طرح قرار المجلس الأعلى للبترول الأخير بخصوص تمديد إستراتيجية الكويت النفطية لإنتاج 4 ملايين برميل يومياً في 2040، بعدما كان المستهدف 2020، العديد من التساؤلات أبرزها ما يتعلق بقدرة الكويت على بلوغ هذا الإنتاج؟ وأسباب هذا القرار؟ وفي هذا الخصوص التقت «الراي» رئيس شركة نفط الكويت الأسبق، وصاحب مبادرة الكويت عاصمة النفط في العالم، المهندس أحمد العربيد، والذي كشف أن مخزون النفط الإستراتيجي في الكويت حتى الآن 120 مليار برميل، قائلاً، «الكويت تعوم على بركة من النفط».وأضاف العربيد الذي يعد من ذوي الخبرات الكويتية المخضرمة التي رسمت ملامح الشركة النفطية الأم في بدايتها «أراهن أن حقول الكويت قادرة علي إنتاج يصل إلى 8 ملايين برميل يومياً ولكننا عاجزون». وفي ما يلي نص اللقاء:• برأيك هل تتمكن الكويت من تحقيق إنتاج يعادل 4 ملايين برميل يومياً في مطلع 2040؟- الكويت بلد نفطي ومن أولى الدول التي استكشفت النفط في أوائل القرن الماضي، ولا تزال تستكشف الكثير من النفط في أراضيها، وقد تجاوز مخزون النفط الإستراتيجي حتى الآن 120 مليار برميل.فالكويت تعوم على بركة من النفط كما وصفها الجيولوجيون الإنكليز في رحلتهم الى البلاد عام 1903 على ظهر السفينة الحربية البحرية الإنكليزية التي قامت بالبحث عن النفط في الكويت، وأكدت البحوث والاستكشافات ذلك.وفي هذا الخصوص، أود الإشارة إلى أننا عندما كنا نعيش على تجارة اللؤلؤ لم نكن نعرف أن تحت أقدامنا نفطاً، واليوم عندما علمنا لم نعرف كيف نستخرجه.وهنا أقول للكويت «قليل من التواضع يقود لكثير من الخير، فانظروا حولكم، فإن وجدتم دولة نفطية واحدة لا تستعين بالشركات النفطية العالمية فأنتم على حق وأنا على باطل. لماذا نهرع للعلاج في الخارج بينما نرفض علاجاً لحقولنا ممن هو من الخارج، فهذا ثروة بشرية وذاك ثروة معيشية».• وهل حقول الكويت قادرة فعلياً على إنتاج 4 ملايين برميل يومياً؟- أراهن أنها قادرة على أكثر، حيث قد يصل الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يومياً ولكننا عاجزون.• كيف يُحدّد الإنتاج النفطي المطلوب؟- تبدأ هذه العملية بقيام مؤسسة البترول بالتنبؤ بالقدرة الإنتاجية لـ «نفط الكويت» للسنوات المقبلة، ومتطلبات السوق العالمية، وعليه يُحدّد مستوى الإنتاج المطلوب. وفي 1991 بعد الغزو العراقي الغاشم، أجرت المؤسسة و«نفط الكويت» دراسات مكثفة تهدف إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بحقول النفط لتحديد قدرتها على الإنتاج، وقد أثبتت الكويت قدرتها على المحافظة على حصتها «الكوتا» في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط «أوبك»، والتي كانت تقدّر وقتها بمليوني برميل يومياً. واستدعت المؤسسة و«نفط الكويت» خبراء وبيوت خبرة متعددة للاسترشاد والتنبؤ بحجم الإنتاج المطلوب من الكويت للاستهلاك العالمي والمحلي، وتم الاتفاق على أن يكون الإنتاج 3 ملايين برميل يومياً، وكان واضحاً أن على الكويت تطوير حقولها وإضافة مليون برميل يومياً إلى السوق العالمية.وكان الخيار تحقيق زيادة الإنتاج المطلوبة بالاستعانة بشركات نفطية عالمية متمرّسة بطرق الإنتاج التي تتناسب مع حقول شمال الكويت، لكن ذلك لم يلق نجاحاً في مجلس الأمة، فتأخّر تطوير إنتاج المنطقة الشمالية، وبدلاً من إنتاج المليون برميل الإضافية في 2000 استمر العجز في الإنتاج للوصول إلى 3 ملايين يومياً حتى هذا اليوم، ما أدى إلى ظهور العجز المالي في الميزانيات العامة في السنوات التالية.• ما دور «أوبك» في تغيير عقود الشركات النفطية؟- لعبت دول المنظمة دوراً أساسياً في تغيير عقود الشركات النفطية العالمية من خلال التأميم وعقود المشاركة والخدمات، فأصبحت لمصلحة الشعوب.ومثال على ذلك، العقد الذي تم إعداده لتطوير حقول شمال الكويت، والذي يحقق للدولة أرباحاً بنسبة 93 في المئة، والباقي للشركة. وتم تفويت فرصة في مشروع تطوير حقول شمال الكويت مادياً وفنياً، إذ كان يمكن الحصول على تطوير فني يرفع من عمر الحقل عشرات السنوات الأخرى.