فيما تزداد ملامحُ الاستياء السياسي - الشعبي في لبنان، من التراخي الرسمي بإزاء التعاطي مع فيروس كورونا المستجد في ظل تقديم الاعتبارات السياسية على الصحية لجهة المضي في استقبال الرحلات من إيران خصوصاً وعدم حظر السفر منها وإليها وعدم وضع ضوابط صارمة لعمليات الحجر المنزلي، ناهيك عن الحاجة إلى تحديث يومي لخريطة المدن الموبوءة في العالم وما يستتبع ذلك من ضرورة اعتماد التدابير المناسبة، أعلنت وزارة الصحة عصر أمس، «تسجيل حالة ثانية مثبتة مخبرياً مصابة بالفيروس، لدى لبنانية وصلت من إيران، على متن الطائرة ذاتها التي أقلت الحالة الأولى.وأكدت في بيان «تسجيل حالة ثانية مثبتة مخبرياً مصابة بفيروس الكورونا المستجد كوفيد-19»، موضحة أن المريضة كانت في زيارة دينية لإيران وعادت إلى لبنان في 20 فبراير «على متن الطائرة نفسها التي كانت على متنها الحالة الأولى».وأضافت: «ظهرت العوارض بتاريخ 24 فبراير 2020 وخضعت المريضة للعزل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي منذ تاريخه ووضعها الصحي مستقر حالياً. وسيتم تتبع أفراد عائلتها والمقربين منها يومياً من فريق وزارة الصحة العامة».وأعلن لبنان، يوم الجمعة، تأكيد أول إصابة للبنانية (45 عاماً) وصلت على طائرة من مدينة قم الإيرانية.مالياً، بدا لبنان في الساعات الماضية على مَشارفِ «ربْط الأحزمة» مع اقتراب «ساعة الصفر» لتحديد الخيارات حيال كيفية التعاطي مع أزمته المالية انطلاقاً من استحقاق سندات «اليوروبوندز» (بقيمة 1.2 مليار دولار) في 9 مارس المقبل والذي سيؤشر إلى الخطة التي ستُعتمد بإزاء مجمل الدين العام، وسط «شدّ حبال» سياسي داخلي لا يشي بأن طريق الخروج من المأزق صار «منزوع الألغام»، ووضعيةِ «انتظارٍ» خارجيةٍ تعكس أن بلاد الأرز ليست «على الرادار» العربي - الدولي إلا بمقدار ما تلتزم بأجندة الإصلاحات الصارمة وتضع برنامج إنقاذ متكاملاً يجري الدفْع ضمناً لأن يكون «تحت مظلة» صندوق النقد الدولي، وتتفادى تظهير الحكومة الجديدة تَمَوْضُعاً سياسياً يكرّس اصطفافها بالكامل في المحور الإيراني.وإذ كان رئيس البرلمان نبيه بري أعلن أمس «أن القرار الذي ينبغي اتخاذه بشأن استحقاقات اليوروبوندز (الدفع او عدمه) يجب أن يكون قراراً وطنياً غير خاضع للمزايدات والتباينات»، معتبراً «أنّ أقدس المقدسات ودائع الناس»، توقفت أوساط سياسية عند انتقال رئيس الحكومة حسان دياب إلى وضعية الهجوم بمواجهة الرئيس السابق للوزراء سعد الحريري، وهو ما عبّر عنه الكلام المكتوب الذي أدلى به أمام مجلس الوزراء أول من أمس، إذ تحدّث عن «أوركسترا بدأت، عندما اكتشفت أنها لم تستطع العثور على أي خطأ لهذه الحكومة، تحرّض في الخارج ضد لبنان لمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدته مالياً ومنْعه من الانهيار»، معربا عن ثقته ان «الدول الشقيقة والصديقة لن تتخلى عن لبنان». ولفت إلى «جهات لا تهتم بأن البلد ينهار، بل المهم عندهم أن تفشل الحكومة وألا تنكشف عوراتهم والموبقات التي ارتكبوها وأدت إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها البلد اليوم».ومن خلف الغمْز الذي حَمَله كلام دياب من قناة الحريري الذي عاجلت كتلته، رئيس الحكومة الجديدة، بأنه «اذا كان هناك في دوائر الحكم وبعض الدوائر الحزبية التي تتلطى وراء التوجهات الحكومية، مَن يعمل على تزوير التاريخ ورمي المسؤولية على السياسات الحريرية، فقد كان حرياً برئاسة الحكومة أن تنأى بنفسها عن تلك الحملات المكشوفة الأهداف»، لاحظت الأوساط أن مواقف دياب جاءت على طريقة الهروب إلى الأمام، معتبرة أن رئيس الحكومة سعى إلى رمي كرة المسؤولية في ذلك على الحريري الموجود حالياً في الإمارات، في حين أن جوهر المشكلة يرتبط بعزلة لبنان الناتجة عن انقلاب التوازنات السياسية فيه لمصلحة «حزب الله» وهو ما عبّرت عنه حكومة «اللون الواحد».وكان لافتاً أنه غداة كلام دياب، جرى الترويج لجولة خليجية سيقوم بها وتشمل كلاً من السعودية، الإمارات، الكويت وقطر، في حين أن معلومات توافرت لـ «الراي» عن أن لا معطيات حول مثل هذه الجولة، وسط توقُّف الأوساط المطلعة عند موقف بالغ الدلالات أطلقته السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد بعد لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماتها الديبلوماسية.فريتشارد لم تتوان عن اعتبار «أن لبنان يقف أمام نقطة تحول». وقالت: «في اكتوبر خرج المواطنون من جميع الطوائف والمناطق إلى الشوارع للمطالبة بالأفضل من حكومتهم. إنهم على حق. لا يوجد هناك سبب لهذا البلد المبارك بالعديد من النعم، بما في ذلك الموارد البشرية المذهلة، بألا يكون لديه في العام 2020 نظاماً حديثاً لإدارة النفايات، وكهرباء للجميع لـ 24 ساعة، سبعة أيام في الاسبوع، وكذلك قوة مسلّحة واحدة تحت سيطرة الدولة واقتصاد متنامي». وأضافت: «الوقت المناسب لجميع المواطنين اللبنانيين لمعالجة قضايا الحكم والاقتصاد بشكل مباشر. يجب اتخاذ قرارات صعبة، وسيتحمل الجميع بعض العبء. أعتقد أن الجميع يدرك أن النظام، في العقود القليلة الماضية، لم يكن يعمل وبالتالي هذه فرصة تاريخية للشعب اللبناني لقلب الصفحة. إنها فرصة لرسم مسار جديد يجعل هذا البلد يدرك كامل إمكاناته كعضو حديث ومزدهر في المجتمع الدولي».
خارجيات
«ربْطُ أحزمة»... ودياب يهرب إلى الأمام
تسجيل إصابة ثانية بـ «كورونا» في لبنان!
11:31 م