بدا المشهد أمام صالة القادمين في مطار الكويت، أمس، مغايراً بشكل كبير لليوم السابق له، حيث غلبت المشاعر والعواطف على الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية، فاستقبلت غالبية القادمين في اليوم الثاني لعملية الإجلاء بالقبلات والأحضان، في مخالفة واضحة لكل التنبيهات والتعليمات، فيما التزمت فئة أخرى من المستقبلين بالإجراءات الصحية وتصرفت وفق البروتوكول المعمم.وفي سياق عملية الإجلاء، بدأت الطائرات بالهبوط في مطار الكويت، منذ الثامنة صباحاً، ضمن عملية الإجلاء الكبير للمواطنين من الخارج، واستمرت حتى المساء.وكشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن المطار استقبل على مدار اليوم 19 رحلة من أصل 25 كان يفترض أن تُنظم إلا أنه تم إلغاء 6 رحلات (اثنتان من كل من الرياض والمنامة وواحدة من كل من دبي وأبوظبي)، في إطار الجسر الجوي المخصص لإجلاء المواطنين من دول الخليج والقاهرة وعمان، على متن طائرات الخطوط الكويتية وطيران الجزيرة.وشملت الرحلات التي جاءت ضمن المرحلة الأولى وجهات من عواصم ومدن دول مجلس التعاون الخليجي وعمّان والقاهرة، حيث وصلت 19 رحلة لـ«طيران الجزيرة» و«الكويتية»، أقلت على متنها 3190 مواطناً ومواطنة، وفق المصادر.وأكد رئيس الإدارة العامة الطيران المدني الشيخ سلمان الحمود، في تصريح صحافي، أن المرحلة الثانية، من خطة عودة المواطنين من الخارج ستنطلق يوم الخميس المقبل، وتستمر ثلاثة أيام، بعد أن سارت المرحلة الأولى بنجاح بفضل من الله ثم تكاتف الجهود الحكومية والجهات العاملة في مطار الكويت الدولي.وقال الحمود، إن خطة عودة المواطنين من الخارج تأتي تتويجاً للتوجيهات السامية التي ترجمها مجلس الوزراء برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد، إذ كلف وزارة الخارجية الإشراف على هذه المهمة الوطنية وانجازها بكل تفاصيلها، لافتاً إلى المتابعة الحثيثة لوزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر لهذا الملف.وأوضح أن «الطيران المدني» أنجزت خلال الأيام القليلة الماضية خطة متكاملة، بمتابعة من وزير الدولة لشؤون الخدمات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة مبارك الحريص لسير الخطة. وذكر أنه تم وضع بروتوكول واضح للخطوات التنظيمية ينظم مسؤوليات الجهات الحكومية وشركات الطيران وشركات الخدمات الأرضية، كل في مجاله يتضمن الاجراءات التي سيتم تطبيقها منذ انطلاق المواطنين من المحطات الخارجية مروراً بصعود الطائرة وأثناء الرحلة حتى وصول مطار الكويت الدولي ودخول مراكز الفحص لتطبيق إجراءات وزارة الصحة والانتقال إلى صالة الجوازات والجمارك ومناطق تسلم الأمتعة وحتى الخروج من المطار سواء إلى الحجر المنزلي أو المؤسسي أو إلى المستشفى.وأفاد أن المرحلة الثانية ستشمل 23 وجهة لدول عربية وأجنبية، وستكون للوجهات التالية: العاصمة الأردنية عمان، الدار البيضاء، نواكشوط، إسطنبول، فيينا، الإسكندرية، القاهرة، نيويورك، بروكسل، لندن، باريس، مانيلا، بانكوك، دكار، تونس، مالطا، بيروت، تبليسي، باكو، مومباي، دلهي، سراييفو، امستردام.من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمبنى ركاب طيران الجزيرة مانع المانع، إن «الجزيرة عملت على تسخير كل امكاناتها وطائراتها تحت أمر الحكومة، وفي خدمة المواطنين العالقين في الخارج، وهي مسؤولية تحملتها الشركة تجاه أهل الكويت، الأمر الذي حظي بثقة الجميع وضاعف المسؤولية علينا وعلى فريق عمل الجزيرة وواكبناها بالعمل على قدم وساق، منذ اللحظات الأولى».وأكد المانع، أن «الجزيرة» تعمل على عملية الإجلاء بخطة مدروسة بالكامل والتعاون مع الإدارة العامة للطيران المدني، والسلطات الصحية، من اجل توفير رحلات آمنة وفق أعلى مستويات الاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية، حتى يصل أهلنا إلى البلاد بأمان.وقال «مسؤولية الجزيرة تجاه مواطني الكويت مستمرة، وكوادر الشركة كافة مستمرة على رأس عملها حتى وصول آخر مواطن إلى أحضان الوطن، وتسعد بيوت الكويتيين بلم شمل الجميع. وأضاف «قمنا بجلب عددٍ من المواطنين ضمن رحلات الاجلاء الأولى في اليوم الأول حول تسيير 15 رحلة من دول الخليج، واليوم الثاني قمنا بتسيير 11 رحلة، ونقوم بتوفير كل احتياجات الركاب ومواطنينا من صعودهم الطائرة حتى وقت وصولهم». «الراي» واكبت قدوم رحلات الإجلاء، في المبنيين T1 وT4، وتحدثت مع أهالي القادمين لمعرفة شعورهم والتجهيزات التي أعدوها لأبنائهم، كما التقت بعض العائدين للتعرف على خططهم المقبلة. فقال المواطن عبدالعزيز الرشيدي «نشكر الله على عودة أبنائنا قبل حلول شهر رمضان المبارك»، متوجها بشكره للحكومة على ما قدمته من تسهيلات لعودة المواطنين. وأضاف أنهم جهزوا غرفة مستقلة ومعزولة لأخيهم القادم من دبي وسيحرصون على سلامتهم وسلامته، لافتا إلى أن وزارة الصحة قد أبلغتهم بكافة الإجراءات اللازم اتباعها.وقال أحد الطلبة العائدين من دبي لـ«الراي»، إن السلطات في مطار الكويت أبلغته بجميع التعليمات التي يتوجب عليه فعلها لدى إعطائه سوار التتبع، حيث الالتزام بالحجر لمدة 28 يوما. وأضاف أنه سيكون على قدر المسؤولية ويعزل نفسه عن الجميع من الأهل والأصدقاء.بدوره قال المواطن أبو سعد الحجرف إنه ينتظر خروج ابنه القادم من أبوظبي، وإنه قد قام بتجهيز مكان لعزله في المنزل مع توفير كافة المستلزمات الخاصة به، المعيشية والترفيهية، والحافظ الله.من جانبها، أثنت المواطنة نادية العلي العائدة من البحرين على الجهود المستمرة للحكومة في إجلاء المواطين. وأشادت العلي بطاقات شباب الكويت التي تعمل على مدار الساعة في استقبال العائدين من الخارج وتسهيل إجراءاتهم حتى وصولهم إلى مقار إقامتهم. وقالت «أشكر بابا صباح ووزير الصحة وكل القائمين على اجلاء المواطنين، والكويت تستاهل.. اقعدوا بالبيت».وقال المواطن هزاع الهزاع العائد على رحلة اجلاء الجزيرة القادمة من دبي، «لله الحمد أخيرا في أرض الوطن،الله يحفظ هالبلد».وأضاف الهزاع أن البعثة الديبلوماسية الكويتية كانت على تواصل دائم معهم في الخارج حتى إجلائهم، لافتا إلى أنه منذ أن هبطت الطائرة في الكويت وجد هناك إجراءات وتنظيم أكثر من ممتاز مع إيضاح للكثير من الأمور الخاصة بالحجر المنزلي والإجراءات الاحترازية وطريقة عمل السوار الالكتروني. وتوجه الهزاع بالشكر إلى سمو أمير البلاد ووزير الصحة وكافة القائمين على اجلاء واستقبال المواطنين.وقال المواطن محمد علي «كنت في هولندا، وعدت إلى أبوظبي قبل شهر، وبقيت هناك حتى تم اجلاؤنا اليوم. والجهود الحكومية وجهود البعثة الديبلوماسية ملموسة، وكلهم الله يعطيهم العافية إجراءات متميزة جدا».وأضاف «الحمد لله على نعمة الكويت وصاحب السمو أمير البلاد كل شيء متسهل من الطائرة إلى الخارج، فقط نصف ساعة من باب الطائرة حتى السيارة». وشدد على ضرورة الالتزام بالحجر، قائلا «سألتزم بالحجر واقول لاخواني لابد من الالتزام بكل تعليمات الصحة والسلطات بالنهاية حقنا وحق الكويت علينا الالتزام».بدوره، قال محمد مهدي، إنه طالب في بريطانيا وقد رجع بعدما أغلقت الجامعات إلى أبوظبي قبل 3 أسابيع، حتى اجلاؤهم اليوم. وأضاف «الحكومة ما قصرت ويانا وكافي ردونا كلنا، والإجراءات التي اتخذتها الدولة مبهرة».وقال الطالب تامر العجمي، القادم من أبوظبي،«نشكر السفارة الكويتية على الجهود التي بذلت لكافة المواطنين العالقين في الخارج، وسوف التزم بالحجر المنزلي، وهي أوامر سيدي صاحب السمو أمير البلاد، وله السمع والطاعة».
من اليوم الثاني
«Go City van» تنقل ذوي الهمم العائدين
[8f708749-934b-43ee-b671-b93d1a6be872]
قال منسق العلاقات العامة والإعلام في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، عبدالرحمن الفريح إن سيارات Go city لها مشاركة ملموسة في عمليات الإجلاء التي تقوم بها الكويت.ولفت إلى أن الشركة خصصت سياراتها من أجل نقل المواطنين من ذوي الهمم العائدين من الخارج حتى مقار إقامتهم، مؤكداً أن عملية النقل عبر تلك السيارات تتم وفق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية.
اليعقوب: عناصر أمن المطار يعملون بأعلى مستويات الكفاءة
[fca7f7c0-41b4-4e20-987c-483611755970]
قال مساعد مدير أمن المطار لمبنى ركاب T4 العقيد يوسف اليعقوب، إن إدارة أمن المطار بكافة أركانها بدأت استعداداتها المبكرة لاستقبال المواطنين القادمين من الخارج، وفق خطة محكمة تراعي معايير تسهيل الحركة والضبط والربط الأمني، بالإضافة إلى مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية الصحية التي أقرتها وزارة الصحة.ولفت اليعقوب في تصريح لـ«الراي» إلى أن «عناصر أمن المطار من كافة القطاعات بدأوا مهامهم قبل وصول أول رحلة، وما زالوا على رأس عملهم في استقبال إخوانهم المواطنين العائدين إلى أرض الوطن، ومستمرين في عملهم بأعلى مستويات الكفاءة، حتى وصول آخر مواطن إلى أرض الوطن». وأكد أن جميع الإجراءات التي يتبعها أمن المطار تستهدف تقديم كافة التسهيلات للمواطنين عند وصولهم، وكذلك تنظيم دخول مستقبلهم، مع الحفاظ على تطبيق الإجراءات الصحية والأمنية بما يحقق مصلحة الجميع. ودعا جميع المستقبلين إلى الالتزام بقرارات وزارة الصحة في ما يخص التباعد الاجتماعي، وأن يكون المستقبل شخص واحد فقط مع الالتزام بارتداء القفازات والكمامات، والحفاظ على تهوية السيارات حتى الوصول إلى المنزل بسلام.
متطوعون... أردنيون
ذكر وائل العطارين، وهو أحد المتطوعين الأردنيين في مطار الكويت، أنهم مجموعة من الأردنيين ضمن فريق أبو قريص التطوعي، يقومون على خدمة ومساعدة المواطنين العائدين عبر المبنى رقم 4.وأضاف العطارين أن هذا أقل واجب يمكننا تقديمه للكويت، معرباً عن شكره للسفارة الأردنية والسفير الأردني وأبناء الجالية، مؤكداً أنه ليس بغريب عليهم فهذه هي فزعة النشامى.
«أهالي الشهداء الأسرى»: عودة المواطنين أثلَجَت الصدور
[db748597-b6f4-4ad1-944e-6696f05eb8ec]
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية فايز العنزي، أن تعليمات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بسرعة إجلاء وعودة المواطنين المتواجدين خارج الكويت، تجعل كل كويتي يشعر بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن.وبيّن العنزي، في تصريح صحافي أن «اصرار قائد العمل الإنساني على عودة أولاده إلى أحضان الوطن قبل رمضان أدخل الفرحة على ذويهم وعلى فئات المجتمع الكويتي كافة، بعد أن حلقت الطائرات الكويتية لتعزف لحن الحب المتبادل بين الكويت ومواطنيها». وثمّن ما جاء في خطاب سمو الأمير ونصائحه، بالالتزام بالإجراءات الوقائية والتعليمات الصادرة من السلطات الصحية في الكويت، مشيداً في الوقت نفسه بالجهود الجبارة التي تبذل من الجهات الحكومية كافة.واعتبر أن «إطلالة سمو الأمير أدخلت الطمأنينة في نفوس الجميع وبعثت برسالة مفادها أن للسفينة رباناً ماهراً يقودها دائماً لبر الأمان حتى في أحلك الظروف». وفيما أشاد بدور المؤسسات والقطاعات الحكومية بمختلف مهامها، بيّن أن «هذا الأمر ليس بغريب على الشعب الكويتي الذي قدم تضحيات عديدة تتجلى في الأزمات، كما حدث في الغزو العراقي الغاشم للكويت حيث سطر الأسرى والشهداء أروع قصص التضحية والفداء». واختتم بالتأكيد على أن «الإجراءات الكويتية التي تم اتخاذها خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، مقارنة بدول أخرى، تجعل الكويتيين يعضون بالنواجز على التمسك بحب وطن لا مثيل له في العالم أجمع».