الجاري، بينما تعاملات الشهر المقبل بأسعار أعلى للبرميل، وبالتالي فالأسعار الحالية موقتة، وسيكون هناك تصحيح بلاشك.
اقتصاد
العقود الآجلة للبرميل الأميركي تسليم مايو هوت 306 في المئة إلى -37.63 دولار
«يا نفط مين يشتريك»... البائع يدفع للمشتري!
06:28 م