فيما يضاعف المتخوفون من فيروس كورونا احتياطاتهم، بالانعزال في المنازل تارة، واللجوء إلى أدوات التعقيم تارة أخرى، برز دور الأطباء «البدون» إلى جانب الكويتيين في الصف الأول لمجابهة الفيروس في المطار لفحص القادمين، وداخل المستشفيات، وفي مواقع الحجر الصحي، حيث المخالطة المباشرة مع المصابين، في تضحية وطنية وإنسانية تفاعل معها المجتمع للنظر في مسألة تجنيسهم تحت بند «الأعمال الجليلة».وأطلق الناشط أنور الفكر مبادرة بحصر أسماء الأطباء والممرضين والصيدلانيين من «البدون» لرفع قائمة بأسمائهم للقيادة السياسية للنظر في أمرهم، حيث حصر 970 منهم حتى أمس، وقال إنه «نظراً لما تمر به البلاد في العالم أجمع من ظروف صحية صعبة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن مرض فيروس كورونا قد تسبب في وباء عالمي، إلى جانب ما تشهده المجتمعات من حاجة ماسة إلى الكوادر الفنية والطبية، التي تعتبر الأول والأهم في التصدي لهذا الوباء وحماية أرواح الناس، سواء أكانوا مواطنين أو وافدين أو من فئة إخواننا الكويتيين البدون، فإن ذلك يحتم علينا أن نبادر لما فيه من مصلحة قومية و وجدانية ووطنية تعود بالنفع والخير على بلدنا».وأضاف الفكر لـ«الراي»، ان «المبادرة تقوم على حصر أسماء وبيانات الكادر الطبي في صفوف إخواننا الكويتيين البدون، الذين تكفلت الدولة بتعليهم وتدريسهم في مدارس وجامعات الكويت، وأنفقت عليهم حتى يكونوا اليوم صمام أمان للمنظومة الصحية والمجتمعية». وأشار إلى أن «المبادرة انطلقت من رحم قانون الجنسية الذي ينص في المادة الخامسة أنه يمنح الجنسية لكل إنسان قدم خدمات جليلة عادت على البلاد بالخير والنفع»، مردفا أنه «لم نجد اليوم أكثر من وقوف أبناء الكويت من البدون على الخط الأول في مواجهة هذا الوباء متطوعين للدفاع عن الكويت وشعبها ومخاطرين بصحتهم و أرواحهم وسلامة عوائلهم بكل همة وطنية عالية، فقد كانت الكويت لهم هي المحيا والممات».وعن أعداد وتخصصات الكادر الطبي من «البدون»، قال الفكر «حصرنا الكادر الطبي البالغ عددهم 970 حتى ظهر الخميس (أمس)»، مبينا أن «المتفاعلين مع المبادرة من مختلف التخصصات سواء الأطباء والممرضين والمسعفين وأطباء الأسنان وفنيي المختبرات، بالاضافة إلى السجلات الطبية والإداريين». وحول مصير قوائم المسجلين في المبادرة، بيّن أنه «سيتم إعداد قوائم شرف للذين قدموا خدمات جليلة في هذه الأزمة وسنرفعها إلى السلطات المختصة بما فيها الديوان الأميري للنظر في إمكانية منحهم الجنسية الكويتية».وبيّن الفكر أن «المبادرة لا تسعى إلا لتطبيق القانون، استنادا إلى المادة 5 من قانون 1959 بمنح هؤلاء الأبطال من شباب وشابات الجنسية الكويتية»، آملاً أن تحظى المبادرة بعطف ورحمة وحكمة القيادة السياسية على أبنائهم من الكويتيين البدون والتيسير عليهم، حتى نصل في النهاية إلى مبتغانا الإنساني والوطني لحل القضية.