مفردات جميلة المتأمل لمعانيها وماهيتها وإشاراتها يشعر بمزيد من الارتياح، هي الأسماء، والمتأمللماهيتها وتتبعها يجد كثيراً من الفكر فيها ولكل شعب وأمة سبل في أسمائها يقولون إن العرب قبل الإسلام كانوا يطلقون الأسماء الصعبة على أبنائهم والمشرقة على عبيدهم لأنهم يقولون إن عبيدهم لهم وأبناءهم لأعدائهم، إذا نشبت الحرب وأصبح أبناؤهم أسرى عند الأعداء فإن تلك الأسماء تكون صعبة على أعدائهم أما عبيدهم فإنهم ينادونهم بأسماء مشرقة حتى يشعروا بالتفاؤل، ثم أشرقت الدنيا بنور الإسلام القويم وأتى رسول الرحمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فأصبحت الأسماء كلها طيبة وخلاقة، حيث ازدهرت في النفوس خير الأسماء ما حمد وعبد.وهكذا فإن الأدب العربي يعج بارتباط الآباء بأسماء أبنائهم، فهذا أحدهم فقد ولده وقرر ألا يخرج من المنزل حتى لا يكنى باسم ولده، فأنشد يقول:كيف السلو وكيف أنسى ذكرهُوإذا دعيت فإنما أدعى بهكثيرة هي قصص الأسماء واعتزاز الآباء بأسماء أبنائهم والعكس صحيح.أتذكر قصة حدثت لي في هذا الصدد كنت في مقابلة إذاعية في برنامج استراحة الظهيرة، الذي يبث من الإذاعة وقبل أن أتوجه للقاء أخبرت والدي رحمة الله عليه حتى يتسنى له متابعتي والذي أجرى اللقاء هو الاستاذ سعد الفندي مدير الإذاعة حالياً، فلما انتهى اللقاء رجعت المنزل وسألت والدي حتى أطمئن لإشاراته الطيبة فأخبرني بأنه استمع للقاء ولكن همس لي قائلاً: ما اسم أبيك؟لم أسمعه ولو سمعته لزادني اعتزازاً فقررت أن يكون اسم والدي متلألئاً في جميع مقابلاتي الإذاعية والتلفزيونية وعلى جميع كتبي التي ألفتها في نطاق الحياة العامة أو الكتب المدرسية، وكان ذلك يشعرني بمزيد من الارتياح ولا يسعني في هذه المقالة إلا أن أشكر جميع الإعلاميين الذين ارتاحوا لفكرتي، وشددوا على توضيح اسم والدي وأذكر منهم الإعلاميين المتألقين: حسين الملا علي وأمل عبدالله وعلي حسن ويوسف مصطفى ونظيرة العوضي وسعد الفندي واخيراً الاستاذ أحمد درويش، الذي أجرى معي مقابلة يوم الإثنين الماضي في برنامجه «ذكريات من الإذاعة»، قصة كلما تذكرتها أتذكر ذلك الارتباط الوثيق باسم والدي حمود.ما أجمله من اسم وما أحسن معناه وما أبهى صفاته أحبه وأحب كل اسم يشابهه أو يوافقه أو يكون منه مدانياً.رحمك الله يا أبي حمود الذي جعلت لاسمك مكانة في قلبي، وانشداداً إليه كانشداد أهل هذه الديرة لأسماء آبائهم التي تنبئ عن إشارات الخير والتفاؤل والدلالة على الهدى.عزيزي القارئ ولبعض الأسماء سمات ممقوتة في القلب، إذا مرت عليه فإنه يستشعر بالألم والخوف كأسماء الظالمين والمعاندين وأصحاب الضمائر الجدباء والقلوب القاحلة.وأسماء الأمراض التي تسبب الخوف وتثير الهلع كمرض كورونا المستجد كوفيد 19، إنه وحدّ العالم بالخوف وجد المجدون في محاربته، ووضعوا الوسائل المختلفة للحد من انتشاره والقضاء عليه.ونحن في هذه الديرة الطيبة شمر الجميع عن سواعد الجد من أصحاب العلاقة في الوزارات المختلفة، من أجل حماية أمهم الكويت وأبنائها من خطر هذا الوباء.فبارك الله في جهودهم المخلصة وقلوبهم الطيبة وإشاراتهم المفعمة بمزيد من الخير حتى تحلو الأيام بالصحة وتتبدد الآلام ويعيش الناس حياة هانئة خالية من الأسقام، وهم يجدون ويفكرون في إسعاد هذه الديرة وأهلها، ولا يلتفتون إلى ما نشر في السوشيل ميديا من أفكار هدامة ونزعات لا تمت عن سمات أهل هذه الديرة الطيبة، إنما أهلها وحدة واحدة تنصهر جميع طوائفهم واتجاهاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم في بوتقة أمهم الكويت.وإذا مرضت من الذنوبفداوها بالذكر إن الذكر خير دواءالسقم بالأبدان ليس بضائروالسقم في الأديان شر بلاء
مقالات
حروف باسمة
أسماؤنا
04:24 ص