بعد يوم واحد من فرض حظر التجول، سجلت الكويت حالة إصابة واحدة مؤكدة بـ«كورونا»!يوم واحد فقط، لتنحسر الحالات إلى حالة واحدة فقط!بعد أن سجلت في اليوم الذي سبقه أعلى عدد مخالطين بين المصابين، وثاني أعلى عدد إصابات بعد اليوم الذي قررت فيه تعطيل الموظفين، بعد بقاء المحال التجارية والمجمعات والمولات مفتوحة، فَهم الكثيرون الموضوع غلط، فغابوا عن أعمالهم وحضروا في المجمعات والجمعيات!تدّرجت الحكومة في قراراتها، فبعد أيام أغلقت المجمعات وأبقت الجمعيات، ثم وضعت مزيداً من الضوابط، ثم ناشدت مراراً وتكراراً، بل وتوسّلت للمواطنين أن يحظروا تجوّلهم قبل أن تحظره هي، وبعد أن أدركت أن الحياة أقصر من أن تنتظر رد المنادي، فرضت الحظر الجزئي، التزم من التزم وعوقب من خالف!شخصياً مع الحظر الكلي، ومن اليوم الأول، من دون تدرج، كي يتم وأد ال?يروس في مهده، متبعة مبدأ العلاج بالصدمة، وهذا رأي غير مختص لشخصي الضعيف، وإمكاناتي المتواضعة، لكن الحكومة صدمتني، بتدرّجها رغم تأخرها، وبسيطرتها على الوضع، سيطرة الواثق، بحزم المحب، وحماسة العاشق!تفوقت المواقف السياسية والخبرات الفنية على الفوضى الإدارية، التي انتقدناها مراراً وتكراراً وعانينا منها، غابت وحضر الجميع، يد واحدة متكاتفة، مذهلة، مدهشة، مبدعة، كحسناء غسلت وجهها الذي شوّهته المساحيق، فبرز جمالها الرباني من دون تجميل... انحرف عن مساره إلى تشويه يجعلها تبدو كعجوز متصابية، إلى عروس، فعادت العجوز عروساً، وعلى حسب ما قال محمد عبده «وكلنا خطابها»! حالة واحدة مصابة بـ«الكورونا» بعد يوم واحد من فرض حظر التجول، ليس سوى دليل على أن الحكومة إذا أرادت لشعبها الحياة، فلا بد أن يستجيب لهم القدر، ماذا عن الشعب؟ الكرة في ملعبك ونكرر: ازبنوا ترى نبيها صفر!المفارقة أن الرقم صفر يستخدم للتعبير عن الفشل عادة، هذه المرة هو يعبر عن الفشل أيضاً، ولكن فشل الفيروس في الانتشار في المجتمع، وتفوّقنا في القضاء عليه.