أَرْعَبَ فيروس «كورونا» الجميع، هو الذي لم تُمَيِّزْ شراستُه ولا «شراهتُه» بين مسؤول ومواطن، غني وفقير، وسط سباقٍ محموم بين محاولات إيجاد لقاحٍ يوقف «غزوته» وبين تَمدُّده عبر القارات كـ«عدوّ للبشرية».في «زمن كورونا»، كيف يُمْضي الفنانون أوقاتَهم خلْف الأضواء، وهل حَجَروا على أنفسهم والتزموا بيوتهم وفق ما دعت إليه السلطات اللبنانية في إعلان «التعبئة العامة» قبل أيام؟ ما إجراءات الوقاية التي يعتمدونها، وهل يعيشون حالة كبيرة من القلق والخوف والهلع؟«الراي» سألتْ عدداً من النجوم في لبنان عن حالهم في حضرة الفيروس المُخيف، والبداية كانت مع الفنان راغب علامة الذي أوضح أنه «في ظل الأزمة التي تَسَبَّبَ بها (كورونا)، نقضي غالبية وقتنا داخل البيت قدر الإمكان، أي بنسبة 90 في المئة، لكن لسنا مسجونين 100 في المئة، وعندما نغادر نتفادى السلام على الآخَرين أو حتى لمس الأشخاص مهما كانوا قريبين منا».وعما إذا كان التزم بالتعليمات التي تفرض على كل المواطنين الجلوس في بيوتهم، أوضح «التزمت بنسبة 90 في المئة، ولا أخرج من البيت إلا عند الضرورة، وفي غالبية الأحيان لممارسة رياضتي المفضّلة في الهواء الطلق».وعن الاحتياطات الوقائية التي يقوم بها، أجاب علامة: «لا أسلّم على أحد ولا أقبّل أحداً ولا أقابل الغرباء وأحاول المكوث في البيت قدر الإمكان»، مؤكداً «الرعب لا يلازمني، لأنني على ثقة بأن رب العالمين سينقذ الناس والكرة الأرضية من هذا الوباء، على أمل أن ينقذه من الأشرار الذين أوصلونا إلى هذه الحال»، وموضحاً أن الملل لم يتسلل إليه، لأنه يسلي نفسه بأشياء كثيرة.الممثلة كارمن لبس قالت: «في زمن كورونا، أمضي وقتي في البيت. أقرأ، أشاهد التلفزيون، أهتم بكلابي الأربعة وأجالس والدتي».وإذ أشارت إلى أنها التزمت قرار الجلوس في البيت وهي لا تغادره إلا عند الضرورة القصوى، أوضحت في ما خص الاحتياطات التي تعتمدها للوقاية من عدوى كورونا، «أستخدم الكمامة، أرتدي القفازات عند التبضع، أقوم بتطهير كل شيء أشتريه لأن كورونا يمكث على الأسطح البلاستيكية، كما أخلع الحذاء عند عودتي من الخارج، وأعقّمه لأن والدتي في الداخل، كذلك أخلع الجاكيت وأغسلها. أما حين أود إخراج الكلاب في نزهة، فإنني أمسح أقدامها بالماء والصابون، ولا أسمح لأحد بأن يمسكها على الطريق».لبس أكدت أن الخوف والقلق والرعب بسبب «كورونا» غير موجودين في قاموسها، «بل الوقاية»، وتقول: «مَن يخَف من الموت يصَب بالهلع، وأنا لا أعاني الوسواس القهري من النظافة. كلّنا سنموت بطريقة أو أخرى، وإذا كان كورونا هو سبب موتنا، فهذا قدَرنا. نحن اتخذنا كل الاحتياطات اللازمة ولا مفرّ من القدر».وأعربت عن اعتقادها «أننا نعيش الحرب العالمية الثالثة وهي حرب بيولوجية، والشيء الوحيد الذي يخيفني هو أنني مريضة ربو، وهذا المرض يزيد في الطقس البارد»، مشددة على «أن الموت لا يخيفني، بقدر ما يخيفني عدم القدرة على التنفس وعدم توافر آلة الأوكسجين، وأن أتعذّب قبل الموت»، ومؤكدة أنها تحبّ البيت ولا تشعر بالملل عند البقاء فيه «لستُ من النوع الذي يتجوّل كثيراً وفي المنزل أرتاح كثيراً».بدوره، أوضح الممثل وسام صباغ أن أفراد عائلته في زمن «كورونا» يمضون أوقاتهم كل حسب ظروفه، ويضيف: «الأولاد يدرسون أونلاين، أنا أقرأ وأحضّر للماجستير في الإخراج، كما أننا نجتمع ونتواصل ونتبادل الأحاديث. هناك وقت لكل شيء».واعتبر أن «البقاء في البيت يُعدّ واجباً وطنياً على الجميع الالتزام به»، وقال: «إنه الحل الوحيد لكسْر حلقة انتشار كورونا. والاحتياطات الوقائية التي نعتمدها هي نفسها التي يقوم بها سائر الناس، كالتعقيم والمحافظة على النظافة ووضْع الماسك والقفازات، تطهير الملابس عند العودة إلى البيت وغسلها، وخلْع الأحذية في الخارج، عدم الاحتكاك بالناس تَحسُّباً. وعندما نطلب شيئاً من الخارج نعقّمه وننظّفه ولا نُدْخِل الأكياس إلى البيت».وأضاف صباغ: «في ظل الأجواء التي نعيشها ونحن نتابع أخبار الفيروس، لا بد أن نشعر ببعض الخوف، ولكن الأمر لا يتحوّل إلى رعب ووسواس قهري كي لا يؤثر ذلك على نفسيّتنا ومناعتنا، وأنا أنصح بعدم البقاء تحت وطأة الأخبار البشعة، بل يجب الترفيه عن أنفسنا. الأزمة ليست قصيرة، وربما تحتاج إلى وقت، لذا من الضروري أن نحافظ على صحتنا النفسية. لكن الملل موجود لأننا لم نفكر أننا يمكن أن نُسجن في بيوتنا وننقطع عن الحياة وإيقاعها، لأننا نعيش التجربة للمرة الأولى، وربما نتمكن من تخطيها بالصبر والقوة، على أمل اكتشاف علاج وعدم خسارة الناس لحياتهم، لأن الحياة عزيزة، ومن الصعب أن نخسر أعزاء بفيروس. أتمنى أن نتخطى الصفحة ونطويها ونعود إلى التعامل مع بعضنا، ومع الكائنات والطبيعة باحترام لأننا (فظّعنا) في الكوكب وأسأنا إليه وحان الوقت لأن نتأمل ونعيش بسلامٍ مع محيطنا وبيتنا وحياتنا».الممثلة ورد الخال من الأشخاص «البيتوتيين» الذين لم يتأثروا سلباً بالجلوس في المنزل، وهي وجدت أن أزمة «كورونا» رغم سلبياتها، قربّت أفراد العائلة الواحدة من بعضهم البعض، مُحَقِّقَةً هدف البشرية بالاستمرار كرجل وامرأة وأطفال.وقالت ورد الخال: «كنا نمكث في البيت قبل إعلان الطوارئ. توقّفنا عن العمل، والتزمنا بالحجر الخاص. والمكوث في المنزل أمر مفيد، وهناك أشياء كثيرة يمكن أن أقوم بها كالقراءة، مشاهَدة التلفزيون، إعداد الطعام، ممارسة الرياضة والمشي في الهواء الطلق».وأضافت: «كل عائلتي ملتزمة بالجلوس في البيت، وهذا أقلّ ما يمكن أن نفعله في ظل الظرف الصعب والخطير الذي نعيشه جميعاً، والذي لا حلّ له سوى الالتزام بالبقاء في المنازل. عادةً نحن لا نغادر البيت إلا للتسوّق، ولسنا من النوع الذي يتحمس لشراء حاجياتنا بشكل دائم، بل نفعل ذلك عند الضرورة القصوى، وننتظر حتى ينقصنا الكثير من الأغراض».كما أشارت إلى أننا «نعيش حالة قلق، بانتظار ما الذي يمكن أن يحدث لاحقاً وكيف يمكن أن تنتهي الأزمة، وما الحل. نسمع الكثير من التحليلات وآراء الأطباء، وما نسمعه لا يجعلنا نشعر بالتفاؤل على المدى المنظور. لا أعرف إلى متى سيستمرّ هذا الوضع. وما تمرّ به البشرية اليوم، لم يحصل إلا في أفلام السينما. لكنني لا أشعر بالملل، كذلك أهلي وزوجي لأننا بيتوتيون. الجلوس في المنزل لا يُعدّ مشكلة بالنسبة إلينا، ولولا واجباتي الفنية، لكنتُ أمضيت غالبية وقتي في البيت».وتابعت ورد الخال: «أتمنى على الناس ألا يتهوّروا وأن يلتزموا بالاحتياطات الضرورية التي تَحَدَّثَ عنها المختصون والدولة. التوعية جيدة على وسائل الإعلام، ولكنني لا أعرف لماذا لا يتعاطى معها الناس بجدية. مصيرنا ومصير أولادنا وأهلنا على المحك، وهذا المرض ربما كان سبباً كي يتدخّل الناس في شؤون الآخرين، وأن يحافظوا على النظافة. في المقابل، كما أن (كورونا) شكّل ضربةً للكرة الأرضية المبهورة بعصر السرعة والتكنولوجيا، فإنه ساهَمَ أيضاً في تقريب العائلات من بعضها من خلال الجلوس في المنازل وعرّف أفرادها على المعاني الكبيرة للإنسان والإنسانية وجعلَهم يتأملون ويعرفون قيمة البيت والعائلة. (كورونا) فرّق بين الناس، ولكنه في المقابل، ساهم في التفاف الأسرة الواحدة في البيت الواحد، وهذا هو هدف الإنسانية، بأن يكون هناك رجل وامرأة وأطفال كي تستمر الإنسانية».الفنانة رويدا عطية وجدتْ أن السنة الحالية حملتْ معها الكثير من الأحداث الغريبة، وقالت: «منذ بداية العام تحصل حول العالم أحداث غريبة جداً: (كورونا)، حرائق، تغييرات غريبة في الطقس». وأشارت عطية إلى أنها تلتزم الجلوس في البيت كسائر الناس «ولا أغادر المنزل إلا عند الضرورة، وعندما أُعلنت التعبئة العامة أمّنتُ كل حاجياتي الضرورية ولذا نادراً ما أغادر البيت حالياً».وعن الاحتياطات التي تلتزم بها، قالت: «أتمنى ألا يصدّق الناس كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الإعلام، لأن غالبيته غير حقيقي، وأن يلتزموا بما يصدر عن منظمة الصحة العالمية. الوقاية ضرورية ولكن ليس إلى حدّ الهوس، ما دمنا نلتزم في بيوتنا بالنظافة. حتى طرق العدوى، يتحدث عنها البعض بشكل مبالغ فيه».وإذ دعت إلى تجنّب الخوف والقلق، لفتت إلى أن «الرعب يقلّل المناعة عند الإنسان، وحتى الإصابة بالزكام تجعلنا نفكر بأمور غير حميدة».كذلك أشارت عطية إلى أنها لا تشعر بالملل «نحن نعيش حالة طوارئ، ولا يحق لنا أن نفكر بهذه الطريقة. وعادة أمضي وقتي بالاهتمام بابني، مشاهدة التلفزيون، وإعادة مشاهدة بعض المسلسلات»، مضيفة: «أريد أن أقول للناس: مهما أتى من الله ففيه خير لنا. البعض لم يكترث بكورونا، ولذلك تفشى عندهم المرض، لأنهم تعاملوا معه على أنه كالرشح، الأمر الذي تسبّب بموت الكثيرين على وجه الكرة الأرضية، لذا أتمنى على الجميع الالتزام بالاحتياطات اللازمة، والتسلّح بالإيمان القوي، والقول الحمد لله، لأن الله فضّلنا على الكثيرين غيرنا، وأمدّنا بالصحة بالرغم من انتشار هذا الوباء، أما مَن يصاب به فتلك مشيئة الله. أتمنى أن تمضي الأزمة على خير، وأن تعود حياتنا كما كانت، بل أفضل».من جهتها، أكدت الفنانة رولا سعد أنها التزمتْ البقاء في البيت عندما صدر قرار وقف حركة الطيران وإعلان حالة الطوارئ الصحية، وأضافت: «قررتُ أن أبقى في البيت مع شقيقتي وأولادها، كما هي حال كل الناس، وتمضية الوقت بالقراءة، ومشاهدة التلفزيون. أما الأولاد، فيتابعون دروسهم أونلاين، في حين أن شقيقتي تزاول عملها من البيت. الوضع الذي نعيشه خطير وحساس ولا يحتمل المزاح أبداً».وأكدت «أن القلق موجود وسببه عدم التزام بعض الناس واستخفافهم بتداعيات هذا الوباء»، معتبرة أن «هذا يُعدّ نوعا من الغباء، لأن الأمر لا يتعلق بصحة الشخص نفسه، بل بصحة الكبار والصغار والأهل والأصدقاء، أي بمَن نحبّ».وأوضحت سعد أن «الجلوس في البيت لا يزعجني ولا يصيبني بالملل، لأن الوقت مع عائلتي هو من أجمل الأوقات بالنسبة إليّ، كما أنني أستغلّ الفرصة وأحضر لبعض الأعمال من خلال التواصل مع الآخَرين عبر الهاتف».الممثلة سينتيا صموئيل تُمْضي وقتها في زمن «كورونا» في البيت «إلا في حال ارتباطي بالتصوير. وعادة أمضي وقتي بمشاهدة الأفلام أو تنظيف البيت. أبْعد مشوار عندي يكون من الغرفة إلى المطبخ».أما عن طرق الوقاية التي تعتمدها، فتقول: «أحاول قدر المستطاع تناول الأطعمة الصحية والفيتامين C، كما أرتدي القفازات والكمامة، وأمارس الرياضة لأنها تقوي المناعة، والأهمّ من كل ذلك أنني أحاول أنّ أظل إيجابية».وأوضحت أنها لا تشعر بالخوف أبداً، وقالت: «أتواصل بشكل دائم مع أصدقائي الأطباء في أميركا، وهم يخبرونني أن المناعة القوية تمنع أي تأثير لفيروس كورونا».وأضافت صموئيل: «لا أشعر بالملل، وأحاول أن أمضي وقتي بالطبخ والتسلية عبر السوشيال ميديا، كما أشغل نفسي بأشياء مهضومة، وأستغلّ جلوسي في البيت لقضاء وقت أكبر مع عائلتي».
فنون
استطلاع / «الراي» تحدّثتْ إلى عدد منهم حول يومياتهم في زمن «التعبئة العامة» بلبنان
نجوم في ظلال «كورونا»... كيف يعيشون خلْف الأضواء؟
03:32 م