أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور نايف المطوع، أن لا ذنب لأي جالية بانتشار فيروس «كورونا» المستجد «ولا يحق لنا التراشق اللفظي في السوشيال ميديا»، مشيراً إلى أن نظرية المؤامرة في استيراد الوباء ليست في الكويت فقط، «بل حتى في أميركا هناك تنمر على القادمين إليها من الصين».وشدد المطوع، خلال استضافته في برنامج «عشر إلا عشر» مع رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم على قناة «الراي» الفضائية مساء أول من أمس، على ضرورة تجنب الانفعال والتوتر والعصبية لأنها تقلل من مناعة الجسم، داعياً إلى تهيئة أبنائنا إلى استقبال أسوأ الاحتمالات وهي إعادة العام الدراسي والتأخر سنة في التخرج.وتحدث عن القضايا المرتبطة بفيروس «كورونا» وأثرها النفسي على الأسر والأبناء، مؤكداً أن هناك انعكاسات طالما وضع الشخص بموضع لم يعتد عليه، وهذا ينعكس على العلاقة بين الزوج والزوجة والأب والأبناء والأخ وأخيه، ويجب المواجهة بتقبل أسوأ الاحتمالات.وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
? لنبدأ من حيث التوتر والتراشق اللفظي الذي بدأ كويتياً - كويتياً ثم تحول إلى كويتي - مصري بشكل ملحوظ في السوشيال ميديا، لماذا يحدث كل هذا في ظروف تحتم علينا الهدوء والتعقل؟- الناس بشكل عام تخاف من المجهول، والعصبية تولد شعوراً بالسيطرة على الوضع، ولكن سيطرة ليست فعلية، وفي السياسة أيضاً كذلك، ونظرية المؤامرة القائمة على استيراد البعض للوباء، ليست قائمة في الكويت فقط، وإنما في أميركا أيضاً، حيث يوجد تنمر على القادمين من الصين، وحين نرى تنمر بعض أعضاء مجلس الأمة على الوافدين، ندرك أنها سياسة للوصول إلى المجلس، لأن هناك أشخاصاً بهذا التفكير، ولكن لا يحق لنا محاربة جالية معينة، أو أن نعاقبها لانتشار هذا الوباء.? الضغط النفسي يتولد اليوم على الأسرة في ظل وجود الأبناء في المنزل، هل له انعكاسات أسرية في الداخل؟- بالتأكيد هناك انعكاسات طالما وضع الشخص بموضع لم يعتد عليه، وهذا ينعكس على العلاقة بين الزوج والزوجة والأب والأبناء والأخ وأخيه، ولكن أعتقد أنه يجب المواجهة بأسوأ الاحتمالات، وهي توقع أن الكل سيبقى لإعادة العام الدراسي، ويجب وضع هذا الشيء في مخيلتنا، وهذا هو التفكير العقلاني، حيث يجب أن نهيئ أنفسنا للأسوأ، خاصة أن العصبية تعرضنا إلى فقد المناعة... وهي فرصة للتلاحم الأسري، وهناك درس من وراء هذه الأزمة، ويجب تعليم أبنائنا كيف يواسون أنفسهم، خاصة أن ثقافة النوم معدومة لدينا، وهذه فرصة للتقليل من دلع أولادنا.? الأم المتوترة في تدريس أبنائها، ماذا تفعل كي لا تنقص مناعتها؟- كل شخص لديه قدرات معينة، ليست كل أم تستطيع التدريس، وليس كل طفل يتقبل التدريس من أمه، ولكن يجب أن تبين له أنها تحبه مهما حدث، لأنه ولدها، ويسعدها أن ينجح ويتفوق ويسوؤها أن يرسب، وأن حبه في قلبها ليس مرتبطاً بأي شيء آخر.? ما رأيك بمقترحات وزير الإعلام السابق في شأن العام الدراسي، هل هي معقولة؟- معقولة لبعض الطلبة، وغير مناسبة لطلبة الطب مثلاً أو الهندسة، ولا يمكن أن نتصور وقف الدراسة لهؤلاء ومنحهم الدرجات، ويدخلون سنة ثالثة ورابعة طب أو هندسة، ما هذا الدكتور أو المهندس الذي فقد هذه الأشهر من الدراسة، التي تحتاج إلى التفاعل مع الدكتور والمدرس، ولكن من وجهة نظري، ماذا يحدث لو الكل عاد السنة وتأخر عاماً إضافياً في التخرج؟? هل التعليم أون لاين ممكن أن يؤدي الدور؟- ممكن إذا كنا مهيئين لهذا الأمر، وفي (جامعات) كولومبيا وهارفرد تحولوا إلى التعليم الإلكتروني، ولا أعلم إذا كانت جامعة الكويت مهيأة لذلك، وإن كان هناك أون لاين، يجب وجود الدكتور على الشاشة كي يتفاعل معه الطلبة.? هناك آثار وضغط نفسي شديد لدى الطواقم الطبية الموجودة في خطوط المواجهة، كيف يواجهون هذا الضغط؟- هذا ظرف استثنائي، ونحو 40 في المئة من الحالات التي تتردد لدي في العيادة، لو أخذت وقتها الكافي من النوم لانعدمت مشكلاتها، حيث يجب أن ننام في الليل 8 ساعات كاملة، وأنا مع أبنائي سمح في كل شيء، إلا في النوم ديكتاتور وهناك حوادث كثيرة في أميركا بسبب قلة النوم.? والضغط على الموجودين في المحجر الصحي... هل هناك معاملة خاصة لهم؟- المحجر لا بد منه لسلامة الشخص والشعب عامة، ولكن هناك تبعات لهذا الشيء، والدراسات تؤكد أنه في أزمة انفلونزا الطيور، 10 في المئة من الطاقم الطبي أصيبوا بأعراض ما بعد الصدمة، وفي هونغ كونغ 240 شخصاً، (40 في المئة) أصيبوا بهذه الأعراض، وهي أعراض تكون بين التوتر والاكتئاب، نظراً لتغير موضع البيئة على الإنسان. وقد أصيب كثير من الكويتيين بها خلال فترة الغزو.? هناك طلبة وسياح انقطعت بهم السبل عن العودة هل يقعون تحت ضغط نفسي؟- بالطبع ولكن الأزمة إذا كانت مشتركة ممكن أن يتجاوزها الإنسان.? في ظل العادات والسلوكيات التي أصبحنا نتبعها في هذه الأزمة، هل من الممكن أن تؤدي إلى وسواس قهري؟- تعريف الوسواس القهري هو وجود طقوس معينة لدى الشخص، إذا لم يقم بها فسيؤدي إلى التوتر، وهو ينقسم إلى طابع جنسي أو نظافة أو ديني، وهناك حالات أخرى أيضاً ونحو 18 في المئة من أي شعب لديهم توتر، وقد تؤدي الأزمة إلى حدوث الوسواس لدى البعض وقد لا تؤدي.? كيف تتم المحافظة على حياة الأزواج المصاب أحدهم في ظل تفشي الكورونا؟- يجب الخروج من الشعور السلبي غير الصحي، إلى الشعور الصحي، لأن المشكلة تقع في 4 عوامل (عصبية- اكتئاب- ذنب- توتر)، وهذه العوامل تشغل الجهاز العصبي، ويجب رفض الاعتقادات التي تنفر وتجنب التوتر المرضي.