بعد أن تمنت الأفضل، استعدت حكومتنا للأسوأ أو أي طارئ يحدث وأمّنت مخزون غذائي وطبي لفترة طويلة. عم الهدوء في الشارع وتلاشى الهلع الذي أصاب البعض، وتسابق الناس إلى التطوع والتبرع لحملة مكافحة «كورونا».ولكن هناك وباء جديد بدأ في التفشي، ألا وهو وباء الإشاعات، منها ماهو بسبب حب الظهور أو من أجل إرباك الصفوف. وأصبح كل من يمسك الهاتف النقال أو يقف خلف المايكروفون، أو أمام الكاميرا يُسفّه الإنجازات الحكومية ويضخم هفواتها.يتصيدون أخطاء الوزراء ويسخرون من النواب. وهؤلاء يحتاجون إلى محجر، ولكن في الطب النفسي. فإن وجد لـ«الكورونا» دواء فالحماقة أعيت من يداويها.ولكن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح والسادة الوزراء، لا يلتفتون إلى هؤلاء، بل عليهم استذكار دور أهل الكويت شعباً وحكومة، وما قاموا به بعد تحرير البلد من الغزو البعثي الغاشم. فأعيد إعمار البلد بالكامل، وأطفئت مئات الآبار، التي احرقها الغزاة قبل انسحابهم. بأيدي شباب كويتيين وإشراف المهندسة سارة أكبر، مخيبين ظن بعض من قال إن إطفاء هذه الآبار يحتاج مئات الملايين من الدنانير وسنوات طويلة. ولكنّ الكويتيين وبأقل وقت وكلفة اطفأوها.ثم عاد طلابنا إلى المدارس، وغطوا مناهج سنتين دراسيتين في سنة واحدة، وعلى أيدي مدرسينا واستطاعت اللجان التكافلية أن تدير شؤون البلد، من خدمات وتموين وعلاج، وعندما عاد أمير القلوب الى بلده، كان في استقباله ولي عهده الأمين الشيخ سعد العبدالله رحمهما الله وادخلهما فسيح جناته.والكويت اليوم هي بلد الإنسانية ويحكمها أمير الانسانية، فلا عجب إن تجاوزت المحنة وانتصرت في معركة «كورونا»، فأهل الكويت دائماً غير.