في ظل الشلل التام الذي أصاب النشاطات الرياضية حول العالم نتيجة تفشي فيروس «كورونا» المستجد، حرص مشجعو برشلونة، بطل الدوري الإسباني لكرة القدم في الموسمين الماضيين، على التواصل مع إدارة النادي الكاتالوني، حتى أصبح للفريق، وللمرة الأولى، رابطة رسمية لمشجعيه في الكويت.صحيح أن المسألة استلزمت بعض الوقت، بيد أن ذلك لم يكن بالأمر السهل، خصوصاً أن للنادي الكاتالوني العريق مشجعين بالآلاف في البلاد ومن مختلف الأعمار، ما كان يحول دون لمّ الشمل في رابطة واحدة.لا شك في ان المهام الملقاة على عاتق الرابطة ستكون كثيرة، وهذا ما اتضح جلياً فور إشهارها، بحيث تهافت عشاق برشلونة لتسجيل «ولائهم» من خلال متابعة حسابها الرسمي.وغلب على القيّمين على تأسيس الرابطة، التنظيم الحسن، انطلاقاً من إدراكهم بأن المسؤولية كبيرة، خصوصاً وأن برشلونة اكتسب شعبية هائلة في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً عندما كان الفريق بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا الذي قاده لاكتساح الساحة الإسبانية والأوروبية على حد سواء عبر إحراز 14 لقباً في غضون 4 سنوات.وحرصاً منها على سلوك الطريق القانوني، راسل القيّمون على الرابطة نادي برشلونة بالذات بغية الحصول منه على الاعتراف الرسمي، وهو ما حصل فعلياً.وتعكف الرابطة راهناً على إعداد بيان رسمي توضح فيه آلية الحصول على عضوية فيها والشروط الواجب توافرها بالراغبين في ذلك، فضلا عن تحديد الاماكن المقترحة للتجمع، والذي سيكون بالتأكيد، بعد زوال جائحة «كورونا».وبذلك، تنضم رابطة مشجعي برشلونة إلى عدد كبير من روابط مشجعي الفرق الأوروبية الاخرى في الكويت، في دليل واضح على تزايد شعبية كرة القدم «الأجنبية» في البلاد وعلى الوعي بين صفوف الشباب.رابطة مشجعي برشلونة في الكويت باتت الثانية خليجياً التي تحظى بالاعتراف الرسمي بعد رابطة الرياض في المملكة العربية السعودية.وتترقب الرابطة استئناف الدوري الإسباني المتوقف، شأنه في ذلك شأن بقية البطولات الأوروبية والعالم كافة، ليتسنى للمشجعين التجمع والمشاركة في الفعاليات تحت راية الـ«بلوغرانا»، متى رفع الحظر المفروض راهناً على التجمعات في البلاد بسبب «كوفيد-19».وفي اول حديث له بعد إشهار الرابطة، قال رئيسها أحمد عبد لـ«الراي» إن هذا الاعتراف جاء بعد مجهود كبير ومراسلات وكتب كثيرة مع النادي.وأضاف أن «برشلونة يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، لذلك كانت إجراءات الحصول على الاعتراف معقّدة بعض الشيء وتطلبت الكثير من الصبر».ولفت إلى أنه «من أبرز أهداف الرابطة هو الالتزام بمبادئ وتعاليم نادي برشلونة ونقل صورة مشرفة عن الكويت ومشجعي النادي الكاتالوني العريق في البلاد، ونشر ثقافة المشجع الحقيقي بعيداً عن التعصب».وأشار عبد إلى أن مقر الرابطة سيكون في «مارينا غريل كافيه» في منطقة السالمية - شارع سالم المبارك، وهو لم ينسَ توجيه الشكر الى كل مَنْ ساهم في أن تبصر الرابطة النور، وخص بالذكر جيرارد کاسيس على مساهمته الكبيرة ومتابعته شخصياً للحصول على الاعتراف الرسمي، بفضل علاقاته في برشلونة كونه لاعباً سابقاً لفريق كرة القدم للصالات في النادي.ولفت الى ان القائمين على الرابطة سيتواصلون مع الأعضاء عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وسيزوّدونهم بكل ما يتعلق بالتجمعات والفعاليات التي سيتم تنظيمها، خصوصاً وأنّ الصورة، في الوقت الراهن، ما زالت ضبابية بسبب «كورونا»، وأكد أنهم سيكونون على أهبة الاستعداد للعمل بعد السيطرة على الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها.