ألقى فيروس «كورونا» بظلاله على دوامات الموظفين، أمس، بعد عطلة الأعياد الوطنية، حيث رفع الموظفون شعار «السلام من بعيد» لبعضهم البعض، فيما اتخذت إدارة مجمع الوزارات إجراءات احترازية من خلال فحص الموظفين والموظفات عند بوابات المجمع منذ الصباح الباكر، وإلزام الجميع بوضع الكمامات التي تذمر منها البعض وأبدى تضايقه منها خلال العمل «ولكن للضرورة أحكام».وفي حين انتظم غالبية الموظفين في المبنى الرئيسي للوزارة بأعمالهم، وبدا النشاط والحيوية على الموظفين، إلا أن فيروس كورونا كان العنوان الأبرز في أحاديث الموظفين والمراجعين، حيث عبر عدد منهم عن توجسه وخشيته من انتقال العدوى من زملائهم أو المراجعين، لينتهي بهم الحال إلى التأكيد أن «الحافظ الله».«الراي» رصدت، خلال جولتها بين الوزارات داخل المجمع، التزام القياديين بالحضور باكرا وتكليف المديرين ورؤساء الأقسام باعتماد كشوف حضور وانصراف الموظفين، في حين دبت الحركة سريعا من قبل المراجعين في أروقة المبنى لإنجاز المعاملات، خاصة بعد العطلة التي استمرت نحو أسبوع كامل.وعن الاجراءات عند مدخل المجمع وداخل الوزارات، أشاد الموظف عبدالله الظفيري، بخطوة فحص الموظفين عند دخول المبنى إلا أنه أحدث طوابير من الموظفين للدخول إلى مقار عملهم. وأشار الظفيري إلى أن العديد من الموظفين يشعرون بحالة من القلق من احتمالية انتقال العدوى سواء من المراجعين أو زملائهم، مردفا «متضايقين من لبس الكمام (والقلفز) لكن الشكوى لله، وخاصة أن الصحة أولى بالاهتمام»، آملا بوجود فرق تجول داخل الإدارات للفحص العشوائي سواء للمراجعين أو الموظفين.من جانبه، قال الموظف نواف العتيبي إن لبس الكمامات الطبية، أمر لم يعتد عليه الكويتيون، «أنا إذا لبست كمامات، الكل رح يضحك عليّ»، ولكن وضعها أمر ضروري جداً خاصة أنها تمنع (حبة الخشم)، فيما رأى طلال المطيري أن المؤسسات الحكومية تختلف بطبيعة عملها عن الخاصة، وأن الموظف قد يضطر للاختلاط بشكل أكبر ويومي مع المراجعين لتسهيل معاملاتهم وخدمتهم، وأنه في طبيعة الحال عدد الموظفين يكون أكبر من الشركات الخاصة، ما يشكل تجمعات كبيرة حذرت منها وزارة الصحة للوقاية من المرض، والإصابة بالفيروس.وقالت شيماء، التي تعمل في إحدى الشركات النفطية التابعة للقطاع الخاص، إنها لاحظت أن الشركة اتخذت الإجراءات الوقائية الأولية لمنع انتشار الفيروس، مثل إلغاء البصمة واستبدالها بالتوقيع على ورقة تسجيل الحضور والانصراف، وإلزام الموظفين المسؤولين عن تجهيز المشروبات والوجبات الخفيفة بارتداء قفازات وكمامات طول فترة العمل.ورأت شيماء أن جميع تلك الخطوات الوقائية غير كافية، وأن استبدال البصمة بالتوقيع قد يعرض الموظفين للمخاطر ذاتها، وذلك من خلال استخدامهم جميعاً لقلم واحد، والتوقيع على ورقة واحدة، واضطرار جميع القائمين على العمل للتعامل مباشرة مع بعضهم البعض، ما يشير إلى أن جميع تلك الإجراءات غير فعالة، وغير منطقية.من جهتها، اعتبرت أم بدر، الموظفة في القطاع الخاص، أن اتخاذ الدولة لقرار تعطيل المدارس للحد من انتشار كورونا، وعدم تطبيق نفس القرار على الموظفين الذين يعتبرون أولياء أمور هؤلاء الأطفال، أمر غير منطقي، لافتة إلى أنه من المرجح جداً أن يصابوا بالفيروس في مقر العمل وينقلوه للمنزل وللأطفال، الأمر الذي يؤكد ضرورة تطبيق القانون على جميع الدوائر الحكومية، والشركات والمؤسسات الخاصة.كما أوضحت أم يعقوب، الموظفة في القطاع الخاص أيضا، أن الأمور طبيعية جداً ولا داعي للقلق المبالغ فيه، وأن الجميع ملتزم بالدوام ولا وجود لحالات غياب، مضيفةً أن الأغلبية لا يضع الكمامات ولا يرتدي القفازات الطبية، ما يدل أن الوضع مطمئن وأن الحكومة الكويتية نجحت في السيطرة على المرض.

مشاهدة

«التوقيع»... فرصة للتنسيقأسرّ عدد من الموظفين أن «عودة» التوقيع على كشف الحضور والانصراف فرصة لـ«التقسيمة» بين الموظفين من خلال التنسيق مع مسؤوليهم المباشرين، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.

روح وطنيةقال المراجع أحمد حسين إنه وجد غالبية موظفي الوزارة التي يراجعها موجودين وعلى أهبة الاستعداد لخدمة المراجعين، ولم يتأثر الجو العام من فيروس كورونا مع روح العمل الوطنية لدى الموظفين، إلا أنه خشي من انتقال العدوى وحرص على ارتداء ما يؤمن له سلامته.