أفتى أحدهم بعدم جواز إغلاق المساجد في الكويت، واستشهد في فتواه بالآية: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى? فِي خَرَابِهَا أُولَ?ئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ». 114سورة البقرة. وإني أخالف صاحب هذه الفتوى، التي قد تُسبب فتنة بين الناس، وفتواه تلك جاءت بعد أن قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت بنشر فتوى لها تجيز للضرورة إغلاق أبواب المساجد موقتاً عن المصلين والاكتفاء فقط برفع الأذان، وذلك لما فيه مصلحة عامة للمواطنين والمقيمين في هذا البلد، لكي يتجنبوا شر مرض فيروس كورونا. ولقد تبع الكويت في تلك الفتوى، ذلك الإجراء الاحترازي الصحي، الكثير من البلدان، حيث أفتى أهل العلم في السعودية بمثل ذلك، وتم تطبيقه عندهم، وكذلك في باقي الدول الخليجية، وكذلك مؤسسة الأزهر المصرية أفتت بجواز ذلك وقامت بإلغاء صلاتي الجمعة والجماعة في كل المساجد بمصر... وغيرها من البلدان.ولقد ذكر الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه سِير أعلام النبلاء (18/‏‏ 311)، أن في عام 448 هـ، وقع في مصر والأندلس قحطٌ ووباءٌ كبير، لم يُعهد قبله مثله، حتى بقيت المساجد مغلقة بلا مصلِّ، وسُمي عام الجوع الكبير.وقال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب الحج في صحيح البخاري: «إغلاق الكعبة والمساجد للحاجة لا بأس به، ولا يقال هذا من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، لأن هذا لحاجة أو مصلحة أو لضرورة أحياناً، فلا حرج».?فاللهم وفق وسدد بلادنا وباقي بلاد المسلمين وباقي الدول لكل ما فيه خير وصلاح يعود نفعه على الشعوب، ويجنبها شر الأمراض والزلازل والحرائق وباقي النوازل.